روسيا ستزود سوريا بنظام للدفاع الجوي لمنع التدخل الخارجي

واتهم ريابكوف الاتحاد الأوروبي أيضا “بسكب الزيت على النار” بعد قراره عدم تجديد حظر السلاح الذي كان يفرضه على سوريا قائلا إن ذلك سيؤدي إلى تعقيد الجهود الرامية لعقد مؤتمر دولي للسلام.

وزادت تصريحات المسؤول الروسي الكبير تحدي روسيا للولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل بشأن صفقة بيع أنظمة صواريخ إس-300 عالية الدقة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد التي تقاتل معارضة مسلحة مدعومة من الغرب ودول الخليج العربية.

وقال ريابكوف في مؤتمر صحفي “نعتقد ان تسليم هذه الشحنة عامل مساعد على الاستقرار وان مثل هذه الخطوات ستمنع بطرق عديدة بعض المتهورين… من استكشاف سيناريوهات يمكن ان تعطي لهذا الصراع طابعا دوليا بمشاركة قوات من الخارج.”

ويقول خبراء غربيون إن هذه المنظومة الدفاعية يمكن أن تعزز كثيرا قدرة سوريا على تجنب التدخل الخارجي في الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين والتي سقط فيها ما يزيد عن 80 ألف قتيل.

وصواريخ إس-300 قادرة على اعتراض الطائرات والصواريخ الموجهة. وتقول دول غربية إن شحنات الأسلحة الروسية يمكن أن تزيد التوتر وتشجع الأسد.

وروسيا مصممة على الصفقة رغم زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لروسيا هذا الشهر ناشد خلالها الرئيس فلاديمير بوتين وقف تسليم الصواريخ وبرغم تهديد مستتر برد عسكري من جانب إسرائيل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون في مؤتمر صحفي قرب تل أبيب يوم الثلاثاء “يمكنني أن أقول إن الشحنات ليست في طريقها بعد.. أتمنى ألا تتحرك ولكن إذا وصلت سوريا لا سمح الله فسنعلم ماذا نفعل.”

وأرسلت موسكو أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ إلى سوريا من قبل لكنها تقول إنها لا تزود سوريا بأسلحة هجومية أو أسلحة يمكن استخدامها ضد قوات المعارضة. وقال مصدر قريب من الهيئة المسؤولة عن صادرات الأسلحة الروسية إنه تم تعليق عقد لتزويد سوريا بطائرات مقاتلة.

ولم يكن في وسع ريابكوف تأكيد ما إذا كانت صواريخ إس-300 سلمت بالفعل إلى سوريا.

وقال “لا استطيع ان أؤكد أو أنفي ان تسليم هذه الشحنات حدث بالفعل كل ما استطيع قوله اننا لن نعدل عنها.”

وروسيا من أقوى حلفاء الاسد في الصراع وترفض العقوبات وعرقلت هي والصين ثلاثة قرارات لمجلس الامن التابع للامم المتحدة كانت تهدف للضغط على الحكومة السورية لوقف القتال.

وتعارض موسكو بشدة التدخل العسكري أو تسليح المعارضة لكنها تدافع عن حقها في تسليم أسلحة لحكومة الأسد.

وقال ريابكوف إن عدم تجديد الاتحاد الأوروبي لحظر السلاح على سوريا في اجتماعه يوم الاثنين سيقوض فرص مؤتمر السلام الذي تحاول موسكو وواشنطن تنظيمه.

وقال بشأن القرار الذي توصل إليه الاتحاد الأوروبي كحل وسط ويسمح للدول الأعضاء بتزويد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح إذا رغبت الدول في ذلك “الاتحاد الأوروبي بهذا يسكب الزيت على النار في سوريا.”

وكرر ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي لبوتين تصريحات نائب وزير الخارجية وانتقد زيارة السناتور الأمريكي جون مكبن لسوريا أمس الاثنين والتي اجتمع خلالها مع قادة للمقاتلين المعارضين.

وأوضحت بريطانيا وفرنسا اللتان عارضتا تجديد حظر السلاح أنهما تحتفظان بالحق في إرسال أسلحة في الحال برغم اتفاق الدول الأوروبية على تأجيل أي تسليم محتمل للأسلحة حتى أول أغسطس آب لكن الدولتين لم تتخذا قرار بعد في هذا الصدد.

وقال مسؤول فرنسي كبير إن موضوع صواريخ إس-300 أثير في اجتماع بين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيريه الروسي لافروف والأمريكي جون كيري في باريس يوم الاثنين.

وقال المسؤول “من الواضح أنها تمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لنا لأنهم إذا أرسلوا هذه الأسلحة .. وهي صواريخ أرض-جو .. وإذا كنا سنقيم ممرات جوية .. يمكنكم ملاحظة التناقض بين الأمرين.”

وتقول إسرائيل إن الأسلحة الروسية التي ترسل إلى سوريا يمكن أن تصل إلى أيدي أعدائها إيران أو جماعة حزب الله اللبنانية.

وقال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن صواريخ إس-300 قادرة على الوصول إلى عمق إسرائيل وتهديد الرحلات الجوية فوق مطارها التجاري الرئيسي قرب تل أبيب.

الجديدة