أكثر من 200 مدني سوري نصفهم من الأطفال والمواطنات استشهدوا في ضربات التحالف الدولي خلال الـ 11 شهراً الفائتة

28

ارتفع إلى 3414 على الأقل، عدد الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، من توثيق استشهادهم ومصرعهم ومقتلهم، جراء غارات التحالف العربي – الدولي، وضرباته الصاروخية على مناطق في سوريا خلال الـ 11 شهراً الفائتة، منذ فجر الـ 23 من شهر أيلول / سبتمبر 2014، وحتى فجر اليوم، الـ 23 من شهر آب / أغسطس من العام 2015، كما أصيب المئات بجراح في الغارات والضربات ذاتها، غالبيتهم الساحقة من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

من ضمن المجموع العام للخسائر البشرية 206 شهداء مدنيين سوريين بينهم 65 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و39 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا إثر ضربات التحالف الصاروخية وغارات طائراته الحربية على مناطق نفطية يوجد فيها مصافي نفط محلية وآبار نفطية ومباني وآليات، في محافظات الحسكة والرقة وحلب وإدلب ودير الزور، من بينهم عائلة مؤلفة من رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة، استشهدوا جراء قصف لطائرات التحالف على قرية دالي حسن بالريف الشرقي لبلدة صرين في شمال شرق محافظة حلب، و64 مواطناً تم توثيق استشهادهم في المجزرة التي ارتكبتها طائرات التحالف العربي – الدولي، ليل الخميس – الجمعة، (30-4 // 1-5) 2015، وذلك لتنفيذها عدة ضربات استهدفت قرية بير محلي الواقعة قرب بلدة صرين في جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب، وتوزع الشهداء على الشكل التالي::، 31 طفلاً دون سن الثامنة عشر هم 16 طفلة و15 طفلاً ذكراً، و19 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و13 رجلاً فوق سن الـ 18، وفتى في الثامنة عشر من عمره.

 

كذلك قتل 3061 عنصراً على الأقل من تنظيم “الدولة الإسلامية”، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، جراء الضربات الصاروخية وغارات طائرات التحالف العربي – الدولي، على تجمعات وتمركزات ومقار لتنظيم “الدولة الإسلامية” ومحطات نفطية في محافظات حماه وحلب وحمص والحسكة والرقة ودير الزور، من ضمنهم عشرات القياديين من جنسيات سورية وعربية وأجنبية، أبرزهم أبو أسامة العراقي “والي ولاية البركة” وعامر الرفدان “الوالي السابق لولاية الخير” والقياد أبو سياف وآخرين.

 

كما لقي ما لا يقل عن 136 مقاتلاً من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) مصرعهم، جراء ضربات صاروخية نفذها التحالف العربي – الدولي وغارات لطائراته، على مقرات لجبهة النصرة في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي، أبرزهم القيادي في تنظيم القاعدة محسن الفضلي وأبو همام -القائد العسكري في جبهة النصرة والقيادي أبو عمر الكردي والقياديان أبو حمزة الفرنسي وأبو قتادة التونسي

 

في حين قضى 10 مقاتلين من جيش السنة جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقرهم في منطقة أطمة بريف إدلب، كما استشهد مقاتل من لواء إسلامي كان معتقلاً لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقر لتنظيم “الدولة الإسلامية” في ناحية معدان بريف مدينة الرقة.

 

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، نعتقد أنَّ الخسائر البشرية، في صفوف عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” وفصائل إسلامية أخرى، هي أكبر من العدد الذي تمكن المرصد من توثيقه حتى الآن، وذلك بسبب التكتم الشديد من قبل الأطراف المستَهدَفة على خسائرها البشرية.

 

وبعد مرور 11 شهراً على بدء العمليات العسكرية للتحالف الدولي، والتي استهدفت عدة مناطق سورية، نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان إدانتنا الشديدة، لقتل التحالف الدولي 206 مواطنين مدنيين سوريين، بينهم 104 أطفال ومواطنات على الأقل، جراء غاراته الجوية وضرباته الصاروخية، على مناطق سورية.

 

وفي الوقت ذاته يطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتحييد المناطق المدنية عن عمليات القصف والاستهداف أو العمليات العسكرية، والتي راح ضحيتها بشكل أساسي المدنيون السوريون، الذين استشهد وجرح وشرد منهم الملايين نتيجة القصف الذي استهدف مناطق تواجدهم، فيما يستمر المجتمع الدولي في صمته عما يجري، صاماً آذانه عن آلام الشعب السوري وآماله في الوصول إلى دولة العدالة والمساواة والديمقراطية والحرية، وتقديم قتلتهم إلى المحاكم المختصة لينالوا هم وآمريهم والمحرضين عليهم عقابهم.