اجتماع للقوى الكبرى في ميونخ وأمل ضعيف بإيجاد “حل سياسي” في سوريا

35

ستحاول القوى الكبرى الخميس في ميونيخ بحث حل سياسي يبدو بعيدا للنزاع السوري، رغم استمرار الهجوم الكاسح للقوات الحكومية وحليفها الروسي الذي أوقع مئات القتلى وأدى إلى نزوح كثيف.

ويلتقي أبرز الفاعلين في ميونيخ بعد أقل من أسبوعين من تعليق المفاوضات التي تتولاها الأمم المتحدة مع النظام السوري والمعارضة.

 وبدا استئناف المفاوضات المقرر في 25 شباط ـ فبراير مشكوكا فيه حيث اشترطت المعارضة الأربعاء 10 شباط ـ فبراير، رفع الحصار عن المدن التي تسيطر عليها ووقف الغارات.  

في الأثناء تعرضت روسيا لضغوط في مجلس الأمن من فرنسا وبريطانيا لوقف الغارات لكن موسكو رفضت مجددا الانتقادات الغربية.  

لكنها أعلنت نيتها عرض أفكار جديدة بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في اجتماع ميونيخ، دون تقديم تفاصيل.  واعتبرت إيران على لسان نائب وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان أن “ما تسبب بالمشاكل خلال اجتماع جنيف الأخير حول سوريا هو عدم التمييز بين المعارضين والمجموعات الإرهابية”.  في المقابل، جدد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة رياض حجاب الأربعاء المطالبة بتطبيق “سلسلة إجراءات” قبل الذهاب إلى جنيف، بينها رفع الحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية ووقف قصف المدنيين.  لكن حتى في صفوف الدول الحليفة للمعارضة بدأ تبادل الاتهامات بعدم التحرك بشكل كاف للتوصل إلى حل للنزاع أو مكافحة الجهاديين.  وندد الرئيس التركي بشدة الثلاثاء 9 شباط ـ فبراير الجاري، بدعم الولايات المتحدة عسكريا لأكراد سوريا الذين تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”، مؤكدا أن سياسة واشنطن حولت المنطقة إلى “بركة دماء”.

 من جهته، اتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء 10 شباط ـ فبراير الحالي، الولايات المتحدة، بأنها لا تبذل جهودا كافية في سوريا.

 لا شيء سوى الدمار والمجازر والدم  واشتدت الضغوط على تركيا لتفتح حدودها لنحو 30 ألف شخص فروا من المعارك في شمال سوريا.

 ويعيش هؤلاء المدنيون ومعظمهم من الأطفال والنساء، في مخيمات مزدحمة قرب معبر انجو بينار المغلق منذ أشهر.  وقال عبد الكريم بهلول وهو أحد النازحين من مدينة تل رفعت وقلة ممن تمكنوا من العبور إلى تركيا “الأطفال يموتون من القصف والجوع والبرد. يعيشون في العراء ولا مأوى لهم”. ويضيف “الوضع غير إنساني” في تل رفعت والبلدات المجاورة لافتا إلى أنه “لم يعد هناك إلا الدم والمجازر والدمار”.  وحذرت منظمة “أطباء بلا حدود” الأربعاء في بيان من أن “النظام الصحي المدمر أصلا” في منطقة اعزاز الحدودية مع تركيا “يشارف على الانهيار” في ظل استمرار العمليات العسكرية، محذرة من أن “أي تصعيد إضافي في القتال سيفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة”.  وسمحت تركيا التي تستضيف 2,7 مليون سوري، بعبور قوافل جديدة من المساعدات الأربعاء إلى شمال سوريا تزامنا مع نقل عدد من الجرحى إلى مستشفى في بلدة كيليس التركية الحدودية.

 وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو “سنسمح بدخول السوريين الراغبين في القدوم لكن أولويتنا هي إقامة مخيم جديد لاستقبال السوريين في الأراضي السورية”.  500 قتيل في عشرة أيام  ميدانيا، دارت الأربعاء اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والفصائل المقاتلة والإسلامية في بلدة الطامورة الواقعة جنوب بلدتي نبل والزهراء اللتين تمكنت قوات النظام من فك حصارهما الأسبوع الماضي.  وتحاول قوات النظام وفق المرصد، “السيطرة على البلدة التي تطلق منها الفصائل المقاتلة صواريخ تستهدف نبل والزهراء”.

 ومنذ بداية الهجوم في الأول من شباط ـ فبراير استعادت القوات الحكومية العديد من المناطق وتحاصر مسلحي المعارضة في أحياء شرق حلب ما يشكل تهديدا لـ 350 ألف مدني. وأحصى المرصد منذ بدء الهجوم مقتل “506 أشخاص على الأقل” يتوزعون بين “89 مدنيا ضمنهم 23 طفلا قتلوا جراء الغارات الروسية”.  كما قتل “143 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومقاتلين شيعة غير سوريين و274 عنصرا من الفصائل المقاتلة والإسلامية وبينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، ضمنهم 169 مقاتلا سوريا”.

 ولا تلقي موسكو بالا لدعوات وقف إطلاق النار وتنفي أن تكون غاراتها قد أوقعت قتلى بين المدنيين.  في المقابل اعتبر مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين، بريت ماكغورك أثناء شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب “ما تقوم به روسيا من شأنه أن يعزز تنظيم الدولة الإسلامية بشكل مباشر”.  من جانبه قال وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند إن “روسيا والنظام (السوري) يستهدفان عمدا المعارضة وبالتالي يعززان” تنظيم “الدولة الإسلامية”. وهذا التنظيم موجود في شرق حلب لكنه لم يشارك في معارك الأيام الأخيرة.  في المقابل استولت وحدات حماية الشعب الكردي وحلفائهم العرب على بلدات كانت بيد المعارضة.  وقال المرصد، إن القوات الكردية وحلفائها العرب طردوا المسلحين الإسلاميين وحلفائهم من مطار منغ العسكري ومن مدينة منغ الواقعة في ريف حلب الشمالي.  ويأتي هذا التقدم بعد أيام من المعارك الطاحنة أتاحت سيطرة وحدات الشعب الكردي وحلفائهم على العديد من القرى والمواقع وصولا إلى منغ وذلك بعد أن انطلقوا من معقلهم في بلدة عفرين.  دبلوماسيا افتتح وفد عن أكراد سوريا مكتبا تمثيليا في موسكو في بادرة رمزية في وقت تسعى فيه روسيا لادماج الأكراد في مفاوضات السلام رغم معارضة تركيا.  كما حضر الملف السوري في قلب مباحثات وزراء دفاع دول الحلف الأطلسي في بروكسل الذي “درس” الأربعاء 10 شباط ـ فبراير الجاري، طلب مساعدة تقدمت به تركيا وأثينا وبرلين لمواجهة أزمة المهاجرين، وذلك في شكل مهمة مراقبة في بحر إيجه.  وسيقدم هذا الطلب الخميس من قبل أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ لوزراء الأعضاء الـ 28 للتحالف العسكري ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” بقيادة واشنطن. 

المصدر: MCD مونت كارلو الدولية