التفاصيل الكاملة لمقتل وفقدان نحو 180 من قوات النظام في غوطة دمشق الشرقية

33

 
تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق مقتل 76 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في محيط منطقة تل صوان الواقعة بين منطقتي عدرا ودوما بغوطة دمشق الشرقية، فجر الـ 7 من شهر شباط / فبراير الجاري، فيما لا يزال مصير أكثر من 100 عنصر وضابط آخرين مجهولاً حتى اللحظة.
وفي التفاصيل التي تمكن المرصد السوري من توثيقها، فإن 45 عنصراً من قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها، قضوا خلال وقوعهم في كمين لجيش الإسلام بمحيط منطقة تل صوان، حيث استهدفهم خلال محاولتهم التسلل إلى منطقة آمنة خارج موقع الكمين، وقام بإطلاق النار عليهم برشاشات متوسطة وخفيفة، وترك بعضهم ينزف لأكثر من 14 ساعة دون محاولة إنقاذه، فيما قتل الـ 31 الآخرين، جراء وقوعهم في أشراك وحقول ألغام قسم كبير منها ممن زرعتها قوات النظام في وقت سابق بمحيط منطقة تل صوان، بينما لا يزال مجهولاً حتى اللحظة مصير أكثر من 100 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن تقدموا إلى المنطقة.
وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اللواء علي عباس القائد العسكري للمنطقة، أمر عناصره بالتحرك نحو محيط منطقة تل صوان، بغية التقدم فيها والسيطرة على نحو 2 كلم تفصل بينها وبين اللواء 39 المعروف بفوج الكيمياء بمنطقة عدرا في الغوطة الشرقية، إلا أن بعض الضباط والعناصر العارفين بطبيعة المنطقة ووجود أشراك وألغام فيها، اعترضوا على الأوامر وأوضحوا للواء عباس المخاطر التي ستنجم عن تقدمهم نحو منطقة تل صوان، فما كان من اللواء إلا أن هددهم بتوجيه تهمة “مخالفة الأوامر العسكرية” إليهم، فانصاع عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها للأوامر، وتوجهت أول دفعة نحو محيط منطقة تل صوان، ووقعت في كمين قتل فيه 45 منهم على الأقل، وخلال توجه المجموعات التالية، وقع 31 منهم في أشراك وألغام نجم عن انفجارها مقتل جميع العناصر، فيما بقيت مجموعات مؤلفة من نحو 100 عنصر، مجهولة المصير، دون أن تقوم سلطات النظام بتحريك قواتها لإنقاذهم أو أن تقوم الطائرات الحربية السورية والروسية باستهداف محيط المنطقة التي يتواجد فيها العناصر، على الرغم من المناشدات المتكررة من الجنود المحاصرين، بضرورة إنقاذهم، لكن ضباطاً آخرين رفضوا إقحام عناصرهم في موت محتم.
ولا تزال قرى جبال العلويين في ريف اللاذقية ومصياف والقدموس وقراهما، تشهد توتراً واستياءاً كبيرين، وغضباً عارماً، وسط مطالبات ملحَّة بإعدام اللواء علي عباس لتسببه في مقتل وفقدان نحو 180 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والذين ينحدر غالبيتهم من قرى الساحل السوري، كما أكدت المصادر للمرصد، أن توجيهات من قيادة قوات النظام صدرت بـ “”عدم تهويل الأمر وتداوله على وسائل الإعلام احتراماً لوفاة والدة الرئيس بشار الأسد وحزن الرئيس عليها””.
جدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد نشر في نهاية تموز / يوليو من العام الفائت 2014، أن حالة استياء شديدة قد سادت في أواخر شهر يوليو / تموز من العام ذاته، في القرى والبلدات الموالية للنظام السوري، والتي ينحدر منها عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين للنظام، والذين قتل منهم المئات خلال الأسبوعين الأخيرين من الشهر نفسه، بسبب قيام كل من اللواء بسام مرهج والذي يشغل منصب مدير مكتب الأمن في القصر الجمهوري، ولونا الشبل والتي تشغل مديرة المكتب الصحافي في القصر الجمهوري، بمنع نشر أخبار الخسائر البشرية لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، في الوقت الذي كان يقوم فيه حزب الله اللبناني بتشييع قتلاه الذين يسقطون خلال الاشتباكات في سوريا، بمراسم ومواكب تشييع رسمية، وبتغطية إعلامية، الأمر الي أثار حفيظة واستياء أهالي هذه القرى والبلدات، وكأن أبناءهم لا قيمة لهم عند النظام.