في إطار سعيها لإطباق الحصار على تنظيم “الدولة الإسلامية” داخل مدينة دير الزور، قوات النظام تصعد قصفها على القرية المتبقية شرق الفرات

36

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: نفذت طائرات حربية عدة غارات منذ صباح اليوم على أماكن في قرى خشام و جديد عكيدات و جديد بكارة والدحلة والصبحة على الضفة الشرقية لنهر الفرات بريف ديرالزور الشرقي، وسط قصف صاروخي على المناطق ذاتها، الأمر الذي تسبب باستشهاد 4 أشخاص من عائلة واحد في جديدة بكارة بينهم مواطنتان اثنتان، كذلك نفذت طائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي عدة ضربات صباح اليوم على مناطق في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، حيث استهدفت منطقة الرابطة الفلاحية بالمدينة، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن خسائر بشرية.

وفي سياق متصل تواصل قوات النظام قصفها المكثف على مناطق في قرية الحسينية الواقعة على الضفة الشرقية المقابلة لدير الزور تمهيداً للسيطرة عليها من أجل إطباق الحصار على عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” داخل مدينة دير الزور، حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس أنه لا تزال الاشتباكات متفاوتة العنف مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وقوات العشائر بمشاركة القوات الروسية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في الضفاف الشرقية لنهر الفرات، التي تمكنت قوات النظام من العبور إليها في الـ 18 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2017، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكّن قوات النظام من تحقيق تقدم في المنطقة وفرض سيطرتها على 4 قرى واقعة قبالة مدينة دير الزور ومطارها العسكري، على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تمكنت من تحقيق هذا التقدم في قرى مراط وحطلة ومظلوم وخشام، بعد استقدامها لتعزيزات عسكرية كبيرة من عتاد وآليات وعناصر، والتي عبرت نهر الفرات، عبر الجسور المتحركة التي أقامتها روسيا على نهر الفرات.

كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تسعى من خلال هذا التقدم لإطباق الحصار على تنظيم “الدولة الإسلامية” داخل مدينة دير الزور، حيث تحاول قوات النظام المدعومة بقوات روسية برية وبطائراتها الحربية، إجبار تنظيم “الدولة الإسلامية” على الانسحاب قبيل إطباق الحصار عليه، وذلك من خلال تنفيذ عملية التفاف على المدينة ومحاصرتها من شرق الفرات، وإغلاق كافة المنافذ المؤدية إلى خارج المدينة، وفي حال رفض التنظيم الانسحاب فإنه سيبقى أمام خيار المواجهة حتى النهاية، حيث لا تزال قرية واحدة تفصل قوات النظام عن إطباق هذا الحصار.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 25 من أيلول / سبتمبر الجاري، أنه بلغ 79 على الأقل بينهم 7 من القوات الروسية عدد العناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، الذين قتلهم تنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال هجماته العنيفة والمعاكسة على مواقع قوات النظام وتفجيره لعربات مفخخة وأحزمة ناسفة مستهدفاً هذه المواقع في الضفاف الشرقية من نهر الفرات، كما أصيب العشرات بجراح متفاوتة الخطورة، بعضهم لا تزال حالاتهم حرجة، ما قد يرشح عدد القتلى للارتفاع، في حين نفذ الطائرات الروسية ضربات مكثفة استهدفت مناطق شمال بلدة خشام والمحاذية لحقول نفطية في شرق الفرات بريف دير الزور، من بينها حقل غاز كونيكو الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، كما أن هذه الحصيلة للخسائر البشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، تأتي منذ الـ 18 من أيلول / سبتمبر الجاري، تاريخ عبور نهر الفرات من قبل قوات النظام والقوات الروسية باستخدام الجسور المائية والزوارق، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام عناصر التنظيم بسحب جثث قتلى من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والتجوال بها في قرى ومناطق تحت سيطرته، في محاولة من التنظيم لـ “إثبات قوته وقدرته على إلحاق الهزيمة بالمهاجمين”.

كما كان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 18 من الشهر الجاري أن قوات استطلاع تابعة للنظام ومجموعات عسكرية بغطاء روسي عبرت نهر الفرات إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات المقابلة لمدينة دير الزور، عبر استخدام جسور مائية، ذلك بعد قصف مكثف من قبل قوات النظام استهدف الضفاف المقابلة لكل من مطار دير الزور العسكري ومنطقتي الجفرة والمريعية اللتين سيطرت عليهما قوات النظام، فيما كانت قوات النظام تمكنت في الـ 10 من أيلول / سبتمبر الجاري، من فتح شريان المدينة القادم من دمشق، وجرت عملية فك الحصار على 3 مراحل أولها فك الحصار عن اللواء 137، ومن ثم فك الحصار عن مطار دير الزور العسكري وكتلة الأحياء المرتبطة به، والمرحلة الثالثة وهي الوصول إلى المدخل الغربي لمدينة دير الزور عند منطقة البانوراما بعد استكمال السيطرة على طريق دمشق – دير الزور.