الشرطة العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية تعتقل قائد تجمع شباب البكَّارة ياسر الدحلة -المنشق عن قوات النخبة السورية

22

يسود توتر في أوساط القوى المشاركة في عملية “عاصفة الجزيرة” التي انطلقت في الـ 7 من أيلول / سبتمبر الفائت، بغية السيطرة على شرق الفرات وريف دير الزور الشمالي الغربي من جهة شرق نهر الفرات وريف الحسكة الجنوبي، والتي تمكنت من السيطرة على مساحات واسعة من الريف الشمالي لدير الزور وصولاً إلى مسافة قريبة من الضفاف المقابلة للمدينة، وبلدة الصور وحقل ومعمل غاز كونيكو الذي يعد أكبر معمل وحقل غاز في سوريا ومناطق أخرى من شرق الفرات، وأبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التوتر جاء على خلفية اعتقال الشرطة العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، لـ ياسر الدحلة قائد تجمع شباب البكارة، والذي انشق سابقاً عن قوات النخبة السورية وانضم إلى مجلس دير الزور العسكري المنضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية

مصادر قيادية أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن ياسر الدحلة لا يزال معتقلاً لليوم الرابع على التوالي، وعزت مصادر قيادية في مجلس دير الزور العسكري، السبب إلى أن “”ياسر الدحلة لديه تجاوزات عسكرية تتعلق بعدم المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية الجارية في شرق الفرات وريف دير الزور الشمالي، وعدم الانضباط العسكري، وقلة المشاركين من قوات تجمع شباب البكارة في عملية ((عاصفة الجزيرة))، إضافة لتنظيم مخالفات تتعلق بسرقة ممتلكات مدنيين من المناطق التي جرت السيطرة عليها من قبل التجمع المقاتل، وأنه جرى اعتقال الدحلة مع 4 آخرين من قيادات وعناصر التجمع من قبل الانضباط العسكري في مجلس دير الزور العسكري””

هذه الاتهامات الموجهة إلى ياسر الدحلة قابلها نفي من مقربين من تجمع شباب البكارة الذي يقوده الدحلة، حيث أبلغوا المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية اعتقال الدحلة جاءت على خلفية “”إقبال المنشقين من فصائل عملية “درع الفرات” للانضمام إلى تجمع شباب البكارة، إضافة لإقبال آخرين على الانضمام إلى صفوف التجمع، وعدم سماح مجلس دير الزور العسكري ببروز شخصية عسكرية، وأنه جرى تهديد الدحلة بوقف العمل العسكري معه””، كما اتهم المقربون من التجمع، مجلس دير الزور العسكري والشرطة العسكرية، بـ “تلفيق تهم كيدية لياسر الدحلة والمعتقلين معه”، وسط تخوف من قبلهم بـ “نشوب فتنة قبلية بين مجلس دير الزور العسكري وتجمع شباب البكارة”

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 25 من آب / أغسطس الفائت من العام الجاري 2017، أن مجموعة من الفصائل المقاتلة من أبناء عشيرتين عربيتين أعلنت عن انضمامها لمجلس دير الزور العسكري، المنضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، بعد انشقاقهم عن فصيل قوات النخبة السورية قبل أيام، واعتبار قوات سوريا الديمقراطية كمرجعية قيادية عسكرية لهذه المجموعات المنضوية حديثاً تحت رايتها، لحين إنهاء وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في دير الزور، وجاء هذا الإعلان الانضمام هذا بعد نحو 10 أيام من نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تفاصيل كاملة عن عملية انشقاق المجموعات هذه عن قوات النظام حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 16 من آب / أغسطس الفائت من العام 2017، أن أن عشرات المقاتلين تركوا صفوف قوات فصيل كان عاملاًَ في معركة الرقة الكبرى، وغادروا مواقع الفصائل منضمين إلى فصيل آخر عامل في محافظتي دير الزور والرقة، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، فإن نحو 300 عنصر ومقاتل من “تجمع شباب البكَّارة”، بقيادة ياسر الدحلة، غادروا صفوف قوات النخبة السورية، بعد اتهامات متبادلة وخلافات جرت بين الطرفين، وأكدت المصادر للمرصد السوري أن الاتهامات لا تزال متبادلة بين الطرفين، حول كيفية ترك التجمع لقوات النخبة، إذ أبلغت مصادر مقربة ومطلعة على قوات النخبة السورية، المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه جرى فصل ياسر الدحلة مع 157 من المقاتلين التابعين له، بسبب تبعيتهم السابقة لحركة أحرار الشام الإسلامية، ولقيامهم بإجراء مفاوضات مع مجلس دير الزور العسكري المنضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية للانضمام إليهم، وأن هذه المفاوضات جرت بين الجانبين، لحين ترك الدحلة والمقاتلين التابعين له لصفوف قوات النخبة السورية قبل نحو أسبوع

في السياق ذاته فإن مصادر مقربة من “تجمع شباب البكَّارة” المنضم قبل نحو شهرين إلى قوات النخبة السورية، أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن سبب انشقاق نحو 300 عنصر بقيادة ياسر الدحلة، عن قوات النخبة السورية، الجناح العسكري لتيار الغد السوري برئاسة أحمد الجربا، يعود إلى “الفساد المستشري في صفوف قوات النخبة واستغلال تضحيات المقاتلين لتحقيق مكاسب سياسية، ورفض التجمع بقيادة ياسر الدحلة التوجه للمشاركة في معركة الرقة لأن الأولوية هي لمعركة تحرير دير الزور لانتمائهم إليها”، وأكدت المصادر الموثوقة حينها للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن ياسر الدحلة وصل مع مقاتليه إلى مناطق تواجد مجلس دير الزور العسكري المشارك في معركة الرقة الكبرى قبل نحو أسبوع، حيث يجري التنسيق بين الجانبين من أجل البدء بعمليات عسكرية متزامنة، يبدأها كل من مجلس دير الزور وتجمع شباب البكَّارة من ريف دير الزور الشمالي الغربي، وريف الحسكة الجنوبي باتجاه شمال دير الزور، وأكدت المصادر أن هذا التقسيم في نطاق العمليات جاء بناءاً على تكوين المنطقة من الناحية العشائرية، إذ سيبدأ مجلس دير الزور العسكري من مناطق تواجد عشيرته، فيما سيبدأ تجمع شباب البكَّارة من المنطقة التي تتواجد فيها أكبر نسبة من العشيرة التي ينحدر منها مقاتلو التجمع.ن كما تجدر الإشارة إلى أن ياسر الدحلة ينحدر من محافظة دير الزور، وكان قيادياً في لواء ذي قار الذي كان يتزعمه والد ياسر، وعرف من خلال الكمين الذي نصبه لتنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة الدحلة بريف دير الزور، والذي استهدف فيه القيادي في تنظيم “الدولة الإسلامية” أبو أسامة العراقي، والذي كان يشغل منصب “والي ولاية البركة”، وقتل في هذا الكمين شقيق ياسر الدحلة وذلك في منتصف العام 2014، ومن ثم انتقل الدحلة مع مقاتليه إلى القلمون بريف دمشق، وعاد بعدها إلى إدلب ومن ثم شارك بمعارك ريف حلب الشمالي قبل نحو عام، وأصيب خلال المعركة التي جرت في رتيان حينها، وانتقل بعدها إلى جرابلس، قبيل انضمامه إلى قوات النخبة لحين تركه لها وتوجهه للانضمام إلى مجلس دير الزور العسكري