سوريا والتعلق بأوهام الممانعة

21

لايوجد ماهو ابشع من جرائم القتل التي يمارسها نظام بشار الاسد  ضد الشعب السوري ، الا ذلك الخطاب الدفاعي والتبريري المقيت الذي تروجه بقايا الكائنات الايدلوجية عبر الفضائيات المختلفة بين الحين والاخر .

هناك شعب في سوريا يقتل وبلد تدمر من قبل حاكم استنفذ كل شروط بقائه ،ومع كل جريمة قتل وابادة جماعية يرتكبها بشار جيشه نجد فريقا من انصاف المتعلمين يتصدرون شاشات التلفزة العربية مجندين انفسهم للدفاع عن جرائم بشار.

ولايدرك اولئك المدافعون عن نظام بشار انهم  يعتبرون شركاء في  كل جرئمه يرتكبها ذلك النظام النازي في دمشق ، كون الدفاع عن المجرم يمكنه من التمادي في الجريمة أما تبرير جرائمه في حق الشعب فانها بلاشك عملية شراكة في الجرم ذاته .

لن يفلت بشار من العقاب وكذلك المدافعون عنه والمبررون لجرائمة سيحاكمون محاكمة تاريخية في ذاكرة الاجيال القادمة ،ابناء الضحايا واحفادهم في دمشق وحماه وحمص وادلب وغيرها من مدن سوريا الواقعة على مرمى المدفع القاتل سيقيمون محاكم تاريخية لكل من شارك او ساهم في دعم بشار سواء كان الدعم والمساندة بطلقة أو بكلمة أو بموقف سياسي مثلما تعمل روسيا وايران .

ومن المحزن في الامر ان غالبية المدافعين عن نظام بشار وجرائمه يسوقون خطابهم الدفاعي تحت ذريعة المؤمرة التي يحيكها العالم ضد بشار ونظامه ومعتقدين باهمية نظام بشار وخطورته على أمريكا واروبا واسرائيل ، في الوقت الذي هم يدركون فيه جيدا ان ذلكم النظام لايمارس نازيته وفاشيته الا على على الشعب السوري ولايقتل سوى السوريين ولايعبث بامن واستقرار أي بلد سوى امن سوريا ولبنان كلما سنحت له الفرصة ان يمد مخاليبه الاجرامية فانه لايطال سوى القطر اللبناني  وهو قطر عربي اخر متضرر من بقاء نظام الاسد في دمشق .

ومن الملاحظ على غالبية المدافعين عن جرائم بشارإنهم من كبار السن ينتمون الى فئة عمرية واحدة ويعيشون في مرحلة ايدلوجية قد عفى عليها الزمن(مرحلة القوميات الشيفونية) وتجاوزها العالم المعاصر سوء في اروبا بعد الحرب العالمية الثانية أو في المنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي ،والتي من اهم اهدافها تخليص المنطقة من بقايا مرحلة الحرب الباردة التي يمثلها نظام بشار كأخر نموذج لها في المنطقة العربية .

المدافعون عن نظام بشار وهم يطالعوننا بوجوههم الكالحة عبر الفضائيات لايدينون القتل وجرائم الابادة في حق الشعب السوري ،بل نجدهم ينهكون مسامعنا بالحديث عن موامرة يحيكها المجتمع الإقليمي والدولي ضد نظام بشار الذي يعتبر اخر معقل لمشروع منقرض في المنطقة العربية .

وكلما سئل احد المدافعين عن نظام بشار عن أسباب دفاعه  يقول بمنتهى البجاحة ان هناك مؤامرة ظد نظام بشار ، واذا سئل مرة ثانية عن أسباب المؤامرة يقول “ان العالم يتأمر على نظام سوريا لانه يقف في صف الممانعة ” .

وقد سئل احدهم من قبل مذيع “عما ذا يمانع نظام الاسد  بدمشق وما الخطورة التي يمثلها على العالم الخارجي ،فأجاب الرجل بلغة البلها ولسان الاغبياء ان نظام بشار يقف في خندق الممانعة ويعيق توسع إسرائيل ويعيق النفوذ الأمريكي  في المنطقة ” .

لم يدر في خلد المتحدث ولا على لسانه ان بشار ونظامه ليسوا أكثر من أدوات صراع إقليمي يدور بين قوى كبرى ،وان بشار ونظامه ليسوا اكثر من اداة فاعلة في أجندة النفوذ الايراني فحسب ،أما سوريا ومصالحها فانها خارج اهمية النظام واجندته ،ويكفي لتفنيد هذه الذرائع والمزاعم الواهمة ان نظام الاسد الاب والاسد الابن على مدى اربعون عاما لم يقتلوا جنديا اسرائيليا واحداً في منطقة الجولان ولم يحاولوا إستعادة هضبتها الاستراتيجية ،هذا فيما يتعلق بمقاومة اسرائيل المنعدمة اصلاً،اما فيما يتعلق بمواجهة  النفوذ الامريكي فيكفنا ان نذكر العقول الناصحة ان الجيش السوري هو الجيش العربي الوحيد الذي شارك بصفة رسمية في خوض المعركة ضد الجيش العراقي مع الجيش الامريكي اثناء حرب الخليج .

بكل تأكيد ان المدافعون عن جرائم بشار لن يجدوا بحوزتهم من الحكمة والعقلانية ما يسعفهم في تذكر التاريخ القريب وتفنيد المزاعم الباطلة ولن نسمع منهم سوى تأكيدهم الببغاوي ان هناك مؤامرة .

ونحن هنا لايسعنا الا ان نذكر الجميع  ان هناك شعب  في سوريا يقتل فيه الآلاف من جيل الابناء على يد بشار وجيشه مثلما قتل ابائهم في مطلع الثمانينات من القرن الماضي على يد الاسد الاب .

واذا اعملنا عقولنا في التفكير وضمائرنا في التحكيم سنجد ان الدفاع عن نظام بشار ليس سوى دفاعا عن جرائمه لانه لم يعد امامه مايقدمه سوى المزيد من القتل والاجرام ،واذا سلمنا ان هناك مؤامرة فعلا فالمؤامرة الحقيقة هي موجه ضد الشعب السوري قلب الشام الحر وان بشار الاسد ونظامه هم من ينفذ المؤامرة ضد سوريا بفعل اقسى من افعال القوى الاستعمارية نفسها ،اذ يؤكد المرصد السوري في لندن ان عدد الضحايا الذين قتلهم الاستعمار الفرنسي في سوريا لايساوي مانسبته 25% من ضحايا بشار الاسد ،واذا بحثنا عن اهمية نظام بشار فسنجد ان اهمية النظام تكمن في قتل وتدمير امكانات ومقدرات شعب سوريا العظيم .

فمتى سيعلم اولئك المدافعون عن بشار ونظامه ان الشعب السوري سينتصر لامحالة وسيحقق اهداف ثورته لان البقاء والنصر للشعوب أما الحكام فهم زائلون مهما بلغت درجة وحشيتهم واستبدادهم ،ولكل المدافعين عن بشار والمتواطئون معه من افرد ودول نقول لهم جميعا ما قاله فيهم الشاعر عبدالله البردوني رحمه الله في قصيدته ثوار والذين كانوا حيث قال :

كيف اتفقتم تجئيون الشعوب معا تزعمون عليه الكلب والفارا

لن تمنعوا ياساطين الوفاق غدا من ان يثور وان ينصب انهارا

مهما اقتدرتم فما عطلتم فلكا    ولا احلتم محيا الشمس دينارا

المصدر: التغيير