سوريا تستكمل الساتر والأهالي ينزحون

19

22651378Untitled-6_1_

لليوم الثالث على التوالي، يواصل الجيش السوري النظامي أعماله لإقامة الساتر الترابي في منطقة الجورة في مشاريع القاع، للفصل بين الأراضي اللبنانية والسورية، وقد خرقت آلياته أمس الأراضي اللبنانية بنحو 700 متر.
“لم يبقَ شيء على مكانه في المنزل، تمّ تكسير كلّ ما في داخله”. بهذه الكلمات تُعبّر زوجة سعد رايد عمّا فعله عناصر من الجيش السوري ليل أمس الأول، بعدما دخلوا المنزل وكسّروا محتوياته، وخرّبوا كلّ ما فيه.

وتقول: “البعض من أصحاب المنازل يعمل منذ مدة لإستكمال بناء منازله، والآن لم يتسنَّ له السكن فيها، ومنذ أمس بدأ الجميع بتفريغ كل محتويات منازلهم بما في ذلك إزالة النوافذ والأبواب بعد التهديدات التي تلقوها بتدميرها”.

وكان تشييد السواتر بدأ على ثلاثة محاور، وقد انتهى إثنان منها، الأول بين معبر القاع وجوسية السورية، وما كان يسمُى بمعبر الأمانة سابقاً، حيث كانت نقطة عبور للسكان وللبضائع من سوريا واليها، والمحور الثاني في منطقة سكّة الحديد.

والملاحظ أنّ العمل على المحورين كان ضمن الساتر الترابي القديم المنفذ بموافقة الطرفين اللبناني والسوري، ولكن المستغرب لدى الأهالي هو التقدم في منطقة الجورة وخصوصاً لجهة منازل أهالي بلدة عرسال الموجودة هناك.

وكان الجيش اللبناني المتمركز هناك، توجّه صباح أمس في ثلاث آليات إلى المكان الذي استؤنف فيه العمل من الجانب السوري للإتفاق معه وإثبات ملكية لبنان للأراضي في تلك المنطقة، أمّا الأهالي فشكوا لـ”الجمهورية” معاناتهم القديمة – الجديدة مع الجيش السوري، مؤكّدين أن الجيش اللبناني يعمل مع الجانب السوري لعدم إستهداف أي من المواطنين أثناء وجودهم في مشاريعهم الزراعية.

وفي إطار متابعة هذا الملف، إتصلت لجنة من مالكي المنازل المتضرّرة برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لأخذ موعد وشرح القضية له، فطمأنت مصادر القصر الجمهوري الأهالي إلى أن الجيش اللبناني سينهي القضية ويعيد كل الحدود إلى مكانها السابق، ويزيل السواتر الترابية الجديدة وفي حال لم يصل إلى أي نتيجة فسيتابع الأمر.

في موازاة ذلك، يتخوف الأهالي من إغلاق الجيش السوري المنطقة لحماية عناصره ويتوقعون أن يزرع العبوات والمتفجّرات في السواتر لمنع أيّ تسلّل أو هجوم على عناصره التي لا تبعُد إلّا أقلّ من مئات الأمتار عن الحدود هناك.

الجمهورية