18 يوماً من معارك شرق الفرات..أكثر من 270 مقاتلاً من قسد والتنظيم…أنفاق سرية وألغام مزروعة بكثافة تعيق التقدم السريع…عمليات استهداف وهجمات مباغتة ومفخخات تطال المواقع العسكرية

28

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تشهد الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، معارك متواصلة لا تزال مستمرة لليوم الـ 18 على التوالي، منذ اندلاعها في الـ 10 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، هذه المعارك التي تدور بين عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من جهة أخرى، إثر هجوم الأخير بعد تحضر كبير لعدة أسابيع، بغية إنهاء وجود التنظيم في شرق الفرات بشكل كامل كتنظيم مسيطر، وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن طرفي القتال يعمدان أساليب مختلفة بغية الهجوم والصد، فقد أكدت المصادر أن قوات سوريا الديمقراطية تعتمد تنفيذ هجما متزامنة على أكثر من محور، فبعد أن هاجمت محور هجين وتمكنت من تحقيق تقدم في البلدة التي تعد الأهم في الجيب الأخير الخاضع لسيطرة التنظيم، عمدن لتثبيت مواقعها وتمشيط المنطقة التي سيطرت عليها، والتصدي لهجمات التنظيم المعاكسة، التي تتم عن طريق سيارات مفخخة، يتم تفجيرها في مناطق انتشار قوات سوريا الديمقراطية، فيما تتزامن هذه العمليات مع معارك في منطقتي الباغوز والسوسة، إذ تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على معظم منطقة الباغوز مع منطقة الشجلة اللمحاذية لها، عقب عمليات قصف مدفعي وصاروخي مكثفة واستهدافات جوية من طائرات التحالف الدولي، التي تحلق بشكل مستمر في سماء المنطقة راصدة تحركات التنظيم في المنطقة.

المصادر الموثوقة أكدت كذلك للمرصد السوري أن قوات مجلس دير الزور العسكري، التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، تتمركز في الخطوط الأولى في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردي وتبديلها بالشعيطات ومن ثم انسحاب الأخير وتمركز مجلس دير الزور العسكري في المنطقة، التي تعمد التنظيم زرعها بشكل مكثف بالألغام، وتعمد زرع الألغام الليزرية التي أنهكت القوات المتقدمة، وتسببت بسقوط خسائر بشرية كبيرة، حيث أكدت المصادر أن الألغام وحساسيتها وكثافة زراعتها في الجيب الأخير للتنظيم، تسبب بإصابة عشرات المقاتلين بجراح متفاوتة الخطورة وحالات بتر أطراف، كذلك يعتمد تنظيم “الدولة الإسلامية” على تكتيك الأنفاق، فقد أكد مقاتلون للمرصد السوري أنهم في عدة حالات متكررة، تقدموا في مناطق ضمن جيب التنظيم بشرق الفرات، ليفاجئهم عناصر التنظيم بمهاجمتهم من الخطوط الخلفية لعناصر قسد المتقدمين، بعد أن يقوموا بالتسلل عبر أنفاق إلى الخطوط الخلفية لقوات سوريا الديمقراطية، الأمر الذي شكل حالة من التخوف من أي تقدم في المنطقة، واستدعى حذر القوات المهاجمة المدعمة بالتحالف الدولي خلال أية عملية هجوم، كما أن عمليات الاستهداف التي يعمد إليها التنظيم عبر مجموعات صغيرة جداً من القناصة وحاملي الصواريخ المحمولة على الكتف والموجهة، عبر استهداف تجمعات قوات سوريا الديمقراطية والعناصر المتقدمين وشل حركة التقدم وإيقافها لأكبر وقت ممكن

كذلك حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، عن قيام عشرات العناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” بالتسلل من الجيب الأخير للتنظيم في شرق الفرات، إلى الضفاف الغربية للنهر حيث تسيطر قوات النظام والقوات الإيرانية والمسلحين الموالين لهما، حيث تجري عمليات رصدهم والتغاضي عنهم من قبل قوات التحالف الدولي المهاجمة للجيب الأخير للتنظيم، فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الجاري وحتى صباح اليوم الـ 27 من الشهر ذاته، المئات من المقاتلين ممن قضوا في القصف والاشتباكات والاستهدافات، حيث وثق المرصد السوري 173 على الأقل من مقاتلي وقادة تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين قتلوا في الاشتباكات الجارية منذ الـ 10 من أيلول الجاري وضربات التحالف الدولي وقسد، كما ارتفع إلى 98 على الأقل أحدهم قيادي ميداني بمجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، عدد عناصر قسد الذين قضوا في الاشتباكات ذاتها، ولا تزال أعداد من قتلوا وقضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى ووجود جرحى بحالات خطرة.

أيضاً كان رصد المرصد السوري أن غالبية عناصر التنظيم هم من الجنسيات الآسيوية، ويعمد التنظيم إلى تنفيذ عمليات مباغتة وانتحارية بأعداد قليلة لا تتجاوز الـ 5 عناصر ينشطون مساءاً، الأمر الذي دفع قسد إلى وقف عملياتها العسكرية ليلاً، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أيضاً أن كاسحة ألغام تعود لقوات التحالف الدولي جرى إعطابها قبل أيام نتيجة انفجار برميل زرعه التنظيم تحت الأرض، وذلك أثناء عمل كاسحة الألغام بتفجير الألغام في المنطقة، كما أن قوات سوريا الديمقراطية تعتمد على عمليات التقدم خلال النهار وتراوح مكانها ليلاً أو تضطر إلى التراجع خشية الهجمات المعاكسة التي تتم بآليات مفخخة وانتحاريين، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن التنظيم شوهد وهو يستقدم تعزيزات عسكرية ومعدات من غرب نهر الفرات وينقلها إلى الجيب الأخير له في شرق الفرات، فيما أكدت المصادر أنه تعمد طائرات التحالف الدولي لتأخير تنفيذ ضرباتها خشية تنفيذ مجازر بحق المدنيين المتبقين في الجيب الأخير لتنظيم “الدولة الإسلامية” بشرق نهر الفرات