5 أشهر من الانفلات الأمني في إدلب ومحيطها ومن حملات أمنية توادي بحياة نحو 320 مدنياً ومقاتلاً سورياً وغير سوري من الفصائل و80 من خلايا التنظيم

44

استكملت أحداث الانفلات الأمني في محافظة إدلب والمناطق المحاذية بها من أرياف حلب وحماة واللاذقية، الشهر الخامس على التوالي لتصاعدها الذي أزهق أرواح عشرات المدنيين وأودى بحياة عشرات المقاتلين والقادة السوريين وغير السوريين، عبر عمليات اغتيال تصاعدت منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان انفلاتاً أمنياً تدريجياً تمثل بعمليات فردية من اغتيال واختطاف وقتل ومحاولات اغتيال طالت مقاتلين وعناصر بشكل فردي، وكان التركيز الأكبر على زراعة العبوات الناسفة في الأسابيع الأولى، لحين بدء العمليات بتصاعد بكل أكبر، والتحول لتفجير العربات المفخخة والدراجات النارية المفخخة، والاستهداف بالطلقات النارية وبعبوات ناسفة مزروعة على الطريق أو ملصقة بالسيارة المستهدفة، أو داخل المبنى المراد استهدافه وحتى في الشارع، الأمر الذي صعَّد من أعداد الخسائر البشرية.

الجهات الأمنية في هيئة تحرير الشام أو الفصائل المقاتلة والإسلامية من جنسيات سورية وغير سورية، أخفقت بشكل متكرر في ضبط الفلتان الأمني هذا، فعلى الرغم من الحملات الأمنية التي أسفرت عن اعتقال خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وخلايا أخرى مسؤولة عن عمليات الاختطاف ومحاولات القتل والاغتيالات، إلا أن هذه الحملات لم تتمكن من التوصل لأية نتائج كاملة، بل بقيت الخلايا تصول وتجول داخل المناطق التي أحدثت انفلاتاً في أمنها، كما تعمدت الخلايا لتقليل نشاطها مع كل حملة عسكرية، ومعاودة النشاط مع الانتهاء من الحملة من قبل الجهات المناط بها مسؤولية أمن محافظة إدلب ومحيطها.

المرصد السوري وثق خسائر بشرية خلال 5 أشهر كاملة من الفلتان الأمني المتصاعد، حيث وثق 319 شخصاً على الأقل، اغتيلوا في أرياف إدلب حلب وحماة، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، وحتى الـ 26 من أيلول / سبتمبر الجاري، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 63 مدنياً بينهم 9 أطفال و6 مواطنات، اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و222 مقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و32 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم “الدولة الإسلامية”

كذلك وثق المرصد السوري 80 عنصراً على الأقل من تنظيم “الدولة الإسلامية” والخلايا التابعة له، ممن قتلوا منذ نهاية نيسان / أبريل من العام الجاري 2018، من جنسيات سورية وعراقية وأخرى غير سورية، من ضمنهم 41 على الأقل جرى إعدامهم عبر ذبحهم أو إطلاق النار عليهم بشكل مباشر بعد أسرهم، فيما قتل البقية خلال عمليات المداهمة وتبادل إطلاق النار بين هذه الخلايا وعناصر الهيئة في مناطق سلقين وسرمين وسهل الروج وعدد من المناطق الأخرى في الريف الإدلبي، كان آخرها ما رصده المرصد السوري في الـ 20 من أيلول / سبتمبر الجاري، من إعدام هيئة تحرير الشام 5 أشخاص، حيث أكدت المصادر أنهم أعدموا في منطقة الزربة بريف حلب الجنوبي، بتهمة “الانتماء لخلايا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية”، وأطلق عناصر من تحرير الشام النار عليهم، بعد اعتقالهم في وقت سابق ضمن حملة الاعتقالات التي طالت عشرات الأشخاص بهذه التهم، والتي تخللتها اشتباكات عنيفة في بعض الأحيان بين عناصر من هذه الخلايا وعناصر الهيئة، بالإضافة للإعدامات التي كانت تنفذ بشكل مباشر، أو عمليات الاستهداف الجماعي لمواقع ومقار لهذه الخلايا، وتعد هذه أول عملية إعدام تجري ضمن المنطقة الروسية – التركية منزوعة السلاح، والتي جرى تحديدها في اتفاق روسي – تركي مؤخراً.