ثأر تنظيم “الدولة الإسلامية” يستمر لخسارته وللنفط عبر اغتيال المزيد من الأشخاص وعناصر قوات سوريا الديمقراطية ضمن محافظة دير الزور

26

ما يزال رماد تنظيم “الدولة الإسلامية” الملتهب تحت الركام، يحصد المزيد من أرواح مقاتلي سوريا الديمقراطية، سواء أكان ذلك عبر عمليات قتل مباشر بالرصاص، أو بعبوات ناسفة أو خطف فلا ظهور لمقاتلي التنظيم إلا من خلال آثار عملياتهم، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اغتيال عنصرين اثنين من قوات سوريا الديمقراطية من قرية ماشخ بريف دير الزور الشرقي من قبل مسلحين مجهولين يعتقد أنهم تابعين للتنظيم خلال ساعات الليلة الفائتة، عند أطراف سكة القطار، قرب بلدة البصيرة في الريف الشرقي لدير الزور، فيما عثر على جثث 3 أشخاص في منطقة البئر الأزرق ببادية دير الزور، وقد أطلقت النيران على رؤوسهم، فيما تأتي هذه العمليات وما سبقها من عمليات ضمن سلسلة تنظيم “الدولة الإسلامية” الهادفة للانتقام لخسارته في شرق الفرات وللنفط في المنطقة، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 24 من شهر أيلول / سبتمبر الجاري أنه رصد عملية اغتيال طالت أول امرأة تعمل في قوات أمنية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، حيث أطلق مسلحون مجهولون النار على الامرأة المتطوعة في صفوف قوات الأمن العام، والتي تنحدر من قرية الزر، خلال توجهها إلى منطقة البصيرة، الأمر الذي أدى لإصابتها بجراح خطرة، كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اغتيال عنصرين من قوات الدفاع الذاتي في منطقة الصور في الريف الشمالي لدير الزور، من قبل خلايا تابعة للتنظيم، كما رصد المرصد السوري أمس الأحد، إطلاق مسلحين مجهولين النار على عنصرين من قوات سوريا الديمقراطية، في منطقة الشحيل بالريف الشرقي لدير الزور، إذ قضى أحدهما متأثراً بإصابته فيما أصيب الآخر بجراح متفاوتة الخطورة.

المرصد السوري نشر أمس الخميس أنه بالتزامن مع عمليات الثأر المستمرة من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” وخلاياه النائمة، في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بشرق نهر الفرات، والتي أودت بحياة عشرات المدنيين والمقاتلين في صفوف قوات سوريا الديمقراطية بعد توعدات بالثأر أطلقها تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكل من يتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية أو يتعامل في المجال النفطي، تزامناً مع هذه التهديدات المستمرة فقد أصدرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية في “إقليم الفرات”، تعميماً إلى وحداتها العسكرية والجهات العاملة تحت إمرتها، وردت نسخة منه إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان وجاء فيه:: “”نظراً للأوضاع السياسية والأمنية وبعد انتشار ظاهرة انتحال الصفات العسكرية، وبعد حالات نصب وعمليات خرق أمنية على الحواجز باللباس العسكري، وحرصاً على الأمن وسلامة المواطنين وتعزيز التعاون، لإظهار صورة سليمة، لمجتمعنا الديمقراطي نتمنى من الرفاق وكافة المؤسسات التقيد بالتعليمات التالية :
يمنع أي مدني من ارتداء الزي العسكري
يمنع أي محل مدني من بيع اللباس العسكري بدون ترخيص
يمنع أي موظف ارتداء اللباس العسكري في كافة المؤسسات المدنية
عدم التجول في المدينة باللباس العسكري وخصوصا ضمن الإجازات
عدم حمل السلاح في المدينة
عدم الخروج من النقطة العسكرية دون مهمة أو إجازة
عدم تجاوز السرعة المحددة للسيارات العسكرية بحيث تكون ٣٠ داخل المدينة وطرق العامة لا يتجاوز١٠٠
عدم اطلاق النار في المناسبات
عدم ارتداء الاقنعة
عدم التواجد في اللباس العسكري بالاماكن المشبوهة
احترام الحواجز والقوانين العسكرية
عدم ارتداء اللباس الخاص بالانضباط العسكري والالتزام باللباس المخصص لكل قوة عسكرية
يجب على كل مؤسسة عسكرية أن يلتزم بالقرار
يمنع منعا باتا حمل سلاح خلبي وسكاكين وذلك سيتم تصديره مع عقوبة اقصاها اسبوع عسكري او مدني”.

وختم التعميم بالقول:: “”كل من يخالف القرار يعرض نفسه للعقوبة القانونية ويبلغ ويعمل به اعتبارا من ٢٧/٩/٢٠١٨””، وكان المرصد السوري رصد قبل أسابيع قيام خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، بتوزيع مناشير ورقية وإلصاقها في قرية الزر، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في شرق نهر الفرات، بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، وجاء في المناشير تعميم من التنظيم في “ولاية الخير”، جاء فيه:: “”نعلم الجميع بأن الآبار النفطية التي تقع تحت سلطان الخلافة أو تكون في صحرائها القريبة، هي من أملاك الدولة الإسلامية، ويعود نفعها لعامة المسلمين، وعليه فمن يتجرأ عليها بالسرقة أو مغالبة القائمين عليها بقوة السلاح، فلا يلومن إلا نفسه، وسيتعامل معه بكل قوة وحزم وفق شرع رب العالمين، وأما من استزله الشيطان وأصبح عبداً من عبيد الكرد الملحدين يحرس آبارهم بالسلاح، ويساهم في نماء اقتصادهم، فنرى أنها من الموالاة المكفرة وسنقتل من نقدر عليه من هؤلاء، في كل ولاية الخير، فننصح بالتوبة والرجوع إلى الله، قبل أن لا ينفع الندم”، كما أن هذا التهديد جاء في أعقاب انحسار سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق الفرات، حيث بات التنظيم لا يسيطر إلا على جيب ممتد من هجين إلى الباغوز، على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، فيما لا يزال يتواجد كخلايا نائمة في مناطق متفرقة من ريف دير الزور وباديتها، في غرب الفرات

وكان رصد المرصد السوري يوم الـ 31 من آب / أغسطس الفائت، قيام خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، بتوزيع مناشير داخل قرية بالريف الشرقي لدير الزور، ضمن سلسلة تحركات هذه الخلايا في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عناصر من خلايا تابعة للتنظيم علقت مناشير في قرية الصبحة بالريف الشرقي لدير الزور، تهدد بـ “القصاص” من كل المتعاملين مع قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المجال النفطي، في تجدد لعمليات التهديد من قبل التنظيم، بات الطريقة التي جرت خلال الأسبوعين الأخيرين، فيما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن ريف دير الزور يشهدا تواجداً واسعاً لعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” السابقين، الذين ادعى بعضهم اعتزال القتال وتركهم للتنظيم، ومن ثم عادوا بعدها للتعامل مع التنظيم كـ “خلايا نائمة”، كذلك كان رصد المرصد السوري خلال الأيام الفائتة، تنفيذ خلايا التنظيم وعناصره، عمليات انتقامية، “ثأراً لخسارة النفط وشرق الفرات”، حيث أكدت المصادر أن التنظيم ومنذ توزيعه منشورات في مدن وبلدات خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، يعمد لتنفيذ عمليات تفجير وإطلاق نار وهجمات متفرقة، في مناطق متفرقة من شرق الفرات، تمثلت بمحاولات اغتيال طالت عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وقوات الدفاع الذاتي، وتجار ومتعاملين مع قوات سوريا الديمقراطية في المجال النفطي، كما أخذت عمليات الثأر شكل هجمات على محال تجارية ومقاهي ومحال لبيع السجائر، ومحال الألبسة، كما أكدت المصادر الأهلية للمرصد السوري أن عناصر الخلايا النائمة التابعة للتنظيم، يعمدون لزرع رايات التنظيم في بلدات وقرى بريف دير الزور، وحتى تبقى الراية مزروعة لأطول فترة ممكنة، بغرض “استنهاض الأهالي”، يجري تعمد تلغيمها، بحيث لا يمكن للمواطنين الاقتراب من الراية، لحين تفكيكيها من قبل قوات سوريا الديمقراطية، كما تجري عمليات استهداف عن طريق صواريخ محمولة على الكتف