المعارك العنيفة تتواصل عند ضفاف الفرات الشرقية وتنظيم “الدولة الإسلامية” يخسر 18 من مقاتليه خلال هجوم قسد المعاكس في المنطقة واستعادة الأخيرة لمعظم النقاط التي خسرتها

36

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار القتال بوتيرة عنيفة عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، تزامناً مع عمليات القصف البري وتصاعد أعداد الخسائر البشرية، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات العنيفة تتواصل بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من جانب، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، على محاور في الجيب الأخير للتنظيم في شرق نهر الفرات، في استمرار للعمليات القتالية التي اندلعت منذ نحو 24 ساعة في المنطقة، نتيجة استغلال تنظيم “الدولة الإسلامية” للأحوال الجوية السيئة، وتنفيذه هجوماً من عدة محاور ضد قوات سوريا الديمقراطية المتمركزة في أطراف الجيب، تمكنها على إثرها من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على نقاط كان خسرها في وقت سابق خلال عمليات قسد العسكرية المدعمة بالتحالف الدولي.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد استمرار المعارك العنيفة اليوم الخميس الـ 11 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، بين الطرفين، مترافقة مع عمليات قصف مكثف للتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية على مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه، وأكدت المصادر المتقاطعة للمرصد السوري قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم في المنطقة واستعادة معظم النقاط التي خسرتها أمس، كما أكدت للمرصد أن تعداد قتلى التنظيم خلال الـ 24 ساعة الأخيرة بلغ 18 قتيلاً على الأقل، جثث بعضهم سحب فيما لا تزال غالبية الجثث متواجدة في ساحة القتال ضمن منطقة تقاطع النيران بين الطرفين، ومن ضمنهم مقاتلون فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة، ليرتفع إلى 285 على الأقل من مقاتلي وقادة تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذين قتلوا في الاشتباكات الجارية، وضربات التحالف الدولي وقسد، كما كان ارتفع إلى 149 على الأقل، أحدهم قيادي ميداني بمجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، من عناصر قسد في الاشتباكات ذاتها، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية في الـ 10 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، ولا تزال أعداد من قتلوا وقضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى وجود جرحى بحالات خطرة

كما كان المرصد السوري وثق 10 مقاتلين على الأقل من قوات سوريا الديمقراطية ممن قضوا في الاشتباكات وهجوم التنظيم، بالإضافة للغموض الذي يلف مصير الأسرى المفقودين من قوات سوريا الديمقراطية، وكان نشر المرصد السوري أمس الأربعاء أن قوات سوريا الديمقراطية بدأت عمليات هجوم معاكس على النقاط التي هاجمها تنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق الفرات، عند أطراف مناطق سيطرته في الجيب الأخير له بشرق النهر، وتترافق الاشتباكات العنيفة هذه مع عمليات قصف مكثف وعنيف من قبل قوات التحالف الدولي على مواقع سيطرة التنظيم ومناطق تواجده، في محاولة من التحالف وقسد معاودة التقدم واستعادة النقاط التي خسروها، وسط معلومات عن تمكنهم من استعادة عدد منهم، كما أكدت المصادر الموثوقة أن نحو 15 عربة همر تابعة لقوات التحالف الدولي اتجهت من قواعدها في ريف دير الزور الشرقي، نحو الجبهات وخطوط التماس مع التنظيم، تزامناً مع القتال العنيف الدائر في المنطقة، والذي يترافق مع استهدافات متبادلة على محاور القتال، التي شهدت تفجير التنظيم لعدد من العربات المفخخة والأحزمة الناسفة، فيما وردت معلومات أولية عن مزيد من الأسرى من قوات سوريا الديمقراطية ممن فقد الاتصال معهم في الهجمات المعاكسة للتنظيم على المنطقة.

أيضاً نشر المرصد السوري في الـ 10 من اكتوبر الجاري أنه استكملت العمليات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي اليوم الأربعاء الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، شهرها الأول، منذ انطلاقتها في الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام ذاته. هذه العمليات التي تسعى خلالها القوات المهاجمة لإنهاء وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق الفرات كقوة مسيطرة، حيث لا يزال هذا التنظيم ينشط في بقية المناطق خارج الجيب هذا، على شكل خلايا نائمة تعمد لتنفيذ التفجيرات والاغتيالات وإحداث فوضى وفلتان أمني في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، فيما جاءت العملية العسكرية هذه بعد أسابيع من عمليات تحضير تمثلت باستقدام آلاف المقاتلين من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف إلى محيط الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، والذي كان يتألف من بلدات هجين والسوسة والشعفة والباغوز وقرى المراشدة وأم حسن والشجلة والبوبدران، والمناطق التي تصل بين هذه البلدات والقرى الواقعة عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بالإضافة لاستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة من عربات مدرعة ودبابات وآليات ثقيلة وجرافات ورشاشات ثقيلة وصواريخ وذخيرة ومعدات لوجستية، دخلت على متن شاحنات إلى الأراضي السورية وجرى نقلها إلى محيط الجيب هذا.