معارك استرجاع المختطفات وإنهاء التنظيم في البادية تستتنزف قوات النظام وحلفائها وتخلف أكثر من 200 قتيل منهم مع 116 مسلحاً قروياً خلال 12 أسبوعاً

43

تستكمل اليوم الثلاثاء الـ 16 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، معارك النظام وحلفائه مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، في محافظتي السويداء وريف دمشق، أسبوعها الثاني عشر على التوالي، منذ بدئها بهجوم من قبل التنظيم على مدينة السويداء والخط الأول للقرى المأهولة المحاذية للبادية بريف السويداء الشمالي الشرقي، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استنزاف معارك البادية السورية في القسم الواقع بالسويداء وريف دمشق، لقوات النظام وحلفائها، منذ اندلاعها في الـ 25 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري، فالاشتباكات المتواصلة بوتيرة متفاوتة العنف بين قوات النظام المدعمة بحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في منطقة تلول الصفا الواقعة ضمن بادية ريف دمشق، على الحدود الإدارية مع بادية السويداء، والواقعة كذلك على بعد نحو 50 كلم إلى الجنوب من قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف.

المعارك هذه خلال 12 اسبوعاً على التتالي، استنزفت قوات النظام وحلفائها، وبخاصة حين انحصرت المعارك في منطقة تلول الصفا ذات الطبيعة الوعرة والجغرافية المعقدة من جتلال ووديان ومغاور وكهوف تسمح لطرفي القتال، بالتنقل بشكل أسهل، ورغم مرور أسابيع على العمليات المتركزة في منطقة تلول الصفا، وتمكن قوات النظام من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على تلال ومواقع في تلول الصفا، إلا أن الخسائر البشرية كانت أكبر من عملية التقدم التي حققتها قوات النظام، لتشهد قوات النظام عملية استنزاف جديدة لقواته ضمن بادية ريف دمشق المحاذية للسويداء، إذ ارتفع إلى 201 على الأقل عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في الفترة ذاتها، من ضمنهم عناصر من حزب الله اللبناني أحدهم قيادي لبناني بالإضافة لضباط برتب مختلفة من قوات النظام أعلاهم برتبة لواء، كما تسببت الاشتباكات بإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، بالإضافة لدمار وأضرار في ممتلكات مواطنين، كذلك كان وثق المرصد السوري 142 مدنياً بينهم 38 طفلاً ومواطنة، أعدموا من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” وأطلق النار عليهم، بالإضافة لمقتل 116 شخصاً غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح صد هجوم التنظيم، وفتى في الـ 19 من عمره ومواطنة أعدما على يد التنظيم بعد اختطافهما مع 28 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآن.

هذا القتال المتواصل والاستنزاف لقوات النظام وحلفائها، تزامن مع حالة الترقب الحذر التي تسود محافظة السويداء، مع استمرار اللجان المكلفة بالعمل حل قضية المختطفات والإفراج عن المختطفين والمختطفات الـ 27 لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”، وبعد أن بقيت المفاوضات لعدة أيام مراوحة في مكانها دون أي عملية تقدم، وردت معلومات للمرصد السوري عن حدوث انفراج هام في قضية المختطفات والمختطفين، يتمثل بتقدم في مساعي التفاوض والوصول لتوافق أكبر حول عملية الإفراج، التي توقفت في المرة الأخيرة، عند عملية تبديل التنظيم لأسماء معتقلات من السجلات التي تقدمها سلطات النظام له عبر قنوات الاتصال واللجان بينهما.

كما كان المرصد السوري نشر في الـ 11 من أكتوبر الجاري، عن انتهاء المهلة التي طلبها الشيخ عبد الوهاب أبو فخر ممثل شيخ عقل الموحدين الدروز حكمت الهجري، للإفراج عن المختطفين والمختطفات البالغ عددهم 18 طفلاً و9 مواطنات من المحتجزين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي انتهت دون أية تطورات في ملف المختطفين، حيث كان طلب أبو فخر مهلة 48 ساعة يوم أمس الأول لحل مسألة المختطفين، إلا أن المهلة انتهت اليوم الخميس الـ 11 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، ورصد المرصد السوري توتراً يسود المنطقة، نتيجة التخوفات التي تعتري الأهالي من تطورات الوضع، بعد أن خاطب مشايخ الكرامة العاملين تحت إمرة أولاد الشيخ وحيد البلعوس، المعتصمين بالقول بأن “الاعتصام لا كرامة فيه وإذا ما أردتم مختطفيكم فاحملوا السلاح وحرروهم بأنفسكم”، كما هدد مشايخ الكرامة محافظة السويداء وممثل شيخ العقل، بعد أن طالب الأخير المعتصمين بفض الاعتصام لمدة 48 ساعة، لحل قضية المختطفين والمختطفات، وفي حال لم يجري الإفراج عنهم، فللمعتصمين الحق في إعادة إقامة اعتصامهم في المكان الذي يريدون