القتال في بلدة السوسة بشرق الفرات يتواصل بعنف بين قسد والتنظيم والأخير يسعى لاستعادة ما خسره في الهجوم العنيف والمتواصل منذ نحو 24 ساعة بغطاء ناري مكثف

40

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تستمر الاشتباكات العنيفة بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من طرف، وقوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من طرف آخر، وذلك على محاور ضمن الجيب الأخير للتنظيم شرق نهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، حيث تتركز المعارك العنيف في محور السوسة، في إطار الهجمات التي تنفذها قسد بغية تحقيق مزيد من التقدم، وتثبيت سيطرتها في المواقع التي تقدمت إليها يوم أمس الاثنين داخل السوسة، بينما يسعى التنظيم لصد الهجمات واستعادة ما خسره من مواقع في السوسة، كما تتواصل عمليات القصف الصاروخي والجوي من قبل التحالف الدولي على أماكن سيطرة التنظيم في المنطقة، وسط معلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال، ونشر المرصد السوري يوم أمس الاثنين، أنه رصد استئناف قوات سوريا الديمقراطية مدعمة بقوات التحالف الدولي، عملياتها العسكرية، ضد الجيب الأخير لتنظيم “الدولة الإسلامية ” في ريف دير الزور الشرقي، بعد ساعات من توقفها نتيجة الضباب وتردي الأحوال الجوية، وأكدت المصادر الموثوقة أن الأحوال الجوية ما إن تحسنت، حتى بدأت قوات سوريا الديمقراطية هجومها، في محاولة متجددة لإنهاء وجود التنظيم المتشبث بوجوده الأخير في شرق الفرات، ورصد المرصد السوري اشتباكات تدور بعنف بين الطرفين في بلدة السوسة وأطرافها، عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، بالريف الشرقي لدير الزور، وسط تقدم لقوات سوريا الديمقراطية في البلدة، وسيطرتها على على أجزاء منها، وأكدت المصادر أن معارك كر وفر تدور في المنطقة، حيث لم تتمكن قسد إلى الآن من تثبيت سيطرتها بشكل نهائي في المناطق التي تقدمت إليها، ومعلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

وأكدت المصادر للمرصد السوري أن قوات سوريا الديمقراطية في منطقة الباغوز ومحيطها وباقي مناطق الجيب الأخير للتنظيم في شرق الفرات، تواجه صعوبة في عملية تثبيت سيطرتها ونقاطها، نتيجة المفخخات والقناصة والألغام المزروعة بكثافة، حيث تضطر في بعض الأحيان إلى التراجع لصعوبة تثبيت التمركز، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان وثق يومي الخميس والجمعة الفائتين، تنفيذ طائرات التحالف الدولي مجزرتين في بلدة السوسة بالجيب الأخير لتنظيم “الدولة الإسلامية” عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن 63 شخصاً على الأقل من مدنيين وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن استشهدوا وقتلوا في الـ 18 والـ 19 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، حيث وثق المرصد السوري 18 مدنياً من عوائل عناصر التنظيم من الجنسية العراقية بينهم 7 أطفال و4 مواطنات، عدد من استشهدوا في القصف الجوي الذي طال مسجداً ومنزلاً محاذياً له في بلدة السوسة، يوم الخميس الـ 18 من تشرين الأول الحالي، بالإضافة لـ 11 عنصراً من التنظيم قتلوا في الضربات ذاتها، بينما استشهد 23 مدني من ضمنهم بينهم 3 أطفال هم ستة سوريون والبقية من الجنسية العراقية في الـ 19 من تشرين الأول، جراء ضربات استهدفت معهد لتحفيظ القرآن ومنازل محيطة به في بلدة السوسة، فيما قتل 11 من عناصر التنظيم في الضربات ذاتها، ولا تزال أعداد الشهداء والقتلى قابلة للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة.

كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الاثنين الـ 22 من أكتوبر الجاري، ما رصده من هدوء ساد منطقة الجيب الأخير لتنظيم “الدولة الإسلامية”، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن الهدوء يفرض نفسه منذ مساء أمس الأحد الـ 21 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وأكدت المصادر أن الهدوء يشمل عمليات القصف والاشتباكات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب، وقوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من جانب آخر، على محاور وخطوط التماس بين الطرفين في محيط وأطراف الجيب الأخير للتنظيم في شرق الفرات، فيما تشهد المنطقة أحوالاً جوية متردية، وأكدت المصادر أن المنطقة آنفة الذكر قد تشهد عودة الاشتباكات وعمليات القصف في أي لحظة نتيجة بدء تشكل الضباب في المنطقة، وسط مخاوف من هجمات معاكسة جديدة لتنظيم “الدولة الإسلامية” على المنطقة، وهذا الهدوء يأتي بعد 42 يوماً من العمليات العسكرية التي انطلقت في الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، حيث رصد المرصد السوري عمليات قتالية عنيفة كان أعنفها ما شهدته المنطقة في الأسبوعين الأخيرين، نتيجة تردي الأحوال الجوية وتعرض المنطقة لعاصفة رملية استغلها تنظيم “الدولة الإسلامية”، ونف هجمات معكسة وعنيفة نجم عنها مقتل ومصرع العشرات من عناصر الطرفين واختطاف حوالي 300 شخص من ضمن 130 عائلة بينهم 90 امرأة على الأقل من جنسيات مختلفة وغالبيتهم من جنسيات دول الاتحاد السوفياتي السابق، والذين لا يزال مصيرهم مجهولاً لدى التنظيم الذي عمد لفصل النساء عن بقية المختطفين، وسط مخاوف على حياتهم من إعدامات قد ينفذها التنظيم بشكل فردي أو جماعي، وجرت عملية الاختطاف من مخيم البحرة، بعد أن كان رصد المرصد السوري سابقاً نقل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لعشرات الأشخاص والعوائل إلى مخيم البحرة المؤلف من عشرات الخيم، في ريف بلدة هجين، والذي أنشأته قسد والتحالف، بغرض إيواء العوائل النازحة وعوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد سقوط مزيد من الخسائر البشرية من قوات سوريا الديمقراطية والتنظيم، حيث وثق المرصد السوري الخسائر البشرية منذ اندلاع الاشتباكات في شرق الفرات في الـ 10 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، 232 على الأقل، أحدهم قيادي ميداني بمجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، من عناصر قسد قتلوا في معارك مع التنظيم، كما قتل 419 على الأقل من مقاتلي وقادة تنظيم “الدولة الإسلامية”، في الاشتباكات الجارية، وضربات التحالف الدولي وقسد، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية في الـ 10 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، ولا تزال أعداد من قتلوا وقضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى وجود جرحى بحالات خطرة، كما كان وثق المرصد السوري طفلتان استشهدتا في قصف من قبل قسد على جيب التنظيم، و5 مواطنين استشهدوا في قصف للتحالف الدولي على الجيب ذاته، بالإضافة لـ 41 مدنياً بينهم 10 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في ضربات للتحالف الدولي على مسجد ومعهد لتحفيظ القرآن في بلدة السوسة ضمن الجيب الخاضع للتنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، غالبيتهم من الجنسية العراقية وبينهم عوائل من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما كان علم المرصد السوري أنه جرى استبدال قوات مجلس دير الزور العسكري على خطوط التماس مع التنظيم، بمقاتلين من القوات الخاصة في وحدات حماية الشعب الكردي، بعد أن كان المرصد السوري نشر سابقاً ما أكدته له المصادر المتقاطعة من أن قوات مجلس دير الزور العسكري، التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، تتمركز في الخطوط الأولى في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردي وتبديلها بالشعيطات ومن ثم انسحاب الأخير، وتمركز مجلس دير الزور العسكري على خطوط التماس مع الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم الذي عمد لزرع هذا الجيب، بشكل مكثف بالألغام، ومنها الألغام الليزرية التي أنهكت القوات المهاجمة والمتقدمة، وتسببت بسقوط خسائر بشرية كبيرة، حيث أكدت المصادر أن الألغام وحساسيتها وكثافة زراعتها في الجيب الأخير للتنظيم، تسببت بإصابة عشرات المقاتلين بجراح متفاوتة الخطورة وحالات بتر أطراف، كما حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، عن قيام عشرات العناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” بالتسلل من الجيب الأخير للتنظيم في شرق الفرات، إلى الضفاف الغربية للنهر حيث تسيطر قوات النظام والقوات الإيرانية والمسلحين الموالين لهما، حيث تجري عمليات رصدهم والتغاضي عنهم من قبل قوات التحالف الدولي المهاجمة للجيب الأخير للتنظيم، فيما نشر المرصد السوري سابقاً أن سجون تنظيم “الدولة الإسلامية” في الجيب الأخير له عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، تحوي مئات السجناء متوزعة في هجين والشعفة، حيث يتواجد اثنين من السجون في الشعفة يحويان أكثر من 1350 سجين ومن ضمنهم عناصر من التنظيم غالبيتهم من جنسيات أجنبية بتهم مختلفة كالتهم الأمنية، فيما يتواجد في بلدة هجين نحو 800 سجين بتهم مختلفة، كما أن قوات التحالف الدولي عمدت لتكثيف عملية بحثها الاستخباراتي عن نفق كبير في منطقة هجين، حيث أكدت المصادر للمرصد السوري أن القوات الفرنسية على وجه الخصوص حصلت على معلومات غير متكاملة قبل بدء العملية، عن وجود نفق للتنظيم في منطقة هجين، بطول نحو 8 كلم، ويمكن للآليات والسيارات المرور فيه، حيث تحاول القوات الفرنسية الحصول على معلومات كاملة عن النفق ومكانه، لمباشرة التحالف الدولي بالعملية العسكرية، كما كان المرصد السوري حصل على معلومات من مصادر موثوقة، تفيد بوجود أكثر من 65 من قيادات الصف الأول في تنظيم “الدولة الإسلامية” في بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي، غالبيتهم من الجنسية العراقية بالإضافة لجنسيات أجنبية.