العواصف الرملية تفسح المجال أمام التنظيم لاستعادة جزء مما خسره في جيبه الأخير بشرق الفرات و17 يوماً من الأجواء المتردية تخلف نحو 315 قتيلاً

25

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عاصفة رملية شديدة تشهدها البادية السورية وشرق الفرات، تسببت بانعدام الرؤية بشكل كلي، وأدت لغياب طائرات التحالف عن سماء المنطقة، حيث بدأت الأجواء بعدها بالتكشف بشكل تدريجي مع بدء عمليات القصف البري الصاروخي والمدفعي، وأكدت المصادر المتقاطعة للمرصد السوري أن العاصفة هذه تعد الأعنف والأسوء التي شهدتها المنطقة منذ بدء عملية قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي للسيطرة على الجيب الأخير للتنظيم، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الـ 10 من أيلول / سبتمبر من العام الجاري 2018، فيما تسود مخاوف من هجوم جديد لتنظيم “الدولة الإسلامية”، على مواقع قوات سوريا الديمقراطية، حيث تسبب العواصف الرملية وتردي الأحوال الجوية، بتراجع قوات سوريا الديمقراطية داخل بلدة السوسة والتمركز في قاط يمكنها من خلالها تحصين نفسها ضد هجمات تنظيم “الدولة الإسلامية”، التي تستهدف مواقع قسد بغية إيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية وتنفيذ عمليات أسر واختطاف في محاولة لمنع التقدم وتأخيره من قبل قسد والتحالف، واللذان يهدفان لإنهاء وجود التنظيم في المنطقة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد عدة عواصف رملية منذ الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، والتي استغلها التنظيم في تنفيذ هجمات عنيفة ومكثفة، تسبب بخسائر بشرية كبيرة، بالإضافة للتسبب بعملية اختطاف كبيرة نفذها التنظيم بمساعدة خلايا تابعة له داخل مخيم النازحين في البحرة بمحيط الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم بشرق الفرات، ووثق المرصد السوري منذ العاصفة الرملية الأولى وإلى تاريخ اليوم 209 قتلى من التنظيم و105 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية، حيث تجري عمليات استنفار ومحاولة تعزيز الأماكن والنقاط العسكرية وخطوط التماس مع التنظيم، لمنعه من تنفيذ هجمات مباغتة عبر عناصر في الجيب الأخير له بشرق الفرات أو من خلال خلايا نائمة عاملة في ريف دير الزور الشرقي، بالإضافة لـ 15 شخصاً بينهم 10 من عناصر قسد أعدموا على يد التنظيم في الفترة ذاتها، فيما كان رصد خلال العمليات العسكرية التي انطلقت في الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، عمليات قتالية عنيفة كان أعنفها ما شهدته المنطقة في الأسبوعين الأخيرين، نتيجة تردي الأحوال الجوية وتعرض المنطقة لعاصفة رملية استغلها تنظيم “الدولة الإسلامية”، ونف هجمات معكسة وعنيفة نجم عنها مقتل ومصرع العشرات من عناصر الطرفين واختطاف حوالي 300 شخص من ضمن 130 عائلة بينهم 90 امرأة على الأقل من جنسيات مختلفة وغالبيتهم من جنسيات دول الاتحاد السوفياتي السابق، والذين لا يزال مصيرهم مجهولاً لدى التنظيم الذي عمد لفصل النساء عن بقية المختطفين، وسط مخاوف على حياتهم من إعدامات قد ينفذها التنظيم بشكل فردي أو جماعي، وجرت عملية الاختطاف من مخيم البحرة، بعد أن كان رصد المرصد السوري سابقاً نقل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لعشرات الأشخاص والعوائل إلى مخيم البحرة المؤلف من عشرات الخيم، في ريف بلدة هجين، والذي أنشأته قسد والتحالف، بغرض إيواء العوائل النازحة وعوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.

كذلك رصد المرصد السوري تسبب العمليات العسكرية في سقوط المزيد من الخسائر البشرية، ليرتفع إلى 790 تعداد من استشهدوا وقتلوا وأعدموا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت وهم، 243 على الأقل، أحدهم قيادي ميداني بمجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، من عناصر قسد قضوا في معارك مع التنظيم، و476 على الأقل من مقاتلي وقادة تنظيم “الدولة الإسلامية”، قتلوا في الاشتباكات الجارية، وضربات التحالف الدولي وقسد، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية في الـ 10 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، ولا تزال أعداد من قتلوا وقضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى وجود جرحى بحالات خطرة، بالإضافة لـ 15 شخصاً بينهم 10 من عناصر قسد أعدموا على يد التنظيم، وطفلتان استشهدتا في قصف من قبل قسد على جيب التنظيم، و5 مواطنين استشهدوا في قصف للتحالف الدولي على الجيب ذاته، بالإضافة لـ 49 مدنياً بينهم 10 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في ضربات للتحالف الدولي على مسجد ومعهد لتحفيظ القرآن في بلدة السوسة ضمن الجيب الخاضع للتنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، غالبيتهم من الجنسية العراقية وبينهم عوائل من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.