قمة اسطنبول.. اتفاق على الحل السياسي وخلاف “أولويات”

34

في الوقت الذي أظهر اللقاء الرباعي الذي عقد في اسطنبول، السبت، بين رؤساء فرنسا وتركيا وروسيا والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، توافقاً على مسألة الحل السياسي في سوريا، ووحدة الأراضي السورية، ظهر تباين في الأولويات، تجلى خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بعيد القمة بمشاركة الزعماء الأربعة.

فقد بدا تشديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واضحاً على مسألة محاربة الإرهاب والمنطقة منزوعة السلاح في إدلب، بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قتال من وصفهم بـ”الإرهابيين” شمال سوريا، في إشارة إلى الأكراد، في حين أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن “الشعب السوري في الداخل والخارج” هو الذي سيحدد مصير الرئيس بشار الأسد عبر الانتخابات.

وقالت ميركل إنه “لا حل عسكرياً للأزمة السورية، وفي نهاية هذه العملية السياسية يجب أن تكون هناك انتخابات حرة يشارك فيها جميع السوريين، بمن في ذلك من يقيمون في الخارج”.

أما الرئيس الفرنسي الذي أكد بدوره على الحل السياسي واللجنة الدستورية، فأشار في الوقت عينه، عبر تغريدة على حسابه على تويتر السبت “إن في سوريا حربين، حربا ضد الإرهاب وحربا من قبل النظام السوري ضد شعبه”، في إشارة أيضاً إلى عدم تقبل فرنسا لبقاء الأسد.

“مصير الأسد”

يذكر أن القمة التي اختتمت، مساء السبت، اتفقت على تأسيس لجنة في جنيف لصياغة دستور سوريا بهدف تحقيق الإصلاح الدستوري وتهيئة الأرضية لانتخابات نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، على أن تلتئم اللجنة خلال وقت قريب قبل نهاية العام، كما شددت على وحدة الأراضي السورية، وعلى أهمية الحل السياسي.

وفيما يتعلق بمصير الأسد فقد أكد المجتمعون أنه يعود للشعب السوري. وقال أردوغان: “يعود إلى الشعب السوري في الداخل والخارج تقرير مصير الرئيس بشار الأسد”.

وأضاف في تصريح أدلى به في ختام القمة الرباعية في اسطنبول التي ضمته إلى جانب قادة فرنسا وروسيا وألمانيا “إن الإرادة التي ستحدد مصير الأسد هي إرادة الشعب السوري. وإن مجمل الشعب السوري في الداخل والخارج هو الذي سيتخذ القرار”.

وانعقدت القمة بمشاركة رؤساء كل من تركيا، رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وفرنسا إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في قصر “وحد الدين” بالشطر الآسيوي من إسطنبول. واستمرت ساعتين و45 دقيقة.

أردوغان: “لن نخيب الآمال”

وحضر القمة من الجانب التركي، وزراء الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، والمالية براءت ألبيراق. فيما شارك من الجانب الروسي، وزيرا الخارجية سيرغي لافروف، والدفاع سيرغي شويغو. ورافق ماكرون وميركل خلال جلسة القمة، عدد من المستشارين. وإلى جانب القادة ووفودهم، شارك في القمة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.

وكان أردوغان قال في وقت سابق خلال الجزء المفتوح للإعلام من افتتاح القمة الرباعية: “أنظار العالم كله وفي مقدمته أشقاؤنا السوريون متوجهة الآن إلى هذا الاجتماع، وواثق بأننا لن نخيب الآمال بهذا الخصوص من خلال التحرك عبر مفهوم بناء، لأن سوريا تأتي في أولوية مواضيعنا خلال استشاراتنا مع بوتين”.

وتابع: “لقد أبدينا اهتمامنا دوما بالتواصل الوثيق مع السيد ماكرون والسيدة ميركل، وإعلامهما بتفاصيل العملية (التطورات في سوريا والقمة الرباعية بشأنها)”.

وقبل وصوله لاسطنبول، أجرى بوتين مكالمة هاتفية مع ماكرون، حسب ما نقلته وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين.

وقبيل القمة، عقد لقاء ثنائي بين بوتين وأردوغان، ولقاء آخر بين ميركل والرئيس التركي، كما اجتمع بماكرون في قصر “وحد الدين” التاريخي بالشطر الآسيوي من اسطنبول.

إلى ذلك، حضر القمة ممثلون عن “المجموعة المصغرة” و”مسار أستانا. و”المجموعة المصغرة” شكلها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في أغسطس/آب الماضي، وتضم السعودية والأردن ومصر والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

المصدر: العربية.نت