تنظيم “الدولة الإسلامية” ينفذ في الشهر الـ 52 من “خلافته” مزيداً من الإعدامات بحق المدنيين وخصومه ليرفع إلى نحو 5480 تعداد من أعدمهم

31

الإعدام لا يزال متواصلاً من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” وضمن الجيوب الأخيرة لمناطق سيطرته، عبر عناصره وخلاياه المنتشرة في مناطق سيطرته على الأراضي السورية، وعلى الرغم من تقلص سلطته ونفوذه اللذين باتا متناثرين داخل الأراضي السورية، في بوادي السويداء وحمص ودير الزور، وعلى شكل خلايا نائمة في محافظة إدلب، إلا أنه وبعد تراجع وتيرة الإعدامات بشكل كبير خلال الأشهر الفائتة، عادت للتصاعد من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي وعلى الرغم من انهياره وتهاويه المتسارع في الأراضي السورية، إلا أن الشهر الـ 52 من عمر “خلافته”، شهد استمرار سفك دماء المدنيين بوتيرة مرتفعة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق خلال الشهر الـ 52 من إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية” لـ “دولة الخلافة”، تنفيذ التنظيم لـ 30 عملية إعدام في الأراضي السورية، حيث نفذت عمليات الإعدام في دير الزور ومحافظة إدلب، خلال الفترة الممتدة بين الـ 29 من أيلول / سبتمبر من العام 2018، والـ 29 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري من العام ذاته.

حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان إعدام 6 مواطنين سوريين بينهم مواطنة، بينما أعدم 24 من مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام وقوات سوريا الديمقراطية.

ليرتفع إلى 5474 من المدنيين والمقاتلين وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن أعدمهم التنظيم بمناطق سيطرته في الأراضي السورية، خلال 52 شهراً على إعلانه عن “خلافته” في 29 / 6 / 2014 وحتى فجر اليوم 29 / 10 / 2018

حيث بلغ 3076 مواطناً مدنياً بينهم 126 طفلاً و176 مواطنة عدد الذين أعدمهم تنظيم “الدولة الإسلامية” رمياً بالرصاص، أو بالنحر أو فصل الرؤوس عن الأجساد أو الرجم أو الرمي من شاهق أو الحرق في محافظات دمشق وريف دمشق ودير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة، من ضمنهم 3 مجازر نفذها التنظيم في محافظات دير الزور وحلب وحماة، بينهم الناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان سامي جودت الرباح “أبو إسلام”، كما أعدم التنظيم أكثر من 930 مواطناً من العرب السنة من أبناء عشيرة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، و223 مواطناً مدنياً كردياً قتلهم التنظيم بإطلاق نار وبالأسلحة البيضاء في مدينة عين العرب (كوباني) وقرية برخ بوطان بالريف الجنوبي للمدينة، و46 مواطناً مدنياً أعدمهم التنظيم في قرية المبعوجة التي يقطنها مواطنون من الطوائف الاسماعيلية والسنية والعلوية بالريف الشرقي لمدينة سلمية، وذلك حرقاً وذبحاً وبإطلاق النار من قبل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، و85 بينهم 10 أطفال و8 مواطنات، من عوائل مسلحين موالين للنظام وقوات الدفاع الوطني أعدمهم التنظيم في منطقة البغيلية بمدينة دير الزور.

كما بلغ 452 عدد مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وقوات سوريا الديمقراطية الذين أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية، بعد ما استطاع أسرهم، نتيجة الاشتباكات التي تدور بين التنظيم والفصائل المذكورة أو اعتقلهم على الحواجز التي نشرها التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.

كذلك أعدم تنظيم “الدولة الإسلامية” 586 من عناصره، بعضهم بتهمة “الغلو والتجسس لصالح دول أجنبية والعمالة للتحالف الصليبي ومحاولة الفرار والتولي يوم الزحف ومحاولة الانشقاق” وغالبيتهم أعدموا بعد اعتقالهم من التنظيم إثر محاولتهم العودة إلى بلدانهم، وبتهمة “الزنا” ومن ضمنهم عنصر نسائي

كما أعدم التنظيم 1358 من ضباط وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وذلك بعدما تمكن من أسرهم في معاركه مع قوات النظام أو القى القبض عليهم على حواجزه في المناطق التي يسيطر عليها.

وجنديان من القوات التركية أعدمهما تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر “حرقهما” بعد أسرهما في ريف حلب الشمالي الشرقي.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومع استمرار الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين السوريين، ورغم التهديدات بالقتل التي تلقيناها من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن كافة القتلة في سوريا، يجدد تعهده بالاستمرار في عمله برصد وتوثيق ونشر كافة الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، مطالبتنا لمجلس الأمن الدولي، بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا، إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم، أيضاً فإننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، حذرنا سابقاً وقبل إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن “دولة خلافته” في سوريا والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين، ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمل تنظيم “الدولة الإسلامية واستغل مأساة أطفاله، عبر تجنيدهم بما يعرف بـ “أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثرواته الباطنية ووضعها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات التي كانت مشرعة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، دعوتنا لمجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات والدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان في العالم، للعمل الفوري من أجل وقف الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري، من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” ونظام بشار الأسد، وجميع مرتكبيها، بغض النظر عن الطرف الذي ينتمون إليه، وإنشاء محاكم مختصة لمحاكمتهم، كما ندعوهم لمساعدة الشعب السوري من أجل الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، التي تحفظ حقوق كافة مكونات الشعب السوري دون التمييز بين الأديان والطوائف والاثنيات، التي كانت ولا تزال وستبقى تتعايش من أجل مستقبل مزهر لسوريا على الرغم من الحملات الإعلامية التي تعمل على تدمير البنى الاجتماعية للوطن السوري.