في اليوم العالمي للطفل…نحو 20700 طفل سوري استشهدوا…عشرات الآلاف جرحوا …مئات الآلاف هجروا…والملايين منهم أمام مستقبل مفخخ مجهول

34

الـ 20 من نوفمبر / تشرين الثاني…اليوم العالمي للطفل، يكاد هذا اليوم أن يتنصل من السوريين، من الأطفال الذين تلاعبت بهم مؤامرات الكبار، وأودت بمستقبلهم نحو المجهول، ذلك المجهول الذي لا شمعة توقده، بل لعنة تلو الأخرى تتبعه، وتلاحق من لا يزالون خارج قضبان العدالة الدولية التي لا يشاء لها الكبار المتلاعبون بالعالم، أن يصمت فيه صراخ الأطفال، فالمرصد السوري لحقوق الإنسان رصد طوال السنوات الفائتة منذ آذار / مارس من العام 2011 وحتى اليوم العالمي للطفل في الـ 20 من نوفمبر الجاري، حالة مأساوية ومزرية تتفاقم يوماً بعد يوم، فالأصعدة كلها باتت منهكة، والمجتمع الدولي ينظر بعين عوراء إلى الكأس السوري، ويصم أذنيه عن كل الاستغاثات، تاركاً الأطفال السوريين ومن بعدهم أهاليهم، تستعر النيران الملتهمة للأخضر واليابس حولهم وتضعهم في خانة النهاية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق منذ انطلاقة الثورة السورية استشهاد نحو 20700 طفل من الجنسية السورية، من ضمن عشرات آلاف الشهداء المدنيين ومئات آلاف الشهداء والصرعى والقتلى، ممن ضمتهم السنوات الممتدة من الـ 18 من آذار / مارس من العام الجاري 2018، وحتى الـ 20 من تشرين الثاني / نوفمبر، ومن ضمن الشهداء 1936 طفلاً دون سن الثامنة عشر استشهدوا في القصف من قبل القوات والطائرات الروسية، و2980 طفلاً دون سن الـ 18 في قصف من قبل الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام، ونحو 260 استشهدوا بقصف القوات والطائرات التركية وعلى يد الجندرما، ونحو 910 قتلتهم طائرات التحالف الدولي، ونحو 10200 على يد قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بالإضافة لبقية الشهداء الأطفال الذين استشهدوا في ظروف مختلفة إما على يد الفصائل المقاتلة والإسلامية وتنظيم “الدولة الإسلامية” وغيرها من القوى العسكرية المتصارعة على الأرض السورية، فيما جرح عشرات الآلاف منهم وجرى تشريد وتهجير مئات الآلاف والملايين أمام مستقبل مجهول ومفخخ.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد تردي الأوضاع الصحية والإنسانية والمعيشية للأطفال السوريين على مختلف أعمارهم وفي مختلف المناطق السورية، إذ بات الصراع على الأرض هو الهاجس الأول الذي يلاحق القوى العسكرية، وحول ذلك الأطفال من مقاعد التعليم إلى الشوارع وأسواق العمل، فالمرصد السوري لحقوق الإنسان رصد تردي الوضع التعليمي سواء وفقاً لمناهج النظام أو مناهج المعارضة أو المناهج ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، إذ بات التعليم في أسوء حالاته، رغم محاولات انتشاله من قبل كافة الاطراف إلا أن الصراع العسكري جعل من التعليم في نهائة قوائم الاهتمام، كما شهدت تردي الأوضاع المعيشية دفع الاطفال لترك المدارس والانضمام إلى صفوف الفصائل العسكرية أو العمل في المجالات الصناعية والتجارية وفي الأسواق بحثاً عن لقمة العيش التي تسد رمقهم ورمق عوائلهم من بعدهم، وبات التعليم الجيد اليوم حلماً بالنسبة للأطفال السوريين الذين يعانون من ويلات الحرب، حيث لم تكتفي الأطراف بالقضاء على حلمهم في تعليم جيد، بل بات جذب الأطفال للجانب العسكري وإشراكهم في القتال هو الهدف الأول بحيث تحول الأطفال إلى انتحاريين و”انغماسيين” ومقاتلين وبات الموت هو مصيرهم بدلاً عن الحياة.

ومع استشهاد آلاف الأطفال السوريين على يد قتلة متنوعين، وفي مناطق سورية مختلفة شملت كامل التراب السوري، والغموض الذي بات بمثابة نذير شر وسوء على ملايين الأطفال السوريين، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يوجه نداءاً محملاً بصرخات الأطفال السوريين واستغاثتهم، مطالباً الأطراف الدولية الفاعلة بحماية الطفولة السورية والاطفال السوريين، تماماً كما يحمون أطفال بلدانهم من القتل والجوع والدمار والمستقبل المجهول، وأن يوفروا للأطفال السوريين المستلزمات التي تمكنهم من النهوض ببلادهم التي يدمرها مدعو “الحرية والديمقراطية”، فلا ديمقراطية حققوها ولا عدالة أرسوها ولا حرية نشروها ومساواة أحققوها، فباتت البلاد تتسع فيها المقابر وتنقص فيها المدارس والمراكز التعليمية، كما نطالب بحملات كبيرة وضخمة لإعادة تأهيل الأطفال الذين يعانون من الحرب وآثارها سواء النفسية أو الجسدية، فلكل طفل الحق في الحياة قبل كل شيء ومن ثم الحق في التعلم واللعب والاكتساب وأن يبني مستقبله بيده لأ أن يبحث عنه في حقول الألغام وفي مراكز مهددة بالتدمير