خلال شهر على استعادة التنظيم لما خسره في شرق الفرات… أكثر من 600 مدني ومقاتل استشهدوا وقتلوا في معارك شرسة وقصف مكثف بشرق الفرات

37

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: يستكمل تنظيم “الدولة الإسلامية” اليوم الـ 28 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الجاري 2018، أول شهر على استعادته لكامل المناطق التي خسرها ضمن الجيب الأخير له الواقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بحيث استعاد تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال هجمات معاكسة ومضادة بدأت منذ الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر الفائت، استخدم فيها التنظيم الأنفاق والمفخخات والعمليات الانتحارية، لضرب مواقع قسد وتشتيتها، وإجبارها على التراجع تحت ضغط الهجمات المباغتة والمتلاحقة، التي استغل فيها التنظيم الأحوال الجوية، وعدم قدرة الطائرات التابعة للتحالف الدولي على الطيران واستهدافهم نتيجة الضباط المكثف، ووثق المرصد السوري خلال شهر من العمليات العسكرية منذ استعادة التنظيم ما خسره وتوسعة سيطرته من هجين إلى الحدود السورية – العراقية، في الـ 28 من أكتوبر الجاري وحتى اليوم الـ 28 من نوفمبر، وثق سقوط مئات الشهداء والقتلى من مدنيين ومقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية وعناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”.

المرصد السوري وثق 612 شخصاً هم 232 مدني بينهم 87 طفلاً و62 امرأة، استشهدوا من بينهم 133 مواطناً سورياً ومن ضمنهم 56 طفلاً و37 مواطنة، جراء قصف لطائرات التحالف الدولي، استهدف عدة مناطق ضمن الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والواقع عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور، كما وثق المرصد السوري 243 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” جراء إصابتهم في التفجيرات والاستهدافات والاشتباكات والقصف من قبل التحالف الدولي وقسد، فيما وثق المرصد السوري 137 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية، قضوا في التفجيرات والاشتباكات هذه والهجمات المباغتة للتنظيم.

يشار إلى أن المرصد السوري كان وثق 739 من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، كما وثق نحو 452 عدد عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، كما أن المرصد السوري كان حصل على تفاصيل حول الهجمات التي نفذها تنظيم “الدولة الإسلامية” في محيط الجيب الخاضع لسيطرته، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور، في حين وثق المرصد السوري 284 بينهم 101 طفلاً و69 مواطنة، من ضمنهم 153 مواطناً سورياً بينهم 64 طفلاً و40 مواطنة من الجنسية السورية، وبذلك تتصاعد أعداد الشهداء وفقاً للمراحل الثلاث لقصف التحالف التي قسمها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أولها وهي الشهر الأول من العملية العسكرية التي تمكنت فيها قوات سوريا الديمقراطية وقسد من التقدم في الجيب الأخير للتنظيم والسيطرة على الباغوز والسوسة والشجلة وأجزاء من هجين والتقدم في أطراف ومحاور أخرى من الجيب، حيث تسببت الضربات التحالف حينها بقتل 5 مدنيين سوريين على الأقل، وامتدت هذه المرحلة الأولى من الـ 10 من ايلول / سبتمبر وحتى الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2018، فيما امتدت المرحلة الثانية من الـ 10 من أكتوبر وحتى الـ 28 من الشهر ذاته ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 47 مدني بينهم 14 طفلاً و7 نساء بينهم 15 سورياً من ضمنهم 8 أطفال و3 مواطنات، استشهدوا في الضربات التي نفذتها طائرات التحالف الدولي والتي استهدفت 4 مساجد على الأقل ومعهد لتحفيظ القرآن ومنازل مدنيين، فيما تمثلت المرحلة الثالثة منذ الـ 28 من أكتوبر وحتى اليوم، بقصف للتحالف الدولي تسبب بقتل 232 مدني بينهم 87 طفلاً و62 مواطنة ومن بينهم 133 مواطن سوري من ضمنهم 56 طفلاً و37 مواطنة، في عدة مناطق ضمن الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والواقع عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور.

أيضاً رصد المرصد السوري أمس الأول تفاصيل الهجوم الأخير، حيث رصد رصد حالة من الاستياء التي شهدتها صفوف القوات العسكرية المتواجدة في محيط الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث أكدت المصادر الموثوقة أن الاستياء جاء في أعقاب الهجوم الذي جرى عبر التفاف من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، على المواقع التي كانت عززتها قوات سوريا الديمقراطية بأعداد أكبر من المقاتلين في الأيام الأخيرة التي سبقت الهجوم، وجرى الالتفاف من محوري هجين وغرانيج، بدعم من خلايا للتنظيم، ودخلت مجموعات التنظيم إلى الصحراء وقطعت الطرق الواصلة إلى خطوط الجبهة، ما تسبب بحالة انسحاب وفرار لعناصر القوات المتمركزة على خطوط الجبهة، خشية الوقوع في حصار أو قتلهم من قبل التنظيم، الذي حاول الوصول إلى حقل التنك النفطي، حيث هاجم بعشرات الدراجات النارية التي تحمل رشاشات متوسطة وثقيلة، تتبعها عربات مصفحة، الأمر الذي شكل خلخلة وارتباك في صفوف قوات سوريا الديمقراطية المتواجدة في الجبهة، وبخاصة مع غياب السلاح الثقيل عن النقاط العسكرية في محيط الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، عند ضفاف الفرات الشرقية، كما أكدت المصادر أن الكثير من المقاتلين يعمدون إلى عدم الالتحاق بقواعدهم وثكناتهم العسكرية خلال وجود حملة عسكرية ضد التنظيم.

المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن طائرات التحالف الدولي حلقت في سماء المنطقة مطولاً قبيل تكثُّف الضباب وتردي الأحوال الجوية، إلا أنها لم تعمد لقصف أي من المناطق، وأكد مقاتلون على أنه على الرغم من تزويد التحالف الدولي بإحداثيات في محيط جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلا أنها لم تقصف المنطقة، كما أن التحالف الدولي عمد للتمركز في نقطتين رئيسيتين قرب حقل التنك، وعمدوا لقصف التنظيم بالقذائف المدفعية والصاروخية، كما وجهت قوات التحالف الدولي القوات المتواجدة في الحقل لإطفاء شعلة الحقل وقطع التيار الكهربائي وإطفاء الأنوار عن المنطقة، فيما علم المرصد السوري كذلك أن بعض العناصر الفارين من قسد لجأوا إلى الصحراء، وبقي بعضهم فيها لأكثر من 36 ساعة، أيضاً نشر المرصد السوري سابقاً أن التنظيم هاجم بأعداد كبيرة وصلت لأكثر من 500 مقاتل، غالبيتهم كانوا يستقلون دراجات نارية وعربات مصفحة، حيث عمدت مجموعات التنظيم لقطع الطرق الواصلة إلى الجبهة المحيطة بجيبه الاخير في شرق الفرات، وجرت اشتباكات عنيفة بين قوات قسد من جهة، وعناصر التنظيم من جهة اخرى، فيما عمد التحالف الدولي داخل حقل التنك إلى التمركز ضمن مجموعتين وبدأ عمليات قصف بالمدفعية، وتجاوز تعداد القذائف التي أطلقها التحالف الدولي أكثر من 210 قذائف، وسط غياب للطائرات الحربية لساعات، كما رصد المرصد السوري أمس الخميس أنه رصد  دخول 10 آليات فجر يوم عند الساعة الـ 4:30، اليوم الأحد الـ 25 من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري من العام 2018، دخلت إلى خطوط التماس بين مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، تحمل على متنها عناصر وقادة من القوات الكردية، كما علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عمليات القصف على جيب التنظيم، من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية توقفت عند الساعة الثالثة من ظهر يوم الأحد، فيما عاودت طائرات التحالف الدولي استهداف مناطق في الجيب بعد عصر اليوم، في حين أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن قوات التحالف الدولي انسحبت من حقل التنك النفطي، إلى قاعدتها في حقل العمر النفطي، فيما وصلت تعزيزات إلى حقل التنك ليبلغ تعداد قوات سوريا الديمقراطية الواصلين إلى الحقل أكثر من 1000 مقاتل، في حين أكدت المصادر الموثوقة أنه دخلت عند الساعة الـ 19:15 ما لا يقل عن 50 سيارة وآلية تحمل على متنها المئات من عناصر قوات سوريا الديمقراطية لتدعيم خطوط التماس مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في أطراف الجيب الخاضع لسيطرته عند ضفة الفرات الشرقية

إنفوجرافيك للمرصد السوري لحقوق الإنسان، يرصد حصيلة الشهر الدامي الأخير في شرق نهر الفرات، والذي شهد استشهاد ومقتل مئات المدنيين والمقاتلين، من قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم “الدولة الإسلامية”