قوات النظام تعثر على عشرات الجثث المتحللة ضمن مقابر جماعية في منطقة البوكمال

31

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام عثرت على مقابر جماعية تضم عشرات الجثث المتحللة ضمن مناطق سيطرته هو وحلفائه من المليشيات الإيرانية وغيرها بريف دير الزور الشرقي، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن قوات النظام عثر على ما يقارب الـ 100 جثة متحللة في منطقة الحزام الأخضر بأطراف مدينة البوكمال شرق دير الزور، ولم يعلم حتى اللحظة فيما إذا كان الجثث تابعة لمدنيين قد قضوا على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر إعدامات جماعية وميدانية، أم أنهم قتلوا على عيد المليشيات الإيرانية الموالية لقوات النظام عند دخولها إلى المنطقة، وعلى صعيد متصل كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 6 من شهر نوفمبر / تشرين الثاني الفائت من العام الجاري، أنه لا يزال مصير العشرات من المواطنين السوريين مجهولاً في أقبية التعذيب والموت لدى الحشد الشعبي العراقي، في داخل الأراضي العراقية، بعد أن اقتيدوا إبان سيطرة الأخير على قريتي الهري والسويعية الحدوديتين في منطقة البوكمال مع القوات الإيرانية والنظام وحلفائه، في مطلع تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2017، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن المعتقلين البالغ عددهم أكثر من 200 شخص، ينحدرون في غالبيتهم من عشيرة الجغايفة العربية، والتي تتفرع في سوريا والعراق، وفي تطورات الموقف، فقد أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن أبناء هذه العشيرة من المتنفذين في الجانب العراقي، حاولوا كشف مصير المعتقلين، ومحاولة تبيان حالتهم والمكان الذي يتواجدون فيه، إلا أن المرجعيات العسكرية والدينية لدى الحشد الشعبي، أبلغتهم بوجوب كف البحث عن مصير هؤلاء المعتقلين، وقالت مصادر مقربة من بعض الأهالي بأن قيادة الحشد الشعبي هددت الوساطات بالاعتقال و”إخفائهم من يتوسط من الوجود”، في حال تكرار المطالبة بمعرفة مصير المختطفين.

المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الأول من حزيران / يونيو من العام الجاري 2018، ذوي المعتقلين لا يزالون يتخوفون على مصير أبنائهم المختطفين في سجون الحشد الشعبي، بعد توارد معلومات أبلغها الأهالي للمرصد السوري بأن قوات الحشد الشعبي العراقي عمدت لإعدام عدد من المختطفين، فيما يعيش البقية أوضاعاً مزرية، وسط غموض يلف مصيرهم الذي تتصاعد المخاوف حوله، فقوات الحشد الشعبي العراقية، التي عبرت الحدود السورية – العراقية، اختطفت مدنيين من قريتين حدوديتين هما الهري والسويعية في أقصى شرق دير الزور، عند الحدود مع العراق، خلال عمليات عسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي تزامنت مع هجوم واسع لقوات النظام على منطقة البوكمال، إذ كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، اختطاف أكثر من 200 مدني، من أهالي قريتي السويعية والهري، في الريف الشرقي لدير الزور الشرقي، في أواخر العام الفائت 2017.

التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، حينها تضمنت بأن عمليات القصف المدفعي والصاروخي والجوي في الربع الأخير من العام 2017، دفعت الكثير من أهالي قريتي الهري والسويعية الواقعتين على الحدود السورية – العراقية، إلى النزوح، لتتجاوز قوات الحشد الشعبي العراقي، الحدود السورية – العراقية في مطلع تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2017، وتسيطر على قريتي الهري والسويعية، بالتزامن مع العمليات العسكرية لقوات النظام وحلفائها في منطقة البوكمال، وعمد الحشد الشعبي العراقي حينها، لفرض حظر تجوال في قريتي السويعية والهري، بعد سيطرته عليهما، عقب قيامه بتجميع من تبقى من سكانهما في بيوت محددة، ومن ثم جرى بعد 4 أيام من سيطرته على القريتين الحدوديتين، تجميع سكان القريتين في ساحة المعبر الواصل بين البوكمال السورية والقائم العراقية، بذريعة توزيع “سلال غذائية ومساعدات إنسانية ووجبات طعام”، إلا أن قوات الحشد الشعبي عمدت عند تجمع السكان، إلى اقتياد أكثر من 200 مدني، من أبناء قريتي الهري والسويعية، من شبان ورجال وجرى نقلهم نحو الجانب العراقي، وقد تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق نحو 82 اسماً منهم، وسط استمرار عملية توثيق ما تبقى من أسماء للمختطفين لدى قوات الحشد الشعبي العراقي، في حين نشر المرصد السوري في مطلع تشرين الثاني من العام الفائت 2017، عن اجتياز الحشد الشعبي للحدود العراقية – السورية، في غرب نهر الفرات، وقيامه بتنفيذ عملية عسكرية بموازاة العمل العسكري للنظام وحلفائه بدعم روسي – إيراني، في منطقة البوكمال، حيث دارت حينها اشتباكات عنيفة بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، وعناصر الحشد الشعبي العراقي من جهة أخرى، على محاور قرب الحدود السورية – العراقية، عند منطقة الهري الحدودية، في الريف الشرقي لدير الزور، بعد تمكن قوات الحشد الشعبي من السيطرة على مدينة القائم في الجانب العراقي، والمقابلة لمدينة البوكمال في الجهة السورية.

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان نجدد وبشدة مطالبتنا من الجهات الرسمية العراقية، والأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، بالكشف عن مصير أكثر من 200 مدني اعتقلهم الحشد الشعبي العراقي من قريتي السويعية والهري على الحدود السورية مع العراق، في ريف مدينة البوكمال، كما يدعو المرصد السوري الجهات الدولية للضغط على السلطات العراقية، للإفراج الفوري عنهم وكشف مصيرهم، وإعادتهم إلى ذويهم، بعد أن اعتقلتهم من مناطق تواجدهم بذرائع مختلفة.