نشطاء يدعون لوقف عودة اللاجئين الفلسطينيين السوريين من لبنان قسرًا

20

محمد أبو سبحةــ طالب نشطاء فلسطينيون، المدافعين عن حقوق اللاجئين في العالم وقسم الحماية التابع للأونروا في بيروت، بالتحرك لوقف المساعي الجارية لإعادة اللاجئين الفلسطينيين السوريين من لبنان قسرًا إلى سوريا، خصوصًا وأن المخيمات الفلسطينية في سوريا شبه مدمرة علاوة على افتقاد العائدين للأمان.

وقال الناشطون في ندائهم، إنّ الإجراءات الجارية من شأنها تدمير الأسًر الفلسطينية النازحة إلى لبنان، والمخاطرة بأرواحهم حال عودتهم القسًرية إلى سوريا.

يأتي ذلك عقب إعلان مستشارة وزير الخارجية والمغتربين اللبنانية علا بطرس تنسيق بلادها مع الفصائل الفلسطينية لإعادة اللاجئين الفلسطينيين السوريين من لبنان. فيما اعتبرها ناشطون خطوة تصعيدية للضغط على النازحين الفلسطينيين في لبنان.

وكانت بطرس صرّحت يوم الجمعة أن وزير الخارجية اللبناني جبران بسيل يتواصل مع كافة الأطراف الدولية المعنية لإتمام عودة جميع اللاجئين السوريين، منوهة إلى أن المخيمات الفلسطينية مكتظة ولا تحتمل استيعاب المزيد من اللاجئين.

وهذا الشهر أعلنت الحكومة السورية السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيم اليرموك الواقع جنوب العاصمة دمشق، والذي كانت قوات النظام سيطرت عليه في مايو/ أيار الماضي بعد حملة عسكرية واسعة، حيث كان قد هجر أغلب سكانه منه قسرًا قبل عدة أشهر على إثر الحملة عسكرية التي جعلت منه ركامًا.

من جانبها تدعم السلطة الفلسطينية لسبب مجهول عودة اللاجئين إلى سوريا، وتغري سفارة فلسطين في بيوت من يوقع من الفلسطينيين على العودة بمنحهم مبلغًا ماليًا قيمته 1000 دولار لكل أسرة.

هل العودة إلى سوريا آمنة؟

ومنتصف هذا الشهر اتهمت “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا”، السلطات السورية، باعتقال عدداً من اللاجئين الفلسطينيين بعد عودتهم الطوعية من إحدى الدول الأوروبية إلى سوريا.

وقالت المجموعة في تقرير إن اللاجئون الفلسطينيون بعد عودتهم من أوروبا إلى دمشق عبر إيران، سلّمتهم أجهزة أمن النظام في مطار دمشق تبليغات تفيد بضرورة مراجعة ما يسمى “فرع فلسطين” في دمشق خلال مدة محددة، وبعد مراجعة العائدين لفرع فلسطين تم اعتقالهم ولا توجد معلومات عن مصيرهم، أو التهم الموجهة لهم، ونوّهت مجموعة العمل إلى أنّ المعتقلون لم يشاركوا مع أي طرف عسكري في سوريا.

ووفقًا لتقارير نشرها “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن القوات الحكومية السورية قتلت أكثر من 20 نازحاً ممن عادوا إلى سوريا، وخطف عشرات الآخرين. وفرضت على آلاف العائدين التجنيد الإجباري.

وفي الأسبوع الأول من الشهر الجاري اتهم مركز حقوقي سوري قوات الأمن اللبنانية بترحيل ألف لاجئ سوري إلى بلادهم قسرًا بعد مداهمات ليلية.

وقال المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية إن الأمن اللبناني يحتال على اللاجئين السوريين ويجبرهم على التوقيع على أوراق يتبين فيما بعد أنها تعهد بالعودة إلى سوريا.

وكانت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية كشفت نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني إنها وثقت مقتل (3903) ضحية من اللاجئين الفلسطينيين السوريين في أماكن مختلفة في سوريا منذ عام 2011، بينهم (478) لاجئة. وشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين أكبر معدلات سقوط الضحايا، حيث تم توثيق سقوط (1408) ضحية.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية قالت في تقرير إن حكومة النظام السوري التي تدعو النازحين السوريين إلى العودة تمنع في الوقت ذاته بصورة غير مشروعة النازحين من الوصول إلى ممتلكاتهم بالمناطق التي كانت تحت سيطرة جماعات معارضة للحكومة. وقالت المنظمة الدولية إن هدف الحكومة السورية وروسيا هو جذب التمويل الدولي وليس عودة النازحين إلى مساكنهم وومتلكاتهم.

هل العودة إلى سورية طوعية؟

وفي ظل الحديث عن “عودة طوعية للاجئين السوريين الى بلدهم”، كانت الجماعة الإسلامية في لبنان أكدت أنه “مطلب يجمع عليه اللبنايون، إلا أنه لا بدّ من التيقن من أن تكون هذه العودة طوعية فعلاً وحقيقية وليست وليدة الضغوط التي تمارس عليهم دونما اعتبار للتهديدات والمخاطر التي قد تتهدد حياتهم فيما لو كانت العودة قسرية ودون ضمانات حقيقية جادة”.

وفي الشأن ذاته قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن هناك تخوفات لدى اللاجئين السوريين من العودة إلى ديارهم.

وقال رامي عبد الرحمن في تصريحات تلفزيونية: “بالتأكيد هناك مخاوف من تعرض العائدين من لبنان للانتهاكات والاعتقال من قبل قوات النظام، ولايمكن الوثوق بالوعود والتعهدات الروسية ولا بتعهدات النظام التي تعود على الكذب”، وأضاف “هناك تساؤلات كبرى عن المكان الذي سيعود اليه هؤلاء النازحين وخصوصا أن أغلب المناطق والمنازل مهدمة ومدمرة، وأيضا القانون ١٠ الذي أصدره النظام السوري يعقد المشهد أكثر ويساهم بمفاقمة مشاكل النازحين ويحرمهم من حقوقهم تحت حجج وذرائع كاذبة، والمرحلة الثالثة من عمليات التهجير من محافظة القنيطرة قد انتهت”.

لماذا يمثل اللاجئين السوريين أزمة في لبنان؟

وقدَّرت وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (الأونروا) عدد اللاجئين من الفلسطينيّين السوريّين الذين فروا إلى دول العالم جرّاء الحرب في سورية بـ 120 ألف لاجئٍ من أصل 650 ألفًا، بينما قالت الدراسة “نميل إلى تقديرات ناشطين حقوقيّين فلسطينيّين تواصلنا معهم تفيد بأنّ عددهم أكثر من 146 ألف لاجئٍ”.

وفي لبنان مليون لاجئ سوري مسجل، وهو أعلى رقم في العالم مقارنة مع عدد السكان، وأدى نقصُ الدعم الدولي إلى تفاقم إرهاق لبنان بسبب استقبال اللاجئين، في ظل حملة كراهية متصاعدة تجاه اللاجئين السوريين في لبنان يشارك فيها سياسيون.

وسيطرت مؤخرًا مشاعر الغضب والإحباط على الفلسطينيين في لبنان، على وقع حادثة وفاة طفل في مخيم نهر البارد بسبب رفض علاجه في مستشفيات لبنان بالمجان.

المصدر: الأمة