خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” تجدد استهدافها لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة شرق الفرات عبر مزيد من الاغتيالات

26

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تتواصل الاغتيالات في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، ضمن الفلتان الأمني المستمر من قبل خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة في جيبه الأخير بشرق الفرات، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية برشاشاتهم، لعنصرين لقوات سوريا الديمقراطية في قرية برشم قرب بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتلهما على الفور، فيما نشر المرصد السوري يوم أمس الخميس الـ 20 من شهر كانون الأول الجاري تقريراً عن الفوضى التي يعمد إليها تنظيم “الدولة الإسلامية” وخلايا في شرق الفرات وجاء فيه، 4 أشهر متواصلة تستكمل نفسها، نحو 125 يوم من القتل، ولكن بأسلوب مختلف ولأهداف جديدة، تتلاقى مع الأهداف السابقة، فالـ 19 من آب / أغسطس من العام الجاري 2018، كان على موعد مع نقلة نوعية لتنظيم “الدولة الإسلامية”، المتقوقع داخل جيب ممتد على جزء من الضفة الشرقية، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، واعتمدت هذه النقلة على عشرات المجموعات التي زرعها تنظيم “الدولة الإسلامية”، ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرب الفرات، من محافظات دير الزور والرقة والحسكة، والتي تعمدت تنفيذ عملياتها بطرق مختلفة، من خطف وقتل واستهداف بالرصاص وبالعبوات الناسفة، وصولاً لتفجير آليات مفخخة، ضمن المدن والبلدات والمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما امتد نشاط هذه الخلايا في بعض الحالات إلى منطقة منبج ضمن القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، في منطقة غرب الفرات، فيما كان آخر عملياته خلال الساعات الـ 24 الاخيرة عبر اغتيال طال مجموعة من قوات سوريا الديمقراطية تسبب بمفارقة 5 منهم للحياة على الأقل.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد منذ إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية”، عملية الثأر من قوات سوريا الديمقراطية، انتقاماً لخسارته للنفط والموارد الاقتصادية في شرق الفرات، عبر منشورات جرى توزعها بشكل سري في بلدات وقرى خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بدء عمليات قتل وذبح واختطاف واغتيال وتفجيرات، هدفها نشر الفوضى والانفلات الأمني ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، كما شاركت هذه الخلايا في محاولة للتنظيم تحقيق توسعة لجيبها في شرق الفرات، عبر المشاركة في خلخلة الصفوف الخلفية لقوات سوريا الديمقراطية من خلال تنفيذ هجمات تزامناً مع هجمات للتنظيم من جيبه الأخير بشرق الفرات، حيث رصد المرصد السوري في الـ 22 من آب / أغسطس الفائت من العام 2018، تنفيذ تنظيم “الدولة الإسلامية”، أولى عمليات ثأر للنفط، في محافظة دير الزور، ضمن المناطق التي خسر سيطرته عليها، لصالح قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، حيث فجر عنصر من الخلايا النائمة التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” نفسه بدراجة نارية مفخخة، مستهدفاً سيارة أحد الأشخاص العاملين في المجال النفطي، والمتعاملين مع قوات سوريا الديمقراطية، ما تسبب بمقتل الانتحاري وإصابة الرجل بجراح بليغة، وجرى التفجير في منطقة ذيبان، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بالقرب من المفرق الآخذ إلى حقل العمر النفطي

منذ هذا التاريخ وحتى اليوم الـ 20 من كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام 2018، وثق المرصد السوري اغتيال خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” لـ 113 شخصاً من مقاتلين ومدنيين وعاملين في المجال النفطي ومسؤولين في جهات خدمية، ضمن 3 محافظات هي دير الزور والرقة والحسكة بالإضافة لمنطقة منبج في شمال شرق محافظة حلب، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، حيث رصد المرصد السوري اغتيال هذه الخلايا لـ 23 مدني من ضمنهم مواطنة في ريف دير الزور الشرقي وريف الحسكة ومدينة الرقة وريفها ومنطقة منبج، إضافة لاغتيال 90 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية بينهم قادة محليين في المناطق ذاتها، كما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط عشرات الجرحى جراء عمليات الاغتيال هذه

كما أن المرصد السوري نشر في الـ 31 من آب / أغسطس الفائت من العام الجاري 2018، أن العشرات من المتطوعين في شرق الفرات عمدوا لترك صفوف القوات العاملة في التجنيد الإجباري ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن العشرات من المتطوعين في صفوف قوات الدفاع الذاتي المؤلفة من قوات مجندة إجبارياً ومن إداريين متطوعين في صفوفها، عمدوا لفسخ عقودهم مع هذه القوات، خشية الانتقام منهم من قبل الخلايا التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي بدأت بمناشير وزعت في ريف دير الزور الشرقي، في الـ 19 من آب / أغسطس الجاري، في قرية الزر بشرق دير الزور، كما أن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن الأشخاص الذين تطوعوا في واجب الدفاع الذاتي، وعملوا في مهام مختلفة، بعقد تبلغ مدته 23 شهراً، براتب قدره 115 ألف ليرة سورية، مقابل تسريح بعضهم في الوقت ذاته من واجب الدفاع الذاتي، عمدوا لفسخ عقودهم والتزموا منازلهم، خشية اغتيالهم من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي وجه تهديدات إلى النظام والمسلحين الموالين له، وإلى قوات سوريا الديمقراطية، بـ “القصاص” منهم ومن كل المتعاملين معهم وبخاصة في الجانب النفطي، كذلك فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 21 من آب / أغسطس من العام 2018، أن التنظيم يتحرك عبر خلاياه النائمة في مدن وبلدات وقرى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، عبر مناشير تهدد بالقتل وتحذر من التعامل مع النظام وقسد، وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، في الـ 19 من اغسطس الفائت، بتوزيع مناشير ورقية وإلصاقها في قرية الزر، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في شرق نهر الفرات، بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، وجاء في المناشير تعميم من التنظيم في “ولاية الخير”، جاء فيه:: “”نعلم الجميع بأن الآبار النفطية التي تقع تحت سلطان الخلافة أو تكون في صحرائها القريبة، هي من أملاك الدولة الإسلامية، ويعود نفعها لعامة المسلمين، وعليه فمن يتجرأ عليها بالسرقة أو مغالبة القائمين عليها بقوة السلاح، فلا يلومن إلا نفسه، وسيتعامل معه بكل قوة وحزم وفق شرع رب العالمين، وأما من استزله الشيطان وأصبح عبداً من عبيد الكرد الملحدين يحرس آبارهم بالسلاح، ويساهم في نماء اقتصادهم، فنرى أنها من الموالاة المكفرة وسنقتل من نقدر عليه من هؤلاء، في كل ولاية الخير، فننصح بالتوبة والرجوع إلى الله، قبل أن لا ينفع الندم”، كما أن هذا التهديد جاء في أعقاب انحسار سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق الفرات، حيث بات التنظيم لا يسيطر إلا على جيب ممتد من هجين إلى الباغوز، على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، فيما لا يزال يتواجد كخلايا نائمة في مناطق متفرقة من ريف دير الزور وباديتها، في شرق الفرات، وتقوم بين الحين والآخر بتنفيذ هجمات تستهدف آبار نفطية أو حقول نفط، أو مساكن متواجدة في الحقول، التي تخضع لسيطرة قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية.