مع لفظ التنظيم لأنفاسه الأخيرة…قسد تتقدم على حسابه وأكثر من 500 من عناصره يفرون ضمن 9000 آلاف مدني خرجوا من جيبه بعد قرار ترامب

49

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان توقف القصف من قبل طائرات التحالف الدولي ومدفعيتها، منذ الساعة الـ 23:00 من ليل أمس الأربعاء الـ 26 من كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام 2018، نتيجة تكثُّف الضباب في منطقة جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، وريف دير الزور الشرقي، عقب قتال عنيف دار في المنطقة بين قوات سوريا الديمقراطية من جانب، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، على محاور في أطراف الجيب، فيما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن التنظيم بدأ ينهار بشكل متسارع، ويلفظ أنفاسه الأخير ضمن جيبه الأخير عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وسط تقدم لقوات سوريا الديمقراطية على حسابه، حيث رصد المرصد المرصد السوري تصاعد أعداد الخارجين من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إذ رصد المرصد خروج نحو 2800 شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، من جيب التنظيم، ليرتفع إلى نحو 3000 عدد من خرجوا من جيب التنظيم خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، كما يرتفع بدوره إلى 11100 تعداد الأشخاص الذين خرجوا وفروا من جيب التنظيم خلال شهر كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام 2018، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية، من بينهم أكثر من 9000 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر الجاري، من ضمنهم أكثر من 500 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم

كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان لم يتمكن إلى الآن من الحصول على معلومات حول أعداد من تبقوا من مدنيين داخل مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث أكدت المصادر الأهلية التي تمكنت من الفرار والخروج من الجيب، أن التنظيم يعمد لتنفيذ إعدامات بحق من يعتقله خلال فراره من المنطقة، بتهمة “الخروج إلى بلاد الكفر”، فيما خاطر الذين خرجوا بحياتهم مقابل الوصول للمنطقة، كذلك كان المرصد السوري نشر في الـ 19 من ديسمبر الجاري، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” عمد إلى إعدام 3 من عناصره ضمن جيبه الأخير بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، وذلك بتهمة “تهريب المدنيين” إلى خارج جيب التنظيم نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عند ضفاف نهر الفرات الشرقية، على صعيد متصل تبين أنه من بين الذين تمكنوا من الهروب من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” نحو مناطق قسد، عناصر من التنظيم جرى التعرف عليهم من قبل مدنيين

مصادر موثوقة كان أبلغت المرصد السوري أمس الأربعاء، أن قيادة قوات سوريا الديمقراطية تعتزم إنهاء وجود التنظيم مع بداية العام المقبل 2019، في جيب شرق الفرات، لينتهي وجود التنظيم بشكل كامل كقوة مسيطرة في كامل منطقة شرق الفرات، ويخسر أيضاً آخر مناطق سيطرته ضمن المناطق المأهولة بالسكان من بلدات وقرى، كما أن المصادر ابلغت المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات التركية، تترقب إنهاء عملية القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”، من قبل قوات سوريا الديمقراطية، لتنفيذ عمليتها العسكرية التي تهدف من خلالها للسيطرة على مناطق جرى انتزاع السيطرة عليها من تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي كان في السنوات الفائتة، صاحب أكبر نفوذ داخل الأراضي السورية وينتشر على الشريط الحدودي بين سوريا والجانب التركي، من ريف رأس العين وحتى ريف حلب الشمالي بطول عدة مئات من الكيلومترات، ويأتي تصميم قوات سوراي الديمقراطية على إنهاء وجود التنظيم مع بداية المقبلة، ذلك بالتزامن مع ما نشره المرصد السوري قبل ساعات أنه تتصاعد العملية العسكرية في شرق نهر الفرات، بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، منذ القرار الأمريكي، بسحب قواتها العسكرية من الأراضي السورية، في الـ 19 من كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام 2018، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ التاريخ آنف الذكر وحتى اليوم الـ 26 من الشهر ذاته، تصعيد قوات سوريا الديمقراطية لهجومها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي لا يزال يخسر مناطق سيطرته ويضيق عليه جيبه الأخير، في منطقة شرق الفرات، التي تشهد تهديدات تركية، وتلويحاً بعملية عسكرية تستهدف شرق الفرات، وتسببت الخسارة المتتالية لتنظيم “الدولة الإسلامية”، بفرار آلاف المدنيين وعوائل عناصر التنظيم، من جنسيات مختلفة من ضمنها الروسية والصومالية والفلبينية والعراقية وجنسيات آسيوية ومغاربية وغيرها

كذلك نشر المرصد السوري أمس الأربعاء أنه علم من عشرات المصادر التي خرجت من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، أن التنظيم بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، حيث تقاطعت المعلومات التي أبلغوها للمرصد السوري مع المعلومات التي كان قد رصدها خلال الأيام الأخيرة، من تسلل العشرات من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلى الضفاف الغربية لنهر الفرات، متجهين نحو بادية دير الزور، حيث رجحت المصادر المتقاطعة أن التنظيم يعمد للتوجه نحو الجيب الكبير المتبقي له ضمن البادية السورية والواقعة في شمال السخنة وجنوب دير الزور، بالتزامن مع تركيز قوات سوريا الديمقراطية لهجماتها، واعتمادها على التقدم الثابت والبطيء، وإزالة الألغام وتثبيت سيطرتها في المنطقة، فيما لا يزال التنظيم يسعى للمحافظة على آخر ما تبقى له من المنطقة، بالتزامن مع انتشار أكبر لقوات النظام وحلفائها على الشريط الغربي لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، كما أن المرصد السوري كان وثق 1032 من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر من العام 2018، كما وثق المرصد السوري 554 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين قضوا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، في حين كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن قوات قسد من تحقيق تقدمين هامين، أوله بالسيطرة على قرية أبو الحسن وثانيها السيطرة على قرية البوخاطر، والواقعتين إلى الشرق من بلدة هجين، التي كانت قسد سيطرت عليها قبيل قرار الانسحاب الأمريكي من المنطقة، حيث رصد المرصد السوري تمكن قوات سوريا الديمقراطية من فرض سيطرتها على قرية البوخاطر بعد تمكنها من حصر من تبقى من عناصر التنظيم، ضمن جيب عبر السيطرة على قرية أبو الحسن، ما اضطر التنظيم للانسحاب من المنطقة قبيل وقوعه في الحصار.