تنظيم “الدولة الإسلامية” يستغل العاصفة الرملية وينفذ هجوماً معاكساً لاستعادة ما خسره وقتال عنيف تشهده ضفاف الفرات الشرقية

35

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اندلاع اشتباكات مجدداً في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، في استغلال جديد من تنظيم “الدولة الإسلامية” للعاصفة الرملية التي لا تزال تضرب المنطقة، حيث رصد المرصد السوري اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من جانب، وعناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، إثر هجوم معاكس نفذه الأخير على بلدة الشعفة، في محاولة لمعاودة السيطرة على المنطقة التي خسروها قبل نحو 24 ساعة من الآن بشكل كامل، ومحاولة التنظيم توسعة نطاق سيطرته بعد حصره من قبل قوات قسد في آخر بلدتين وهما السوسة والباغوز فوقاني، وعلم المرصد السوري أن قوات جيش الثوار تشارك بقوة في القتال الجاري، حيث أكدت عدة مصادر أن مقاتلي جيش الثوار يشاركون كقوات مواجهة واقتحاميين ويمتلكون خبرة عالية في التعامل مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، في المحاور التي يتواجدون فيها، في حين أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن عمليات السيطرة على ما تبقى من مناطق للتنظيم، تلاقي بعض العراقيل من حيث امتناع من تبقى من عناصر التنظيم عن الاستسلام ووجود ألغام مزروعة بشكل مكثف، واعتماد التنظيم على استغلال سوء الأوضاع الجوية لتحقيق تقدم وسيطرة واستعادة مناطق خسرها مؤخراً.

المصادر الموثوقة أضافت للمرصد السوري أن التنظيم يعمد لاستخدام من تبقى من المدنيين في مناطق سيطرته، كدروع بشرية عبر إجبارهم على التجول في المناطق التي لا يزالون يتواجدون بها، في محاولة لمنع التحالف الدولي من استهدافهم، فيما نشر المرصد السوري قبل ساعات أنه تشهد محافظة دير الزور في هذه الأثناء عاصفة رملية تضرب المنطقة، التي تشهد عمليات عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث رصد المرصد السوري بدء العاصفة عند الساعة 16:00 من اليوم الـ 6 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2019، وأكدت مصادر ميدانية للمرصد السوري أن العاصفة زادت شدتها، حتى وصل الأمر لانعدام الرؤية لأكثر من متر واحد، الأمر الذي منع طائرات التحالف الدولي من التحليق في أجواء المنطقة، فيما علم المرصد السوري أن قوات التحالف الدولي أطلقت عند الساعة الـ 18:00 من مساء اليوم، عشرة صواريخ طالت مناطق فيما تبقى من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المخاوف تتصاعد من استمرار العاصفة الرملية، التي قد تتيح لتنظيم “الدولة الإسلامية” اللافظ لأنفاسه الأخيرة، تنفيذ هجمات معاكسة تمكنه من إعادة توسعة نطاق سيطرته في المنطقة بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية من تقليص سيطرته بشكل كبير.

المرصد السوري لحقوق الإنسان علم كذلك أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم يعد يحكم سيطرته سوى على بلدتي السوسة والباغوز فوقاني، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، فيما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على كافة المناطق في جيب التنظيم، فيما عدا البلدتين سالفتي الذكر، وأكدت المصادر الميدانية للمرصد السوري أن قوات سوريا الديمقراطية رفعت جاهزيتها لصد أي هجوم معاكس من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، في استغلال للعاصفة الرملية التي تضرب المنطقة في هذه الأثناء، فيما كانت المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن تنظيم “الدولة الإسلامية” ينقسم فيما تبقى من عناصره، في جيبه الممتد على جزء من الضفة الشرقية لنهر الفرات، إلى قسمين رئيسيين أحدهما يؤيد عم الاستسلام لقوات سوريا الديمقراطية، فيما يرفض القسم الآخر الاستسلام، ويعمد لقتال قوات سوريا الديمقراطية بشكل عنيف، في محاولة صد تقدمها ضمن ما تبقى من الجيب، الذي في حال خسارته سيفقد التنظيم على آخر المناطق المأهولة بالسكان له ضمن الأراضي السورية، فيما عمد تنظيم “الدولة الإسلامية” في وقت سابق لتنفيذ عمليات إعدام بحق عدد من عناصره ممن سمحوا للمدنيين بالفرار نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، كما أكد أهالي أنه جرى إعدام مقاتلين اعترضوا على الاستمرار في القتال حتى النهاية وفضلوا الاستسلام

كما أن المرصد السوري نشر خلال الساعات الفائتة أنه لا تزال عمليات الفرار مما تبقى من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” مستمرة، بعد تصاعدها منذ قرار انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية في الـ 19 من كانون الأول / ديسمبر الفائت من العام الفائت 2018، حيث علم المرصد السوري أن الساعات الـ 12 الأخيرة شهدت خروج أكثر من 300 شخص، غالبيتهم من الأطفال والمواطنات، من مناطق سيطرة التنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، ليرتفع إلى 13250 على الأقل تعداد الأشخاص الذين خرجوا وفروا من جيب التنظيم منذ مطلع شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية، من بينهم أكثر من 11150 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 550 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم، كما أن المرصد السوري وثق مقتل 1069 من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر من العام 2018، كما وثق المرصد السوري 573 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين قضوا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، في حين رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن قوات قسد من تحقيق تقدمات هامة تمثلت بالسيطرة على قرية أبو الحسن وقرية البوخاطر وبلدة الشعفة، والواقعة إلى الشرق من بلدة هجين، التي كانت قسد سيطرت عليها قبيل قرار الانسحاب الأمريكي من المنطقة، كما أن المرصد السوري كان رصد تمكن قوات قسد من تحقيق تقدم في مواقع ونقاط في أطراف جيب التنظيم، ضمن محاولة تضييق الخناق بشكل أكبر على التنظيم