300 شخص يفرون من السوسة ويؤكدون أن التنظيم غير قادر على الصمود أكثر ويلجأ لحرب المفخخات و”الانغماسيين” ومن تبقى غالبيتهم غير سوريين

27

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من مصادر موثوقة أن أعداد جديدة من القاطنين فيما تبقى من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، خرجوا نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث رصد المرصد السوري خروج أكثر من 300 شخص من الأطفال والمواطنات والمسنين، غالبيتهم من الجنسية السورية، نحو مناطق سيطرة قسد، ليرتفع إلى 14050 على الأقل تعداد الأشخاص الذين خرجوا وفروا من جيب التنظيم منذ مطلع شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية، من بينهم أكثر من 12000 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 550 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الخارجين اليوم والذين بلغ تعدادهم أكثر من 300، خرجوا من منطقة السوسة، وأبلغ فارُّون المرصد السوري أن التنظيم بات منهاراً بشكل كبيرن ولم يعد بمقدوره الصمود أكثر، حيث يعتمد التنظيم في صده للهجمات، على الألغام المزروعة بكثافة والسيارات والآليات المفخخة وعناصر من “الانتحاريين والانغماسيين”، كما أكدوا للمرصد السوري أن غالبية من تبقى من العائلة هي عوائل عراقية ومن جنسيات مختلفة غير سورية، فيما كانت أكدت مصادر سابقة للمرصد السوري أن أعداد من تبقوا ضمن جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” باتت أقل من السابق بكثير، بالتزامن مع التناقص الكبير في أعداد المقاتلين الذين انقسموا بين مؤيد للاستسلام وبين فار وبين مقتول وجريح، وبين باحث عن مفر من المنطقة نحو مناطق غرب الفرات، فيما أكدت عدة مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن وجود مقاتلين رافضين للاستسلام ومتبعين لخيار المقاومة حتى النهاية، ووجود أعداد كبيرة من الألغام المزروعة ضمن مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، لا تزال تمنع قوات سوريا الديمقراطية من فرض سيطرتها الكاملة على المنطقة وإنهاء وجود التنظيم في شرق نهر الفرات، كما أكدت المصادر الأهلية التي تمكنت من الفرار والخروج من الجيب، أن التنظيم يعمد لتنفيذ إعدامات بحق من يعتقله خلال فراره من المنطقة، بتهمة “الخروج إلى بلاد الكفر”، فيما خاطر الذين خرجوا بحياتهم مقابل الوصول للمنطقة، كذلك كان المرصد السوري نشر في الـ 19 من ديسمبر الجاري، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” عمد إلى إعدام 3 من عناصره ضمن جيبه الأخير بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، وذلك بتهمة “تهريب المدنيين” إلى خارج جيب التنظيم نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عند ضفاف نهر الفرات الشرقية، على صعيد متصل تبين أنه من بين الذين تمكنوا من الهروب من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” نحو مناطق قسد، عناصر من التنظيم جرى التعرف عليهم من قبل مدنيين.

ونشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد خلال العمليات العسكرية التي بدأت في الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام الماضي 2018، وحتى اليوم الـ 8 من كانون الثاني / يناير من العام 2019، سقوط خسائر بشرية كبيرة ضمت المئات ممن استشهدوا وقضوا وقتلوا في معارك شرق الفرات وعمليات القصف الصاروخي المرافقة لها وتفجير العربات المفخخة وغيرها من جوانب العملية العسكرية، حيث وثق المرصد السوري مقتل 1087 من مقاتلي وقادة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر من العام 2018، كما ارتفع إلى 602 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين قضوا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، كما وثق المرصد السوري 367 بينهم 130 طفلاً و83 مواطنة، من ضمنهم 205 مواطنين سوريين بينهم 85 طفلاً و54 مواطنة من الجنسية السورية، عدد المدنيين الذين قضوا في القصف على جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، في حين رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن قوات قسد من تحقيق تقدمات هامة تمثلت بالسيطرة على قرية أبو الحسن وقرية البوخاطر وبلدة الشعفة، والواقعة إلى الشرق من بلدة هجين، التي كانت قسد سيطرت عليها قبيل قرار الانسحاب الأمريكي من المنطقة، كما أن المرصد السوري كان رصد تمكن قوات قسد من تحقيق تقدم في مواقع ونقاط في أطراف جيب التنظيم، ضمن محاولة تضييق الخناق بشكل أكبر على التنظيم لحين حصره في بلدتي السوسة والباغوز فوقاني، كذلك رصد المرصد السوري لفظ تنظيم “الدولة الإسلامية” لأنفاسه الأخيرة، ومحاولته بصعوبة البحث عن متنفس، يريحه من الحرب الثقيلة عليه هذه المرة، فخسارته لمعاقل مهمة في آخر ما تبقى له من مناطق، أثقلت كاهله، وجعلته في انحدار مستمر نحو خسارة كاملة تنهي وجوده في الأيام المقبلة في منطقة شرق الفرات التي كانت تعد أقوى مناطق تواجده، وليخسر بذلك آخر المناطق المأهولة، وفيما عدا بلدتي الباغوز فوقاني والسوسة، اللتين تعدان آخر منطقتين مأهولتين بالسكان يسيطر عليها التنظيم على الأراضي السورية، لا يتواجد التنظيم إلا في جيب كبير ممتد بين باديتي دير الزور وحمص وعلى شكل خلايا نائمة في عدة مناطق سورية، حيث لا يزال التنظيم يستميت في محاولة البقاء ضمن آخر منطقتين، ومعاودة توسعة سيطرته عبر استغلال الأحوال الجوية وتنفيذ هجمات معاكسة