دمشق والأكراد وموسكو يرفضون المنطقة العازلة

37

رفضت دمشق والسوريون الأكراد وموسكو اقتراح تركيا إقامة ما تسمى «منطقة عازلة» في الشمال السوري.

ووصفت دمشق تصريحات أردوغان حول استعداد بلاده لإقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا بأنها «غير مسؤولة». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر في وزارة الخارجية قوله: إن تصريحات أردوغان «تؤكد مرة جديدة أن هذا النظام راعي الإرهابيين (…) لا يتعامل إلا بلغة الاحتلال والعدوان، ولا يمكن أن يكون إلا نظاماً مارقاً متهوراً غير مسؤول يتصرف بشكل مستمر، بما يتناقض مع أبسط مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة».

وأضاف المصدر أن الحكومة السورية «تؤكد أن محاولة المساس بوحدة سوريا لن تعتبر إلا عدواناً واضحاً واحتلالاً مباشراً لأراضيها ونشراً وحماية ودعماً للإرهاب الدولي من قبل تركيا». وشدد على أن الحكومة السورية «كانت وما زالت مصممة على الدفاع عن شعبها وحرمة أراضيها ضد أي شكل من أشكال العدوان والاحتلال، بما فيه الاحتلال التركي للأراضي السورية بكل الوسائل والإمكانات».

وأبدى أكراد سوريا رفضهم إقامة «منطقة آمنة» تحت سيطرة تركية في شمال البلاد على الحدود بين البلدين، بموجب مبادرة اقترحتها واشنطن بموافقة أنقرة، في محاولة للحد من تداعيات قرار سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا. أكد مصدر كردي سوري أن أكراد سوريا يرفضون «المنطقة العازلة» التي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستقيمها في شمالي سوريا قرب الحدود مع تركيا. وقال القيادي الكردي سيهانوك ديبو: «لن تكون هذه منطقة عازلة، وإنما هي غزو جديد».

وكان أردوغان قال، أول من أمس، إن تركيا والولايات المتحدة توصلتا، خلال اتصال هاتفي بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى تفاهم له أهمية تاريخية بشأن منطقة عازلة تقيمها تركيا في سوريا على طول الحدود.

وقال ديبو، عضو مكتب العلاقات الدبلوماسية في مجلس سوريا الديمقراطية، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إن القوات لن تقبل منطقة عازلة في المنطقة إلا إذا كانت تحت إشراف الأمم المتحدة وبقرار من مجلس الأمن من أجل «الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومنع تسلل الإرهابيين».

وأكد ألدار خليل، أحد أبرز القياديين الأكراد في سوريا وأحد مهندسي الإدارة الذاتية، رفض أي دور تركي في المنطقة المزمع إقامتها. وقال «تركيا ليست مستقلة وليست حيادية وهذا يعني أنها طرف ضمن هذا الصراع». وقال «يريد ترامب تحقيق هذه المناطق الآمنة عبر التعاون التركي» لكن «أي دور لتركيا سيغيّر المعادلة ولن تكون المنطقة آمنة».

واعتبر أنه «يمكن رسم خط فاصل بين تركيا وشمال سوريا عبر استقدام قوات تابعة للأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام أو الضغط على تركيا لعدم مهاجمة مناطقنا»، مؤكداً أنه «لا يمكن القبول بالخيارات الأخرى لأنها تمسّ سيادة سوريا وسيادة إدارتنا الذاتية». رفض روسي

وسارعت موسكو إلى رفض هذا الاقتراح. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف للصحافيين أمس «نحن على قناعة بأن الحل الوحيد هو نقل هذه المناطق لسيطرة الحكومة السورية». وقال «نؤيد الاتصالات التي بدأت بين ممثلين عن الأكراد والسلطات السورية كي يتمكنوا من العودة إلى حياتهم تحت حكومة واحدة دون تدخل خارجي».

وأكد حصول تقدم في حل النزاع السوري المستمر منذ سبع سنوات وأن التركيز يجب أن يكون على محافظة إدلب في شمال شرق سوريا، التي باتت في وقت سابق هذا الشهر عملياً تحت سيطرة هيئة تحرير الشام التي تهيمن عليها «جبهة النصرة» سابقاً. وتابع «التسوية السورية تتقدم، رغم كونها بالطبع أبطأ مما نرغب أن يكون». وأضاف «الحرب على الإرهاب يجب أن تُنجز. الآن بؤرة الإرهاب هي إدلب».

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن الثلاثاء أن أنقرة مستعدة لإقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا، اقترحها نظيره الأمريكي دونالد ترامب. وأدلى أردوغان بهذه التصريحات غداة مكالمة هاتفية مع ترامب في محاولة للتخفيف من حدة التوتر بعدما هدد ترامب بـ«تدمير» الاقتصاد التركي في حال هاجمت أنقرة القوات الكردية في سوريا.

المصدر : البيان