قوات سوريا الديمقراطية تواصل هجماتها وقصفها على آخر ما تبقى لتنظيم “الدولة الإسلامية” عند ضفاف الفرات الشرقية

20

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تواصل قوات سوريا الديمقراطية عملياتها العسكرية على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي جرى حصاره في آخر 15 كلم مربع من شرق الفرات، حيث تستمر الاشتباكات بين الطرفين على محاور في المنطقة، بالتزامن مع عمليات قصف صاروخي تنفذها قوات سوريا الديمقراطية في محاولات مستمرة لإنهاء التنظيم بشكل كامل من جيبه الأخير عند ضفاف الفرات الشرقية، وكان المرصد السوري نشر منذ ساعات، أنه حصل على تسجيلات صوتية خاصة، أرسلها ذوو مواطنين سوريين، ممن لا يزالون متواجدين في ما تبقى من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، ضمن بلدة الباغوز والمناطق القريبة منها، وأكد المواطنون للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد من الأطفال والسكان في جيب التنظيم، لا يزالون تحت أنقاض مباني دمرها التحالف الدولي عبر ضربات جوية طالت بلدة الباغوز، ولا يعلم ما إذا كان الجميع فارقوا الحياة إلى الآن، حيث أكد السكان أن عمليات إخراج العالقين والمتوفين من تحت أنقاض الدمار، تواجه صعوبة بالغة، نتيجة تحليق طائرات الاستطلاع وطائرات التحالف الدولي في سماء المنطقة، وتنفيذها ضربات لأي تحركات تلاحظها وترصدها في بلدة الباغوز فوقاني، فيما ناشد السكان عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان، التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية للتوصل لهدنة إنسانية، يتم بموجبها فتح ممر آمن للمدنيين المتبقين ومن يرغب بالخروج من الجيب المتبقي للتنظيم بعد استشهاد ومقتل المئات وخروج الآلاف من جيب التنظيم منذ القرار الأمريكي بسحب قواتها من الأراضي السورية

إذ نشر المرصد السوري قبل ساعات أنه ارتفع إلى 23450 عدد الأشخاص الخارجين من جيب التنظيم من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية منذ مطلع شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، من بينهم أكثر من 21400 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 1390 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم، كما أن فارِّين أكدوا للمرصد السوري أن التنظيم بات منهاراً بشكل كبير، ولم يعد بمقدوره الصمود أكثر، حيث يعتمد التنظيم في صده للهجمات، على الألغام المزروعة بكثافة والسيارات والآليات المفخخة وعناصر من “الانتحاريين والانغماسيين”

كما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق 1159 من مقاتلي وقادة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات كما وثق 626 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين قضوا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، كذلك وثق المرصد السوري 373 بينهم 133 طفلاً و86 مواطنة، من ضمنهم 211 مواطنين سوريين بينهم 88 طفلاً و57 مواطنة من الجنسية السورية، عدد المدنيين الذين قضوا في القصف على جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، كذلك كان رصد المرصد السوري إعدام تنظيم “الدولة الإسلامية” لأكثر من 713 معتقل لديه، ممن كانوا اعتقلوا بتهم مختلفة من ضمنهم أمنيين وعناصر في التنظيم حاولوا الانشقاق عنه والفرار من مناطق سيطرته، وجرت عمليات الإعدام داخل مقرات للتنظيم وفي معتقلات وضمن مناطق سيطرته التي انحسرت اليوم إلى بلدات الشعفة والسوسة والباغوز وقرى أبو الحسن والبوبدران والمراشدة والشجلة والكشمة والسافية وضاحية البوخاطر في شرق هجين، والممتدة على ضفاف الفرات الشرقية، مع الجيب الأخير له في باديتي حمص ودير الزور

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان وبعد عمليات القتل الكبيرة التي طالت المدنيين ضمن جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر من العام 2018، تاريخ بدء العملية الأخيرة لإنهاء وجود التنظيم في شرق الفرات، ونتيجة التدمير الكبير وبقاء الكثير من الجثث ومن العالقين تحت أنقاض الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية وقصف التحالف الدولي، نوجه نداءاً إلى التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بوجوب التوصل إلى تهدئة وهدنة إنسانية، تهدف من خلالها إلى إخراج من تبقى من المدنيين من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” الأخير المتمثل ببلدة الباغوز فوقاني ومحيطها وقرى متصلة معها، وإعطاء فرصة للسكان المتبقين بانتشال العالقين والجثامين من تحت أنقاض المباني التي دمرتها طائرات لتحالف الدولي وعمليات القصف المكثف والمتواصلة التي تشهدها المنطقة، ونطالب بالتعجيل حتى يتم تجنب إزهاق المزيد من أرواح المدنيين الذين لا ذنب لهم في هذه الحرب سوى أن الظروف المختلفة حالت دون تمكنهم من الخروج من مناطق سيطرة التنظيم الذي عمد لإعدام كل من حاول إخراج المدنيين نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.