قسد والتحالف يسيطران على آخر بلدة للتنظيم في الأراضي السورية ويتابعان تقدمهما لإنهائه بشكل كامل في شرق الفرات بعد 18 أسبوعاً متواصلاً من العمليات العسكرية

56

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي، عملية تقدمهم في ما تبقى لتنظيم “الدولة الإسلامية” عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن قوات قسد والتحالف تقدمت مجدداً خلال ساعات الليلة الفائتة، حيث تمكنت من استكمال سيطرتها على كامل بلدة البلدة الباغوز فوقاني، ليفقد تنظيم “الدولة الإسلامية” آخر بلدة يتواجد فيها في كامل الأراضي السورية، فيما تعمد قوتا سوريا الديمقراطية لتمشيط البلدة بحثاً عن متوارين فيها، كما تواصل هجومها باتجاه المزارع والتجمعات السكنية المتبقية عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف محافظة دير الزور، حيث رصد المرصد السوري انهياراً كبيراً في صفوف عناصر التنظيم، بعد خروج آلاف المدنيين خلال 24 ساعة من جيب التنظيم بعد خروج سابق للآلاف من ضمنهم المئات من عناصر التنظيم، فضلاً عن مقتل المئات من عناصر التنظيم في العمليات العسكرية التي بدأت في الـ 23 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2019، وفي حال تمكن قوات قسد من السيطرة على المزارع المتبقية، فإنها تكون قد أنهت وجود التنظيم بشكل كامل في شرق الفرات.

وكان رصد المرصد السوري تصاعد أعداد الخسائر البشرية ارتفاعها، منذ بدء العملية العسكرية لإنهاء وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” من كامل منطقة شرق الفرات، حيث ارتفع إلى 388 بينهم 141 طفلاً و86 مواطنة، من ضمنهم 226 مواطناً سورياً بينهم 96 طفلاً و57 مواطنة من الجنسية السورية، عدد المدنيين الذين قضوا في القصف على جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، فيما تسببت المعارك المتواصلة في سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، حيث ارتفع إلى 1168 عدد مقاتلي وقادة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات، في حين ارتفع إلى 630 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين قضوا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، كذلك وثق المرصد السوري كذلك كان رصد المرصد السوري إعدام تنظيم “الدولة الإسلامية” لأكثر من 713 معتقل لديه، ممن كانوا اعتقلوا بتهم مختلفة من ضمنهم أمنيين وعناصر في التنظيم حاولوا الانشقاق عنه والفرار من مناطق سيطرته، وجرت عمليات الإعدام داخل مقرات للتنظيم وفي معتقلات وضمن مناطق سيطرته التي انحسرت اليوم إلى بلدات الشعفة والسوسة والباغوز وقرى أبو الحسن والبوبدران والمراشدة والشجلة والكشمة والسافية وضاحية البوخاطر في شرق هجين، والممتدة على ضفاف الفرات الشرقية، مع الجيب الأخير له في باديتي حمص ودير الزور

في حين نشر المرصد السوري أمس الثلاثاء، أن دفعة جديدة من الخارجين من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” جرى إخراجها وإيصال من خرج من الجيب نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث رصد المرصد السوري خروج أكثر من 1500 شخص من المتبقين من مدنيين وعوائل عناصر التنظيم في جيب التنظيم، من ضمنهم 200 عنصر من التنظيم، على متن شاحنات وعلى متن نحو 90 سيارة خرجوا جميعهم من الجيب ووصلوا لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، كما رصد المرصد السوري خروج 6 شاحنات لم يتم معرفة ما في داخلها إلى الآن، في حين خرجت 3 شاحنات محجملة بالأسلحة التي جرى الاستيلاء عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومع خروج مزيد من الأشخاص من الجيب فإنه يرتفع إلى 4900 تعدد الخارجين من جيب التنظيم خلال الـ 24 ساعة الأخيرة من ضمنهم 470 من عناصر التنظيم، في حين أنه ومع خروج من المزيد من المتواجدين فيما تبقى من جيب التنظيم، فإنه يرتفع إلى 26950عدد الأشخاص الخارجين من جيب التنظيم من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية منذ مطلع شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، من بينهم أكثر من 24900 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 1770 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم، كما أن فارِّين أكدوا للمرصد السوري أن التنظيم بات منهاراً بشكل كبير، ولم يعد بمقدوره الصمود أكثر، حيث يعتمد التنظيم في صده للهجمات، على الألغام المزروعة بكثافة والسيارات والآليات المفخخة وعناصر من “الانتحاريين والانغماسيين”

كذلك نشر المرصد السوري الثلاثاء الفائت أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم مهم جديد، والسيطرة على كامل بلدة السوسة ومحيطها، لتحصره في بلدة الباغوز فوقاني وفي قرى وتجمعات سكنية متصلة معها، تبلغ مساحتها مجتمعة نحو 15 كلم مربع، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدة مصادر موثوقة أن قوات سوريا الديمقراطية خلال تقدمها لا تزال تعيقها الألغام المزروعة بكثافة، في حين تعمد مع التحالف الدولي لاستهداف مواقع التنظيم جوياً في حال حدوث أية مقاومة في المنطقة، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد في الوقت ذاته خروج ودخول عدة عربات همر أمريكية وشاحنات عسكرية من وإلى منطقة الجبه مع ما تبقى من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” الأخير، عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، فيما رجحت المصادر الموثوقة أن تتمكن قسد والتحالف خلال الوقت القليل المقبل، من تحقيق غلبة عسكرية في المنطقة، فيما كان المرصد السوري نشر حينها أن تنظيم “الدولة الإسلامية” يواصل محاولة البقاء على قيد الحياة، داخل آخر ما تبقى له من شرق الفرات، الذي كان يسيطر في بداية تشكيل “خلافته” على أجزاء واسعة منه، إذ عمدت قوات سوريا الديمقراطية مع قوات برية من التحالف الدولي وإسناد ناري من الأخير مع دعم جوي، لتضييق الخناق بشكل أكبر على التنظيم، الذي كان يمتد في منطقة حوض نهر الفرات من جهة الضفة الشرقية، بمساحة واحدة ممتدة من هجين إلى الحدود السورية – العراقية، حيث تمكنت قسد من التقدم وحصر التنظيم في منطقة السوسة وبلدة الباغوز فوقاني، بعد قطع صلته بالأراضي العراقية وتقليص سيطرته في بقية المناطق التي كانت تشكل جيب التنظيم الأخير في منطقة شرق الفرات، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الأهلية أن بضعة مئات من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، غالبيتهم من جنسيات عراقية وآسيوية وجنسيات أخرى عربية وغربية، لا يزالون يحاولون التصدي لتقدم قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، ومحاولة توسعة السيطرة في شرق نهر الفرات، عبر الاعتماد على من تبقى من “الانغماسيين والانتحاريين”، وبواسطة تفجير العربات المفخخة واعتماداً على الألغام المكثفة التي زرعها التنظيم في محيط مناطق تواجده.

رابط الدقة العالية لخريطة تقدم قوات سوريا الديمقراطية، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بريف دير الزور الشرقي، والمنطقة المتبقية لتنظيم “الدولة الإسلامية” المنهار