إيران تعاند العداء الدولي ضدها وتتمدد على طريق طهران – بيروت بعد ضمها لنحو 1300 سوري في صفوفها ووفودها تحض الشبان للتطوع “دفاعاً عن المقدسات الدينية”

35

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، أن مجموع من الشخصيات الدينية، من الطائفة الشيعية، من الجنسية الإيرانية، عمدوا لزيارة مدينة الميادين، الواقعة في غرب نهر الفرات، بريف دير الزور الشرقي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن الوفد زار المدينة ودغل إلى حي التمر المسيطر عليه من قبل القوات الإيرانية في مدينة الميادين، وأجروا اجتماعاً موسعاً بحضور وجهاء وأعيان من مدينة الميادين وريفها، وحضور مخاتير بقرص وسعلو ومحكان والزباري والقورية، والتي تتبع إداراياً لمدينة الميادين، وشخصيات من العوائل المعروفة بمدينة الميادين، وتحدثت المصادر الموثوقة للمرصد السوري عن أن الوفد حض الشبان في المدينة وريفها، على العودة إلى مناطقهم، والالتحاق بصفوف القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، وأن انتساب الشبان المطلوبين أمنياً إلى القوات سالفة الذكر، سيزيل عنهم الملاحقة الأمنية، وأن على الشبان الانضمام لصفوفهم للدفاع عن “المقدسات الدينية”، فيما عمد الوفد بعد الانتهاء إلى زيارة منطقة عين علي التي حولتها القوات الإيرانية إلى مزار للطائفة الشيعية، حيث أقام الإيرانيون حسينية ومزاراً في منطقة عين علي، ورصد المرصد السوري سابقاً مجيء حافلات تقل إيرانيين من “الزوار الشيعة” من إيرانيين وسوريين وعراقيين، وإقامتهم لشعائر مذهبية شيعية في المنطقة التي تشهد تواجداً عسكرياً كبيراً للقوات الإيرانية.

عملية التمدد هذه من قبل القوات الإيرانية، تأتي في الوقت الذي يتصاعد فيه العداء الإقليمي والدولي، لتواجد القوات الإيرانية في الداخل السوري، فيما تعمد القوات الإيرانية إلى محاولة التمدد فكرياً عبر إنشاء أرضية عسكرية من العناصر السوريين الموالين لها، إذ أن هذه القوات وعلى الرغم من كم العداء المتصاعد، لا تزال تعمل على إيجاد مكان لها، وكعادتها تعمل إيران على التوغل فكرياً مع تصاعد صعوبات التوغل عسكرياً، فيما كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة القوات الإيرانية عمليات تجنيد المقاتلين والعناصر ضمن صفوفها، إضافة للتقرب من السكان، وتنفيذ عمليات “تشيُّع”، عبر ضم مزيد من السكان للمذهب الشيعي، من خلال دفع أموال أو تقديم معونات أو محاولة حل قضايا عالقة بالنسبة للسكان

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد ارتفاع عدد المتطوعين في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مؤخراً، إلى نحو 1270 شخصاً من الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة، وذلك ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور، ورصد المرصد السوري ضم عملية التطوع لكل من، المنشقين السابقين عن قوات النظام والراغبين بـ “تسوية أوضاعهم، بالإضافة لمقاتلين سابقين في صفوف خصوم النظام، ومواطنين آخرين من محافظة دير الزور قالت مصادر أن القسم الأكبر منهم من منطقة القورية بريف مدينة الميادين، كما أن عملية إغراء المواطنين، والمتطوعين تأتي عبر راتب شهري، وتخيير في عملية انتقاء مكان الخدمة بين الذهاب للجبهات أو البقاء في مركز التدريب بغرب نهر الفرات، بالإضافة للحصانة من قوات النظام ومن الاعتقال، فيما تجري عملية التطوع مقابل مبالغ مالية ترصد لهم كرواتب كشهرية، وتتفاوت الرواتب من غرب الفرات إلى الجنوب السوري، حيث تبدأ الرواتب من 150 دولار أمريكي، في حين أن محاولات الإيرانيين استمالة المدنيين في مناطق ريف دير الزور الشرقي، على طريق طهران – بيروت، جاءت كمحاولة لتأسيس حاضنة شعبية في المنطقة، تحول دون خسارتها للطريق الاستراتيجي بين العاصمة الإيرانية طهران والعاصمة اللبنانية بيروت، والذي تستخدمه القوات الإيرانية بشكل رئيسي، وتأتي محاولات الاستمالة هذه من خلال محاولة رد حقوق السكان إليهم، ممن جرى الاستيلاء على ممتلكاتهم من قبل متطوعين ومجندين في الميليشيات الإيرانية، لكسب ود السكان وإرضائهم ودفعهم للانضمام إلى صفوفها، كما تجري عمليات توزيع مواد غذائية وألبسة وأغطية ومستلزمات للمعيشة ومسلتزمات للدراسة، تحمل كتابات باللغة الفارسية، كما تعمد القوات الإيرانية في عملية تمددها إلى منع قوات النظام من التجاوز على السكان ورد مستحقات السكان إليهم، حيث بات الأهالي يلجأون للقوات الإيرانية لتحصيل ممتلكاتهم وحقوقهم المسلوبة من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها

عناصر يتبعون للحرس الثوري الإيراني رصد المرصد السوري قيامهم خلال الأسابيع الأخيرة، بالاستيلاء على مسجد ذي النورين ومنازل محيطة به في شارع الكورنيش بالمدينة، وعمدوا لمنع المدنيين وعناصر قوات النظام والدفاع الوطني بالدخول إلى المنطقة أو المرور بها، بدون أوامر من قيادة القوات الموجودة في الميادين، كما عمد عناصر آخرون للاستيلاء على صالة النبلاء ومبنى المالية الجديد، وفرضوا الإجراءات ذاتها، في حين عمد عناصر يتبعون لحزب الله اللبناني بالاستيلاء على المنطقة الممتدة من مفرق الفنش وصولاً إلى فيلا الشعيبي بشارع الأربعين في مدينة الميادين، ومنعت الدخول والخروج إلا بأوامر منها، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه المرة الأولى التي تعمد فيها القوات الإيرانية للتمدد إلى عمق مدينة الميادين، وتوازت هذه الإجراءات مع تسليم عناصر الحرس الثوري لعناصر السوريين وغير السوريين المنضمين حديثاً إلى صفوفه، بطاقات تسمح لهم بالتنقل على حواجز النظام وحلفائه دون التعرض للمساءلة سواء من جهات أمنية أو عسكرية، كما أن المرصد السوري كان رصد سابقاً تمركز الإيرانيين، في نقاط رئيسية بمنطقة الميادين الواقعة إلى الغرب من البوكمال، إذ تمثل هذا الانتشار بمطبخ أفغاني خيري يقوم على تحضير الميليشيات الأفغانية المدعومة إيرانياً بتحضير وتوزيع وجبات غذائية وتوزيعها على السكان والنازحين، كما جرى تحويل الثانوية الشرعية بمدينة الميادين، إلى مركز انتساب للميليشيات الإيرانية والشيعية، وتضم في بعض الأحيان ندوات ومؤتمرات متعلقة بالمذهب الشيعي، كما تتمركز القوات الإيرانية والمسلحين الآسيويين من الطائفة الشيعية في منطقة حاوي مدينة الميادين.

كذلك تنتشر القوات الإيرانية في المنطقة الممتدة بين سوق الأغنام وقلعة الرحبة في الميادين، وتتواجد فيها قوات عسكرية، والتي تمنع دخول وخروج أحد إليها من غير الإيرانيين مدنياً كان أم عسكرياً، وسط تواجد حراسة مشددة وتحليق دائم للطائرات المسيرة في سماء المنطقة، أيضاً كان المرصد السوري نشر في الأسابيع الأخيرة، عن قيام القوات الإيرانية برفع الأذان ضمن ريف دير الزور الشرقي وفقاً للمذهب الشيعي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن حي التمو الواقع على طريق قلعة الرحبة قرب محطة الكهرباء في مدينة الميادين، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، بريف دير الزور الشرقي، شهد تكرار رفع أذان الصلاة في مسجد حي التمو، الذي يتخذه الإيرانيون كحي خاص بهم في المدينة، إذ أكدت المصادر أن الحي يضم أكثر من 250 عنصراً من القوات الإيرانية والميليشيات من الطائفة الشيعية، يتخذون من منازل الحي كسكن لهم، وسمع الأذان يرفع في مسجد الحي، ولاحظ الأهالي الكلمات الخاصة بالأذان وفقاً للمذهب الشيعي، وهي تردد في كافة أوقات الأذان، كما أن المسجد الذي يجري رفع الأذان من خلاله يعد مسجداً خاصاً يمنع على غير الضبط والعناصر من الإيرانيين وأتباع الطائفة الشيعية الدخول إليها، كذلك كان رصد المرصد السوري وصول عشرات العوائل الآسيوية إلى غرب نهر الفرات، قادمة إلى مناطق سيطرة القوات الإيرانية والميلشيات الموالية لها، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن نحو 50 عائلة من عوائل إيرانية وأفغانية، وصلت إلى مدينة الميادين، الواقعة في غرب نهر الفرات، وهي عوائل مقاتلين في الميليشيات الإيرانية والأفغانية من الطائفة الشيعية، إذ تتحدث العوائل هذه باللغة الفارسية واللغات المحكي بها في أفغانستان، وأكدت المصادر أنه جرى توطينهم في منطقة ضهر العلوة بمدينة الميادين، في منازل كان تنظيم “الدولة الإسلامية” استولى عليها سابقاً، بذريعة “وجود أصحابها في بلاد الكفر”، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن عملية وصول العوائل هذه، تأتي بعد فتح الحرس الثوري الإيراني باب “التطويع” في صفوف قواته العاملة على الأراضي السورية ضمن محافظة دير الزور، وذلك للمرة الأولى في ريف محافظة دير الزور، للمواطنين السوريين في المحافظة، وأكدت المصادر أن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها التطوع ضمن صفوف قوات الحرس الثوري الإيراني، حيث كان التطوع سابقاً يشمل فقط الميليشيات الممولة إيرانياً والمدعومة من القوات الإيرانية، كميليشيات حركة النجباء وأبو الفضل العباس وحزب الله، فيما كان غالبية المتطوعين السوريين من محافظات دير الزور وحلب وريف دمشق

المرصد السوري رصد خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة، تصاعد التنافس بين القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها من جانب، وقوات النظام من جانب آخر، حول من تبقى من سكان في مدينة الميادين، بالريف الشرقي لدير الزور، ممن هم في سن الخدمة الإلزامية أو خدمة الاحتياط، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن مخابرات النظام العسكرية، شنت حملة اعتقالات في مدينة الميادين، الواقعة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بغرب نهر الفرات، واقتادتهم لأداء خدمة الاحتياط في صفوف قوات جيش النظام، الذي وصل من عناصر وحلفائه آلاف العناصر إلى مناطق غرب الفرات، على طريق طهران – بيروت الاستراتيجي، فيما تأتي عملية سحب عشرات المدنيين إلى خدمة الاحتياط في صفوف جيش النظام، في تنافس بين قوات النظام والإيرانيين على المدنيين المتبقين في مدينة الميادين، حيث أنه في الوقت الذي تعمد فيه قوات النظام إلى اعتقالات وحملات لسوق الشبان المطلوبين لأداء خدمة الاحتياط، تعمل إيران جاهدة عبر ميليشياتها لضم المزيد من الشبان إلى صفوف بعد أن تمكنت من ضم المئات منهم ضمن قواتها المتمركزة في الميادين وغرب نهر الفرات.