الأكراد يطالبون بمساعدة إنسانية مع خروج المزيد من المحاصرين

17

حقل العمر النفطي (سوريا)– يزداد العبء على قوات سوريا الديمقراطية مع ارتفاع أعداد الخارجين من جيب تنظيم الدولة الإسلامية الأخير في شرق سوريا وبينهم عدد كبير من المواطنين الأجانب من جنسيات مختلفة.

وجددت تلك القوات المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، دعوتها إلى الدول المعنية استعادة مواطنيها وتحمل مسؤولياتها تجاههم.

وتأمل القوات في إجلاء المزيد من المدنيين من النصف كيلومتر مربع الأخير الذي ما زال تحت سيطرة الجهاديين في بلدة الباغوز في شرق سوريا، ليصبح بإمكانها استعادة كامل المنطقة من أيدي التنظيم المتطرف وإعلان النصر النهائي عليه.

وأجلت قوات سوريا الديمقراطية منذ الأربعاء أكثر من خمسة آلاف شخص، غالبيتهم من نساء وأطفال من عائلات الجهاديين فضلاً عن رجال يشتبه بانتمائهم للتنظيم المتطرف.

مقاتلون أجانب

لم يخرج منذ مساء الجمعة أي دفعة جديدة من المدنيين. وليس واضحا أيضا ما اذا كانت دفعة جديدة ستخرج الأحد من الباغوز.

ويتم نقل الخارجين من الجيب الأخير الى منطقة في وسط صحراء ريف دير الزور الشرقي، حيث تتم عملية الفرز بين مدنيين ومشتبه بانتمائهم إلى التنظيم المتطرف، ثم نقلهم إلى مخيم الهول للنازحين شمالاً أو مراكز اعتقال.

وكتب مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي في تغريدة على تويتر “مع فرار آلاف الأجانب من الخلافة المتداعية، يصبح العبء علينا أكبر”.

وأضاف “هذا سيبقى العبء الأكبر علينا إلا اذا تحركت الحكومات (المعنية) وتحملت مسؤولية مواطنيها”.

واعتقلت قوات سوريا الديمقراطية خلال المعارك التي خاضتها ضد التنظيم المتطرف، مئات من المقاتلين الأجانب غير السوريين والعراقيين من جنسيات عدة أبرزها البريطانية والفرنسية والألمانية. وقد طالبت مرارا الدول المعنية باستعادة مواطنيها.

وطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الدول الأوروبية قبل أيام استعادة قرابة 800 جهادي أجنبي ومحاكمتهم لديها. وأوضح رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية عبدالكريم عمر أن “عدد المقاتلين وأفراد عائلاتهم الذي تدفقوا إلينا يزداد بشكل هائل”.

وشدد على أن الإدارة الذاتية الكردية لا تستطيع “تحمل هذا العبء وحدها”، موضحاً “ليس لدينا البنية التحتية لاستيعاب هذا النزوح الهائل، حتى معتقلاتنا لا تستوعب هذا العدد”.

ومن شأن استكمال اجلاء المحاصرين من جيب التنظيم الأخير أن يحدد ساعة الصفر لقوات سوريا الديمقراطية من أجل حسم المعركة سواء عبر استسلام الجهاديين أو إطلاق الهجوم الأخير ضدهم.

عبء كبير

ولا تتوفّر لدى القوات راهناً أي تقديرات لعدد مقاتلي التنظيم في الموقع، الذين يتحصن عدد كبير منهم في أنفاق وأقبية تحت الأرض.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية قبل أسبوع إن قواتها باتت “تتحرك بحذر” بعد تضييق الخناق على مقاتلي التنظيم، لإفساح المجال أمام المدنيين بالخروج، بعدما فاق عددهم توقعاتها. واتهمت التنظيم باستخدامهم كـدروع بشرية”.

وبعد انهاء عملية التفتيش والتدقيق الأولي في الهويات وجمع المعلومات الشخصية، يُنقل المدنيون لا سيما النساء والأطفال إلى مخيم الهول شمالاً، الواقع على بعد ست ساعات عن الباغوز، بينما يتم إيداع المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة الاسلامية في مراكز تحقيق خاصة.

ويكتظ مخيم الهول الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية في محافظة الحسكة (شمال شرق)، مع وصول المزيد من الأشخاص إليه.

ويؤوي المخيم الذي يضم قسماً خاصاً بعائلات الجهاديين، أربعين ألف شخص، وفق ما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة في تغريدات على تويتر ليل الجمعة.

وتوقعت الأمم المتحدة وصول “آلاف آخرين خلال الساعات والأيام المقبلة إلى المخيم، ما سيرتّب ضغطاً إضافياً على الخدمات الرئيسية”.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية ناشدت في وقت سابق المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة التدخل بشكل أكبر لتأمين حاجات الفارين، كون الأمر بات يفوق إمكانية الإدارة الذاتية.

وأكد عمر “هناك ضغط كبير علينا في المخيمات خاصة مخيم الهول، الذي يضم عدداً كبيراً من النازحين والسوريين بالإضافة إلى عوائل داعش”.

وأضاف أن “المجتمع الدولي لا يتحمل مسؤوليته”. وتابع “نحن نعاني من عبء كبير لا نستطيع أن نتحمله وحدنا، هؤلاء الاشخاص لديهم حاجات يومية كالمواد الصحية وحليب الأطفال”.

ومنذ ديسمبر، أحصت الأمم المتحدة وفاة 60 طفلاً خلال رحلة الخروج من جيب التنظيم في شرق سوريا أو بعد وصولهم إلى المخيم، في حين قالت لجنة الإنقاذ الدولية التي تتواجد طواقمها داخل المخيم الجمعة إن العدد ارتفع إلى 69 على الأقل. وأوضحت أن ثلثي عدد المتوفين هم من الأطفال تقل أعمارهم عن سنة.

وعلى وقع التقدم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركية، فرّ نحو 46 ألفاً تباعاً من مناطق سيطرة التنظيم منذ ديسمبر، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

المصدر: العرب