بعد إعدامات طالت أكثر من 6200 مدني ومقاتل وعسكري… التنظيم يعدل عن الإعدام ويستغل الأسرى ويبادلهم بالغذاء في شهر “خلافته” الـ 56

47

انتهى تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة في شرق الفرات، وبقي له من الأراضي تحت سطوته ونفوذه نحو 4000 كلم مربع في البادية السورية، بالإضافة لمزارع وأنفاق يتواجد فيها، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وبعد إعدامات طالت آلاف المدنيين ومئات المقاتلين من عناصره ومن الفصائل المقاتلة والإسلامية وقوات سوريا الديمقراطية وجبهة النصرة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها والجنود الأتراك، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تحول التنظيم لوجهة أخرى تخدم مصالحه قبل نهايته المرتقبة، حيث عمد التنظيم لعمليات اتجار بالأسرى لديه، عبر تسليم مجموعة من الأسرى من قوات سوريا الديمقراطية لديه للأخيرة، بلغ تعدادهم نحو 35 مقاتلاً، مقابل إدخال مساعدات غذائية إلى مزارع الباغوز عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وهذا المبدأ يأتي بعد أن استخدم الإعدامات كرسائل محلية وإقليمية ودولية، حيث أنه على الرغم من انهياره وتهاويه المتسارع في الأراضي السورية، إلا أن الشهر الـ 56 من عمر “خلافته”، شهد استمرار سفك الدماء على الأراضي السورية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق خلال الشهر الـ 56 من إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية” لـ “دولة الخلافة”، تنفيذ التنظيم لـ 3 عمليات إعدام في الأراضي السورية، حيث نفذت عمليات الإعدام في دير الزور، خلال الفترة الممتدة بين 29 من كانون الثاني / يناير الجاري، من العام 2019 والـ 28 من شباط من العام ذاته

حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان إعدام عنصرين اثنين من قوات سوريا الديمقراطية، وإعدام قيادي عراقي من التنظيم

ليرتفع إلى 6212 من المدنيين والمقاتلين وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن أعدمهم التنظيم بمناطق سيطرته في الأراضي السورية، خلال 56 شهراً على إعلانه عن “خلافته” في 29 / 6 / 2014 وحتى فجر اليوم 28 / 2 / 2019

حيث بلغ 3691 مواطناً مدنياً بينهم 128 طفلاً و180 مواطنة عدد الذين أعدمهم تنظيم “الدولة الإسلامية” رمياً بالرصاص، أو بالنحر أو فصل الرؤوس عن الأجساد أو الرجم أو الرمي من شاهق أو الحرق في محافظات دمشق وريف دمشق ودير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة، من ضمنهم 3 مجازر نفذها التنظيم في محافظات دير الزور وحلب وحماة، بينهم الناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان سامي جودت الرباح “أبو إسلام”، كما أعدم التنظيم أكثر من 930 مواطناً من العرب السنة من أبناء عشيرة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، و223 مواطناً مدنياً كردياً قتلهم التنظيم بإطلاق نار وبالأسلحة البيضاء في مدينة عين العرب (كوباني) وقرية برخ بوطان بالريف الجنوبي للمدينة، و46 مواطناً مدنياً أعدمهم التنظيم في قرية المبعوجة التي يقطنها مواطنون من الطوائف الاسماعيلية والسنية والعلوية بالريف الشرقي لمدينة سلمية، وذلك حرقاً وذبحاً وبإطلاق النار من قبل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، و85 بينهم 10 أطفال و8 مواطنات، من عوائل مسلحين موالين للنظام وقوات الدفاع الوطني أعدمهم التنظيم في منطقة البغيلية بمدينة دير الزور.

كما بلغ 469 عدد مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وقوات سوريا الديمقراطية الذين أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية، بعد ما استطاع أسرهم، نتيجة الاشتباكات التي تدور بين التنظيم والفصائل المذكورة أو اعتقلهم على الحواجز التي نشرها التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.

كذلك أعدم تنظيم “الدولة الإسلامية” 692 من عناصره، بعضهم بتهمة “الغلو والتجسس لصالح دول أجنبية والعمالة للتحالف الصليبي ومحاولة الفرار والتولي يوم الزحف ومحاولة الانشقاق” وغالبيتهم أعدموا بعد اعتقالهم من التنظيم إثر محاولتهم العودة إلى بلدانهم، وبتهمة “الزنا” ومن ضمنهم عنصر نسائي

كما أعدم التنظيم 1358 من ضباط وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وذلك بعدما تمكن من أسرهم في معاركه مع قوات النظام أو القى القبض عليهم على حواجزه في المناطق التي يسيطر عليها.

وجنديان من القوات التركية أعدمهما تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر “حرقهما” بعد أسرهما في ريف حلب الشمالي الشرقي.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومع استمرار الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين السوريين، ورغم التهديدات بالقتل التي تلقيناها من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن كافة القتلة في سوريا، يجدد تعهده بالاستمرار في عمله برصد وتوثيق ونشر كافة الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، مطالبتنا لمجلس الأمن الدولي، بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا، إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم، أيضاً فإننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، حذرنا سابقاً وقبل إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن “دولة خلافته” في سوريا والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين، ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمل تنظيم “الدولة الإسلامية واستغل مأساة أطفاله، عبر تجنيدهم بما يعرف بـ “أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثرواته الباطنية ووضعها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات التي كانت مشرعة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، دعوتنا لمجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات والدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان في العالم، للعمل الفوري من أجل وقف الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري، من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” ونظام بشار الأسد، وجميع مرتكبيها، بغض النظر عن الطرف الذي ينتمون إليه، وإنشاء محاكم مختصة لمحاكمتهم، كما ندعوهم لمساعدة الشعب السوري من أجل الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، التي تحفظ حقوق كافة مكونات الشعب السوري دون التمييز بين الأديان والطوائف والاثنيات، التي كانت ولا تزال وستبقى تتعايش من أجل مستقبل مزهر لسوريا على الرغم من الحملات الإعلامية التي تعمل على تدمير البنى الاجتماعية للوطن السوري.