الميليشيات الموالية لحزب الله وإيران تواصل تجنييد العشرات في درعا رافعة إلى 2660 عدد المتطوعين والمجندين لصالحهم في الجنوب السوري

68

يشهد الجنوب السوري في عمومه ومحافظة درعا على وجه الخصوص استمرار عمليات (التشيُّع) من قبل عرابين يعملون لصالح حزب الله اللبناني والإيرانيين، حيث رصد المرصد السوري توسع عمليات استقطاب الشبان والرجال المدنيين منهم أو من المقاتلين السابقين للفصائل ممن أجروا “مصالحات وتسويات” وذلك بمغريات مادية مستغلين الأوضاع المعيشية السيئة التي تعيشها محافظة درعا في ظل سيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية لها عليها، إذ علم المرصد السوري أن العشرات من أبناء درعا انضموا إلى الميليشيات الموالية لإيران وحزب الله بعد خضوعهم لمعسكرات تدريبية في شرق درعا، حيث تم تخريج دفعة جديدة منهم ضمن منطقة اللجاة التي باتت أرض خصبة لمعسكرات المليشيات الإيرانية وحزب الله لتجنييد الشبان في صفوفهم وتدريبهم، ليبقى أهالي محافظة درعا بين مطرقة الروس وسنديان الإيرانيين وحزب الله، فضلاً عن عجز قوات النظام في ضبط الفلتان الأمني المتصاعد في المحافظة في ظل جميع الظروف الإنسانية السيئة التي تعيشها درعا، فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول عدد المتطوعين في الجنوب السوري إلى أكثر من 2660 متطوعاً.

ونشر المرصد السوري خلال الأسابيع الفائتة، أن الجنوب السوري هو الآخر شهد عمليات تطويع واسعة من قبل القوات الإيرانية، التي عادت بعد انسحابها العسكري، على شكل حملات تطويع وتجنيد في صفوفها، للعناصر السورية، إضافة لمحاولة “تشيُّع” للسكان، من خلال دفع رواتب، كما شوهد عناصر من القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها مراراً وهي تتجول في ريفي درعا والقنيطرة، في الوقت الذي تعمل فيه روسيا لتصعيد عملية إقصاء الإيرانيين عن مراكز القرار والتحكم بالتفاصيل السورية، من خلال محاولة كف يد الإيرانيين في الساحل السوري وريفي حمص وحماة، وتحجيم الدور الإيراني في إدلب ومحافظة حلب، إلا أن الانتشار الإيراني الواسع على الأصعدة العسكرية والفكرية والمذهبية، يحول دون تمكن الروس من لي ذراع الإيرانيين في الوقت الحالي، على الرغم من التوجه العالمي والعربي بخاصة لمحاربة الوجود الإيراني وبخاصة على الأرض السورية، في الوقت الذي تعمد فيه تركيا لموازنة علاقاتها مع الجانب الإيراني بشكل كبير.

المرصد السوري رصد ضم عملية التطوع لكل من، المنشقين السابقين عن قوات النظام والراغبين بـ “تسوية أوضاعهم، بالإضافة لمقاتلين سابقين في صفوف خصوم النظام، ومواطنين آخرين من محافظة دير الزور قالت مصادر أن القسم الأكبر منهم من منطقة القورية بريف مدينة الميادين، كما أن عملية إغراء المواطنين، والمتطوعين تأتي عبر راتب شهري، وتخيير في عملية انتقاء مكان الخدمة بين الذهاب للجبهات أو البقاء في مركز التدريب بغرب نهر الفرات، بالإضافة للحصانة من قوات النظام ومن الاعتقال، فيما تجري عملية التطوع مقابل مبالغ مالية ترصد لهم كرواتب كشهرية، وتتفاوت الرواتب من غرب الفرات إلى الجنوب السوري، حيث تبدأ الرواتب من 150 دولار أمريكي إلى مبلغ نحو 300 دولار أمريكي، تبعاً لقربها من الحدود السورية مع الجولان السوري المحتل، فكلما باتت المسافة أقرب ازداد الراتب للعناصر المتطوعين، في حين أن محاولات الإيرانيين استمالة المدنيين في مناطق ريف دير الزور الشرقي، على طريق طهران – بيروت، جاءت كمحاولة لتأسيس حاضنة شعبية في المنطقة، تحول دون خسارتها للطريق الاستراتيجي بين العاصمة الإيرانية طهران والعاصمة اللبنانية بيروت، والذي تستخدمه القوات الإيرانية بشكل رئيسي، وتأتي محاولات الاستمالة هذه من خلال محاولة رد حقوق السكان إليهم، ممن جرى الاستيلاء على ممتلكاتهم من قبل متطوعين ومجندين في الميليشيات الإيرانية، لكسب ود السكان وإرضائهم ودفعهم للانضمام إلى صفوفها، كما تجري عمليات توزيع مواد غذائية وألبسة وأغطية ومستلزمات للمعيشة ومسلتزمات للدراسة، تحمل كتابات باللغة الفارسية، كما تعمد القوات الإيرانية في عملية تمددها إلى منع قوات النظام من التجاوز على السكان ورد مستحقات السكان إليهم، حيث بات الأهالي يلجأون للقوات الإيرانية لتحصيل ممتلكاتهم وحقوقهم المسلوبة من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها