إيران المتمددة فكرياً ومذهبياً وعسكرياً بأكثر من 3850 مجنداً ومتطوعاً تجابه الرفض الروسي والأخيرة تسعى لكبح جماح السيطرة الإيرانية الواسعة في سوريا

116

تتواصل الصراعات على المقدرات السورية وعلى النفوذ في البلاد، من قبل قوات تحاول الامتداد في الداخل السوري بطرق ووسائل متنوعة، منها السياسي والعسكري والاقتصادي وصولاً للطرق المذهبية والفكرية، وفي الوقت الذي تدعي فيه الأطراف الدولية توجهها نحو الحل السلمي وما أشبه، فإن القوى ذاتها، تعمل على توسعة نطاق سيطرتها في الداخل السوري، فيما يستعر الصراع الناعم بين إيران والميليشيات العسكرية الموالية لها من جهة، والروس وأتباعهم ومواليهم على الأراضي السورية من جهة أخرى، فيما باتت البادية السورية ومعظم الأراضي السورية، ساحة للصراع، إذ رصد المرصد السوري ارتفاع عدد المتطوعين في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مؤخراً، لنحو 1385 شخصاً من الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة، وذلك ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور، في حين تصاعد تعداد المتطوعين في الجنوب السوري إلى أكثر من 2470 متطوع، في تواصل مستمر لعملية التمدد الإيراني في الداخل السوري بشكل عسكري، من غرب نهر الفرات إلى الجنوب السوري والحدود مع الجولان السوري المحتل، في الوقت الذي تنفذ فيه الطائرات الإسرائيلية ضربات وغارات تطال مواقعها في الأراضي السورية

هذا التمدد الإيراني لم يلقَ قبولاً من الروس وأتباعهم ومواليهم على الأراضي السورية، فالتمدد الإيراني من غرب نهر الفرات إلى الجنوب السوري ومن الحدود السورية – العراقية إلى الساحل السوري، بات قوياً ومترسخاً، في الوقت الذي تعمل فيه روسيا على كبح الجماح الإيراني في سوريا، وتجلت هذه الخطوات كذلك باستبدال حواجز الميليشيات الموالية لإيران والنظام، في محيط منطقة اتفاق بوتين – أردوغان بالمنطقة منزوعة السلاح، بعناصر من قوات الفيلق الخامس الموالي لروسيا والمدعوم منها، وبعد تلاشي التنظيم وانتهائه في منطقة الباغوز وشرق الفرات كقوة عسكرية مسيطرة، فإن عمليات الفرار من جيب التنظيم الكبير ضمن البادية السورية لا تزال متواصلة من هذه البقعة الجغرافية الأخيرة لها الواقعة في البادية السورية بشمال شرق تدمر، والممتدة إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، حيث رصد المرصد السوري فرار عناصر من التنظيم من الجيب هذا، من خلال عمليات تهريب ينظمها عناصر من الميليشيات الموالية لإيران والنظام لإيصالهم لتخوم محافظة إدلب ومناطق سيطرة الفصائل وهيئة تحرير الشام، مقابل دفع مبلغ مالي قدره 1500 دولار للشخص الواحد، حيث جرت عمليات تهريب للعشرات، وأكدت المصادر الموثوقة أن عمليات التهريب تتم من خلال نقل عناصر التنظيم وعوائلهم على متن سيارات عسكرية، وبطرق مختلفة للوصول إلى المعابر مناطق التماس مع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في إدلب، وكان رصد المرصد السوري خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، صراعاً بين الروس والإيرانيين على النفوذ ليس لأجل النفوذ فقط، بل هو صراع مالي، على القوت، صراع على النهب والسلب، صراع على جيوب السوريين وأموالهم، وصراع لإشباع جشع الاثنين، إذ حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات أكدتها له مصادر موثوقة بأن الصراع هذا بين الطرفين الحليفين للنظام السوري تحول لصراع على الحواجز والسلطة ونقاط التفتيش في البادية السورية وفي المنطقة الممتدة من حمص إلى الصفاف الغربية لنهر الفرات، حيث رصد المرصد السوري وجود نحو 40 حاجزاً للميليشيات الموالية لإيران والميليشيات الموالية لروسيا، من أطراف مدينة حمص وصولاً إلى مدينة البوكمال في القطاع الشرقي من ريف دير الزور عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، حيث تتنافس هذه الحواجز وتتصارع على نقاط التفتيش التي تدر عليهم أرباحاً يومية هائلة ومبالغ خيالية، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن عملية الأتاوات المفروضة عليهم وصلت لنحو 100 مليون ليرة سورية على دفعة من الصهاريج المحملة بالنفط ومشتقاته، حيث لا يسمح لهذه الصهاريج على وجه الخصوص بالمرور دون دفع أتاوات

كما أن القوات الإيرانية وسط هذا العداء، تواصل عمليات توغلها الفكري لتوسعة نفوذها العسكري وسيطرتها، داخل الأراضي السورية، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة القوات الإيرانية تحركاتها في تنفيذ مزيد من عمليات “التشيُّع”، عبر ضم المزيد من السكان للمذهب الشيعي، من خلال دفع أموال أو تقديم معونات أو محاولة حل قضايا عالقة بالنسبة للسكان، وكان آخر ما وثقه، في الوقت الذي كان فيه بداية الكف الروسي ليد إيران داخل الأراضي السورية، وإبعادها عن الحلول الداخلية، والمشاركة فيها، على الرغم من التمدد الإيراني العسكري وعلى مستوى المفاوضات، كانت بعد وقف العملية العسكرية لقوات النظام وحلفائها عقب السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري، والاكتفاء بما تقدمت إليه قوات النظام عقب تمكنها من السيطرة على عدد كبير من القرى في القطاعين الشرقي والجنوبي الشرقي من ريف إدلب، وامتناع الروس والنظام عن التقدم لفك الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشمالي الشرقي، اللتين كانا يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية مع آلاف المقاتلين من أبناء البلدتين، لتمتنع إيران وحلفاءها عن المشاركة في عملية الغوطة الشرقية، أو جرى منعها من قبل الروس، في حين لم تعمد روسيا لبدء عمليات الجنوب، إلا بعد توافق روسي – إقليمي، على عودة إيران وحزب الله اللبناني، لمسافة 40 كلم عن الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل، وبعد انسحابها بشكل عسكري، بدأت عملية السيطرة على الجنوب السوري، في حين كان المرصد السوري رصد في وقت سابق اقتراح الروس بانسحاب حزب الله والإيرانيين وتوجههما نحو غرب الفرات لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد رفض توجه القوات الإيرانية وحزب الله إلى الجنوب السوري، وجرى ذلك خلال المفاوضات التي جرت حول جنوب دمشق وريف دمشق الجنوبي، وفي الوقت الذي تعمل فيه روسيا لتصعيد عملية إقصاء الإيرانيين عن مراكز القرار والتحكم بالتفاصيل السورية، من خلال محاولة كف يد الإيرانيين في الساحل السوري وريفي حمص وحماة، وتحجيم الدور الإيراني في إدلب ومحافظة حلب، إلا أن الانتشار الإيراني الواسع على الأصعدة العسكرية والفكرية والمذهبية، يحول دون تمكن الروس من لي ذراع الإيرانيين في الوقت الحالي، على الرغم من التوجه العالمي والعربي بخاصة لمحاربة الوجود الإيراني وبخاصة على الأرض السورية، في الوقت الذي تعمد فيه تركيا لموازنة علاقاتها مع الجانب الإيراني بشكل كبير، كما أن المرصد السوري كان رصد ضم عملية التطوع لكل من، المنشقين السابقين عن قوات النظام والراغبين بـ “تسوية أوضاعهم، بالإضافة لمقاتلين سابقين في صفوف خصوم النظام، ومواطنين آخرين من محافظة دير الزور قالت مصادر أن القسم الأكبر منهم من منطقة القورية بريف مدينة الميادين، كما أن عملية إغراء المواطنين، والمتطوعين تأتي عبر راتب شهري، وتخيير في عملية انتقاء مكان الخدمة بين الذهاب للجبهات أو البقاء في مركز التدريب بغرب نهر الفرات، بالإضافة للحصانة من قوات النظام ومن الاعتقال، فيما تجري عملية التطوع مقابل مبالغ مالية ترصد لهم كرواتب كشهرية، وتتفاوت الرواتب من غرب الفرات إلى الجنوب السوري، حيث تبدأ الرواتب من 150 دولار أمريكي إلى مبلغ نحو 300 دولار أمريكي، تبعاً لقربها من الحدود السورية مع الجولان السوري المحتل، فكلما باتت المسافة أقرب ازداد الراتب للعناصر المتطوعين، في حين أن محاولات الإيرانيين استمالة المدنيين في مناطق ريف دير الزور الشرقي، على طريق طهران – بيروت، جاءت كمحاولة لتأسيس حاضنة شعبية في المنطقة، تحول دون خسارتها للطريق الاستراتيجي بين العاصمة الإيرانية طهران والعاصمة اللبنانية بيروت، والذي تستخدمه القوات الإيرانية بشكل رئيسي، وتأتي محاولات الاستمالة هذه من خلال محاولة رد حقوق السكان إليهم، ممن جرى الاستيلاء على ممتلكاتهم من قبل متطوعين ومجندين في الميليشيات الإيرانية، لكسب ود السكان وإرضائهم ودفعهم للانضمام إلى صفوفها، كما تجري عمليات توزيع مواد غذائية وألبسة وأغطية ومستلزمات للمعيشة ومسلتزمات للدراسة، تحمل كتابات باللغة الفارسية، كما تعمد القوات الإيرانية في عملية تمددها إلى منع قوات النظام من التجاوز على السكان ورد مستحقات السكان إليهم، حيث بات الأهالي يلجأون للقوات الإيرانية لتحصيل ممتلكاتهم وحقوقهم المسلوبة من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها

في حين رصد المرصد السوري تنفيذ الفيلق الخامس المنشأ من قبل روسيا، حملة اعتقالات بحق نحو 15 عنصر من مليشيات الدفاع الوطني في ريف حماة، حيث ترافقت حينها عملية الاعتقال التي تحدث البعض عن أنها لميليشيا مقربة من القوات الإيرانية، مع إطلاق رصاص، ولا صحة لأي معلومات تحدثت حينها عن وقع معارك بين مليشيات موالية للنظام وقواته وبين الفيلق الخامس الذي أنشأته روسيا والتي أفضت وفق المزاعم لعشرات القتلى بين الطرفين، كما أن المرصد السوري رصد خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة، تصاعد التنافس بين القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها من جانب، وقوات النظام من جانب آخر، حول من تبقى من سكان في مدينة الميادين، بالريف الشرقي لدير الزور، ممن هم في سن الخدمة الإلزامية أو خدمة الاحتياط، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن مخابرات النظام العسكرية، شنت حملة اعتقالات في مدينة الميادين، الواقعة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بغرب نهر الفرات، واقتادتهم لأداء خدمة الاحتياط في صفوف قوات جيش النظام، الذي وصل من عناصر وحلفائه آلاف العناصر إلى مناطق غرب الفرات، على طريق طهران – بيروت الاستراتيجي، فيما تأتي عملية سحب عشرات المدنيين إلى خدمة الاحتياط في صفوف جيش النظام، في تنافس بين قوات النظام والإيرانيين على المدنيين المتبقين في مدينة الميادين، حيث أنه في الوقت الذي تعمد فيه قوات النظام إلى اعتقالات وحملات لسوق الشبان المطلوبين لأداء خدمة الاحتياط، تعمل إيران جاهدة عبر ميليشياتها لضم المزيد من الشبان إلى صفوف بعد أن تمكنت من ضم المئات منهم ضمن قواتها المتمركزة في الميادين وغرب نهر الفرات، كما أن المرصد السوري كان رصد سابقاً تمركز الإيرانيين، في نقاط رئيسية بمنطقة الميادين الواقعة إلى الغرب من البوكمال، إذ تمثل هذا الانتشار بمطبخ أفغاني خيري يقوم على تحضير الميليشيات الأفغانية المدعومة إيرانياً بتحضير وتوزيع وجبات غذائية وتوزيعها على السكان والنازحين، كما جرى تحويل الثانوية الشرعية بمدينة الميادين، إلى مركز انتساب للميليشيات الإيرانية والشيعية، وتضم في بعض الأحيان ندوات ومؤتمرات متعلقة بالمذهب الشيعي، كما تتمركز القوات الإيرانية والمسلحين الآسيويين من الطائفة الشيعية في منطقة حاوي مدينة الميادين، كما أكدت المصادر الموثوقة أن الإيرانيين أقاموا حسينية ومزاراً في منطقة نبع عين علي الواقعة ما بين الميادين ومحكان، حيث رصد المرصد السوري مجيء حافلات تقل إيرانيين من “الزوار الشيعة” من إيرانيين وسوريين وعراقيين، وإقامتهم لشعائر مذهبية شيعية في المنطقة التي تشهد تواجداً عسكرياً كبيراً للقوات الإيرانية، كذلك تنتشر القوات الإيرانية في المنطقة الممتدة بين سوق الأغنام وقلعة الرحبة في الميادين، وتتواجد فيها قوات عسكرية، والتي تمنع دخول وخروج أحد إليها من غير الإيرانيين مدنياً كان أم عسكرياً، وسط تواجد حراسة مشددة وتحليق دائم للطائرات المسيرة في سماء المنطقة، كما رصد المرصد السوري تواجداً للقوات الإيرانية في ريف مدينة سلمية، بالقطاع الشرقي من ريف حماة، في مراكز تدريب ومراكز تطويع في الصبورة ومناطق أخرى من ريف حماة، مع تواجد اسبق لها في اللواء 47 بريف حماة، كما تتواجد في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي وفي خطوط تماس مع الفصائل بريف حلب الجنوبي، والبادية السورية ومناطق سورية أخرى من أرياف حمص وحماة وريف دمشق.

أيضاً كان المرصد السوري نشر في الأسابيع الأخيرة، عن قيام القوات الإيرانية برفع الأذان ضمن ريف دير الزور الشرقي وفقاً للمذهب الشيعي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن حي التمو الواقع على طريق قلعة الرحبة قرب محطة الكهرباء في مدينة الميادين، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، بريف دير الزور الشرقي، شهد تكرار رفع أذان الصلاة في مسجد حي التمو، الذي يتخذه الإيرانيون كحي خاص بهم في المدينة، إذ أكدت المصادر أن الحي يضم أكثر من 250 عنصراً من القوات الإيرانية والميليشيات من الطائفة الشيعية، يتخذون من منازل الحي كسكن لهم، وسمع الأذان يرفع في مسجد الحي، ولاحظ الأهالي الكلمات الخاصة بالأذان وفقاً للمذهب الشيعي، وهي تردد في كافة أوقات الأذان، كما أن المسجد الذي يجري رفع الأذان من خلاله يعد مسجداً خاصاً يمنع على غير الضبط والعناصر من الإيرانيين وأتباع الطائفة الشيعية الدخول إليها، كذلك كان رصد المرصد السوري وصول عشرات العوائل الآسيوية إلى غرب نهر الفرات، قادمة إلى مناطق سيطرة القوات الإيرانية والميلشيات الموالية لها، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن نحو 50 عائلة من عوائل إيرانية وأفغانية، وصلت إلى مدينة الميادين، الواقعة في غرب نهر الفرات، وهي عوائل مقاتلين في الميليشيات الإيرانية والأفغانية من الطائفة الشيعية، إذ تتحدث العوائل هذه باللغة الفارسية واللغات المحكي بها في أفغانستان، وأكدت المصادر أنه جرى توطينهم في منطقة ضهر العلوة بمدينة الميادين، في منازل كان تنظيم “الدولة الإسلامية” استولى عليها سابقاً، بذريعة “وجود أصحابها في بلاد الكفر”، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن عملية وصول العوائل هذه، تأتي بعد فتح الحرس الثوري الإيراني باب “التطويع” في صفوف قواته العاملة على الأراضي السورية ضمن محافظة دير الزور، وذلك للمرة الأولى في ريف محافظة دير الزور، للمواطنين السوريين في المحافظة، وأكدت المصادر أن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها التطوع ضمن صفوف قوات الحرس الثوري الإيراني، حيث كان التطوع سابقاً يشمل فقط الميليشيات الممولة إيرانياً والمدعومة من القوات الإيرانية، كميليشيات حركة النجباء وأبو الفضل العباس وحزب الله، فيما كان غالبية المتطوعين السوريين من محافظات دير الزور وحلب وريف دمشق.

كذلك نشر المرصد السوري قبل أكثر من 24 ساعة أنه تجاوز التصعيد الإسرائيلي عاماً كاملاً من بدء التصعيد في مطلع نيسان / أبريل الفائت من العام المنصرم 2018، وحتى يوم الـ 13 من نيسان / أبريل من العام الجاري 2019، فيما يواصل المرصد السوري لحقوق الإنسان، رصد التصعيد الإسرائيلي سواء بضربات صاروخية أو بغارات من الطائرات الإسرائيلية، والتي استهدفت مواقع إيرانية وأخرى تابعة للميليشيات العاملة تحت إمرتها ومواقع حزب الله اللبناني، وآخر ما استهدفت هذه الضربات هي مدرسة المحاسبة في مدينة مصياف ومركز تطوير صواريخ متوسطة المدى في قرية الزاوي ومعسكر الطلائع في قرية الشيخ غضبان بريف مصياف، والتابعة للقوات الإيرانية، وقوات النظام السوري، حيث كانت الضربات الإسرائيلية استهدفت موقع منطقة الزاوي في الـ 23 من تموز / يوليو من العام الفائت 2018، فيما استهدفت الضربات قبل الأخيرة مطار حلب الدولي والمنطقة الواصلة إلى المدينة الصناعية، ومحيط مطار دمشق الدولي، ومستودعات أسلحة وذخيرة في ضواحي بانياس وجبال مصياف في الساحل السوري وريف حماة الغربي ومحيط مطار دمشق الدولي وضواحي العاصمة دمشق، و”مركز اطمئنان للدعم” تابع للحرس الثوري الإيراني والواقع على مقربة من مطار النيرب العسكري عند أطراف مدينة حلب الشرقية، ومطار المزة العسكري، ومنطقة الهري بريف دير الزور، ومناطق في ريف القنيطرة الشمالي والأوسط، ومطار الضبعة العسكري بريف حمص الجنوبي الغربي، وحرم ومحيط مطار التيفور العسكري بالقطاع الشرقي من ريف حمص، واللواء 47 ومنطقة سلحب في الريف الغربي لحماة، ومواقع قرب بلدتي حضر وخان أرنبة ومدينة البعث في ريف القنيطرة، ومنطقة الكسوة بريف دمشق، ومنطقة مطار الضمير العسكري، ومثلث درعا – القنيطرة – ريف دمشق الجنوبي الغربي، ومنطقتي مطار النيرب العسكري ومطار حلب الدولي، كما ضرب انفجاران كل من مطار حماة العسكرية وموقعاً للقوات الإيرانية في ريف حلب الجنوبي

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد تصاعد تعداد الخسائر البشرية خلال هذه الضربات المكثفة هذه من عناصر القوات الإيرانية والميليشيات العاملة تحت إمرتها، حيث ارتفع تعداد من وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال أكثر من عام من التصعيد الإسرائيلي، إلى 146 من القوات الإيرانية والقوى الموالية والتابعة لها، جراء ضربات صاروخية وجوية إسرائيلية استهدفت مواقعهم ومستودعات ومنصات صواريخ تابعة لهم، في عدة مناطق بشمال سوريا ووسطها وفي الجنوب السوري والبادية، منذ مطلع نيسان / أبريل من العام 2018، كذلك كان وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 28 على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من الجنسية السورية، ممن قتلوا جراء الانفجارات التي شهدتها مستودعات للذخيرة والوقود في مطار حماة العسكري الواقع إلى الغرب من مدينة حماة، كما جرى نشر أنباء عن عشرات الضربات الإعلامية للقوات الإسرائيلية ضد مواقع لقوات النظام وحلفائها الإيرانيين وحزب الله اللبناني، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 58 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضباط منذ نيسان / أبريل الفائت من العام المنصرم 2018، كما أن المرصد السوري كان رصد غياب الجانب الإيراني والقوى التابعة له عن المشاركة العسكرية فيها، على خلفية توقف العملية العسكرية التي كانت سارية في القطاعين الشرقي والجنوبي الشرقي من الريف الإدلبي، وعدم استئنافها نحو بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين في شمال شرق مدينة إدلب، واللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، وفيما لم يرصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أية عمليات انسحاب للقوات العسكرية الإيرانية والميليشيات الأفغانية والآسيوية والعراقية وحزب الله اللبناني من مواقعها العسكرية على الأراضي السورية، حيث لا تزال تتمركز القوات آنفة الذكر في مواقعها العسكرية المنتشرة في معظم المناطق السورية، وتتوزع هذه المواقع ما بين منطقة الكسوة وريف دمشق الجنوبي الغربي، والريف الجنوبي لحلب، ومحيط بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، وفي الريف الشرقي لإدلب والريفين الشمالي والجنوبي لحماة وسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، والقلمون وسهل الزبداني وريف حمص الجنوبي الغربي والبوكمال وباديتي حمص ودير الزور، أيضاً كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان لحقوق الإنسان عبر مصادر موثوقة أعداد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها من جنسيات لبنانية وعراقية وأفغانية وإيرانية وآسيوية، حيث قدر العدد بأكثر من 32 ألف مقاتل غير سوري، فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ انطلاقة الثورة السورية في آذار / مارس من العام 2011 وحتى يوم الـ 13 من نيسان / أبريل من العام 2019، مقتل الآلاف منهم، حيث قتل ما لا يقل عن 8109 من العناصر غير السوريين ومعظمهم من الطائفة الشيعية من المنضوين تحت راية الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة لها من أفغان وعراقيين وآسيويين، و1677 على الأقل من عناصر حزب الله اللبناني