بعد الاحتجاجات ضد “قسد”.. قيادية كردية تعلق: مفتعلة

88

في ضوء تصاعد الاحتجاجات من قبل عشائر عربية في بعض المناطق بشمال وشرق سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية، قللت مسؤولة كردية في حزب الاتحاد الديمقراطي من أهميتها، معتبرة أنها “مفتعلة”.

واعتبرت القيادية في حزب “الاتحاد الديمقراطي”، أحد أكبر الأحزاب الكردية المؤسسة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، عائشة حسو ، أن الاحتجاجات التي تشهدها مناطق تخضع لسيطرة “سوريا الديمقراطية” والتي ترفض حكم هذه القوات التي تشكل “وحدات حماية الشعب والمرأة” الكردية أبرز فصائلها إلى جانب فصائل أخرى سريانية وعربية، “مفتعلة”.

وتابعت قائلة “الشعب العربي والكردي ومختلف مكونات شمال وشرق سوريا على علم ويقين تام بالحرب الخاصة والممنهجة ضدهم من قبل رعاة هذه الاحتجاجات، وهي مفتعلة ولا تعبر عن الفئة التي اختارت نظام الإدارة الذاتية، وتهدف لإشعال حرب كردية ـ عربية، وهو ما لن يحصل أبداً بفضل ثقافة التعايش المشترك وأخوة الشعوب”.

وبينما عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجدداً لتهديداته بشنّ هجوم برّي على المقاتلين الأكراد شرق نهر الفرات، رفضت القيادية الكردية اتهامات أنقرة الموجهة إليهم.

وشددت على أننا “لم ولن نكون أبداً مصدر تهديد على الأمن القومي التركي، بل على العكس تماماً، هذه الدولة هي الدخيلة على الأراضي السورية وتسيطر على آلاف الكيلومترات منها، وتتبع فيها سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي”.

وعن ملتقى العشائر الذي أقيم مؤخراً في بلدة عين عيسى بريف الرقة، اعتبرت أنه يمثل “منصة جديدة” تطرح حلاً للأزمة السورية التي تعيشها البلاد منذ سنوات، مضيفة أن “هذا الملتقى جاء لتوحيد السوريين وكلمتهم”.

وأوضحت الرئيسة المشتركة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” أن “الهدف من هذا الملتقى هو توحيد الرؤى لإيجاد حل للأزمة السورية، وهو مشروع خاص بالإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية للتأثير على القوى الفاعلة بغية الوصول معها إلى حل ينقذ البلاد من أزمتها الحالية”.

إلى ذلك، أضافت القيادية الكردية في مقابلة هاتفية مطوّلة مع “العربية.نت” أن “ملتقى العشائر هو نتاج ثلاثة مؤتمرات أقيمت في السابق كانت برعاية مجلس سوريا الديمقراطية، وهي ستستمر حتى الوصول لكافة الشرائح المجتمعية والعشائر التي تمثل الإرادة السورية بالدرجة الأولى”.

“سياسة التتريك”

كما انتقدت القيادية في حزب الاتحاد الديمقراطي موقف موسكو ودمشق الرافض لملتقى العشائر، داعية الحكومة الروسية لمراجعة سياساتها في الملف السوري، على خلفية وصف خارجية النظام السوري للملتقى بـ “مؤتمر الخيانة”.

وتابعت في هذا الصدد قائلة إن “تنديد وزارة خارجيتي روسيا وسوريا لم يكن في مكانه، فالملتقى يهدف لتوحيد السوريين ولا يهدف لتقويض منصة أستانة”، معتبرة أن “مخرجات منصة أستانة كانت السيطرة التركية على المنطقة منزوعة السلاح”، متهمة أنقرة بـ “اعتماد سياسة التتريك فيها”.

كما اتهمت النظام السوري بـ “عدم قبول الحلول المتاحة والإدارة الذاتية”، مطالبة إياه بـ “إعادة النظر تجاه القضية الكردية ومشروع الإدارة الذاتية وتقبّل التغيير الذي حصل بعد العام 2011 وأخذه بعين الاعتبار”.

وبينما تخيّر حكومة النظام السوري الإدارة الذاتية بين “المصالحة” أو “الحسم العسكري”، تعود القيادية الكردية لقرار “الدفاع الذي تنتهجه الإدارة الذاتية لحماية مناطقها التي تعد قوات سوريا الديمقراطية طرفاً أساسياً في نظامه”، مضيفة أن “هذه القوات استطاعت دحر الإرهاب الذي كان مصدر قلقٍ إقليمي ودولي، لذلك قرار الدفاع حيال أي هجوم هو من أساسيات هذه الإدارة التي تطرح دوماً فكرة الحوار والحل السياسي، ونحن دوماً ضد عسكرة الأزمة”.

وتتمسك حسو بـ “ضرورة مشاركة الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية في المفاوضات السورية في جنيف”، مشيرة إلى أن “المشروع الديمقراطي يجب أن يكون متواجداً وبقوة في هذه المفاوضات لأنه يحمل بالفعل في أجندته حلاً للأزمة السورية”.

المصدر: العربية.نت

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.