منطقة شرق الفرات… بين التصريحات التركية المتكررة حول عملية عسكرية مرتقبة والهدوء الحذر الذي تعيشه المنطقة

39

في ظل التصريحات المتكررة من قبل الحكومة التركية حول العملية العسكرية المرتقبة في منطقة شرق الفرات، تشهد مناطق واقعة على الحدود السورية – التركية هدوءاً حذراً يترافق مع تحشدات وحالة تأهب لأي مستجدات تطرق على المنطقة من الطرفين، حيث تواصل القوات التركية تحشداتها عند مناطق حدودية كتل أبيض ورأس العين وعين العرب (كوباني)، في المقابل يبدو أن قوات سوريا الديمقراطية على أتم الاستعداد في حال تحولت التصريحات التركية في الإعلام إلى أرض الواقع وشنت تركيا عمليتها العسكرية التي تتحدث عنها منذ أشهر طويلة، وفي السياق ذاته كان المرصد السوري نشر في 23 من شهر تموز الجاري، أن مجهولين أطلقوا قذيفة صاروخية مساء أمس الاثنين من مدينة رأس العين (سري كانيه) بريف محافظة الحسكة باتجاه الأراضي التركية المقابلة لها عند الحدود بين الطرفين، فيما لم يعرف حتى هوية الذين أطلقوها والغاية منها، في ظل الهدوء الحذر الذي تعيشه المنطقة والأنباء عن عملية عسكرية محتملة قد تشنها تركيا، ونشر المرصد السوري في الـ 19 من شهر تموز الجاري، أنه تشهد مناطق واقعة على الحدود السورية – التركية ضمن منطقة شرق الفرات هدوءاً نسبياً وسط تعزيزات وتحشدات تركية على الجانب التركية من استقدام دبابات إلى الشريط الحدود كتل أبيض ورأس العين وعين العرب (كوباني)، فيما تشهد سماء المنطقة تحليق يومي لطائرات الاستطلاع التابعة للقوات الأمريكية، ونشر المرصد السوري في الـ 13 من شهر تموز الجاري، أن المخابرات التركية تعتزم إجراء دورات تدريبية لمقاتلين سوريين موالين لها على الأراضي التركية، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن المخابرات التركية طلبت من فصائل عاملة ضمن “غصن الزيتون ودرع الفرات” الموالية لها بالاستعداد وتجهيز مقاتليها للبدء بدورات تدريبية مدتها 20 يوم في معسكرات على الأراضي التركية وتشمل التدريبات تطوير استخدام أسلحة متطورة ومضادات الدروع، وأصرت المخابرات التركية على ضرورة حضور المقاتلين القدامى الذين خضعوا لدورات سابقة سواء ضمن أراضيها إبان عمليات سابقة كـ “غصن الزيتون ودرع الفرات” أو لمقاتلين خضعوا لدورات جرت حينها في دول عربية كتحضيرات لمعارك ضد قوات النظام، وكانت تركيا قد دربت المئات داخل معسكراتها من عناصر الشرطة والأمن في منطقتي “غصن الزيتون ودرع الفرات” وتخريج عدة دفعات تابعة لأجهزة الشرطة، فيما تأتي هذه التحضيرات فيما يبدو كاستعداد تركي لشن عملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية وكما جرت العادة الهدف هو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وهذه المرة ضمن منطقة الفرات والجزيرة.

ونشر المرصد السوري في الأول من يناير الفائت من العام الجاري، أنه نفت مصادر مصرية موثوقة، مع مصادر موثوقة ثانية، من قوات سوريا الديمقراطية، صحة المعلومات التي نشرت في وسائل إعلام عربية وإقليمية حول دور مصري – خليجي في أزمة شرق الفرات والتهديدات التي تتلقاها المنطقة بعملية عسكرية تركية يجري التلويح بها منذ أسابيع، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن مصادر موثوقة مصرية ومصادر موثوقة من قوات سوريا الديمقراطية، أكدت للمرصد السوري أن ما جرى نشره في وسائل إعلام قطرية وتركية نقلاً عن وسائل إعلام إسرائيلية، عارٍ عن الصحة، جملة وتفصيلاً، وأنه ليس هناك من خطوات باتجاه ما ذكرته هذه الوسائل، إذ نشرت وسائل الإعلام سالفة الذكر أن ضباطاً مصريين وآخرين إماراتيين زاروا مدينة منبج، وأجروا جولة استطلاعية في المنطقة، في تمهيد لنشر قوات مصرية – إماراتية في المنطقة، بغطاء جوي أمريكي، محل القوات الأمريكية التي أصدر الرئيس الأمريكي في الـ 19 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2018، قرار انسحابها من المنطقة، وأن وجود هذه القوات سيمهد لوجود عسكري عربي أوسع من حيث تواجد دول خليجية أخرى مثل السعودية لمواجهة الوجود الإيراني.

هذه الأنباء التي جرى نشرها، جاءت بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إلى الأراضي السورية، ضمن المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية في الشمال السوري، حيث زار أكار ما يسمى بضريح سليمان شاه، وتفقد القوات التركية العاملة في المنطقة، فيما أكدت مصادر قيادية من قوات سوريا الديمقراطية أنها ترحب بشدة بالدور المصري في منع الاجتياح التركي لمنطقة شرق الفرات والشمال السوري، حيث مناطق سيطرة قوات قسد، والتباحث حول حل لإدارة شمال شرق سوريا

المرصد السوري رصد استمرار القوات الأمريكية بتسيير دورياتها ضمن منطقة ما بين نهري دجلة والفرات، ومنطقة منبج، فيما رصد المرصد السوري أمس أن قوات النظام التي انتشرت صباح الجمعة الفائت، على خطوط التماس في ريفي منبج الشمالي والغربي، بين قوات مجلس منبج العسكري وجيش الثوار من جانب، والقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من جانب آخر، علم أنها استكملت انسحابها من من المحاور الشمالية والشمالية الغربية من ريف منبج، واقتصر تواجدها على الريف الغربي لمنبج وتحديداً منطقة العريمة ومناطق واقعة غربها وشمال غربها، حتى لا يكون هنالك أي احتكاك بينها وبين الدوريات الأمريكية في المنطقة، التي تواصل التجوال في ريف منبج، رغم التهديدات التركية بشن عملية عسكرية في المنطقة

كما أن المرصد السوري نشر في الـ 20 من تشرين الثاني / نوفمبر الفائت من العام 2018، أن السلطات التركية تعمد للإشراف على تشكيل خلايا نائمة تنشط ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن السلطات التركية تقوم بإنشاء خلايا بإشراف من مخابراتها، مكونة من في غالبها من أبناء محافظتي الرقة ودير الزور، وتشرف على تدريبهم في معسكرات تدريبية سرية ضمن مناطق سيطرة قوات عملية “درع الفرات” وفي منطقة عفرين وريف حلب الشمالي، حيث تجري عمليات التدريب على التفجيرات والاغتيالات وتنفيذها بشكل دقيق وسريع، وأكدت المصادر أن عملية تشكيل الخلايا وإرسالها إلى مناطق شرق الفرات، يأتي بناء على استغلال المخابرات التركية للبطاقات الشخصية للسوريين المعروفة باسم “الكيملك”، والتي يجري تسليمها من قبل المواطنين السوريين عند مغادرة الأراضي التركية، نحو أي دولة مجاورة، حيث يجري استخدام بطاقات لمواطنين سوريين وإرسال هذه الخلايا بواسطتها إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات، كذلك فإن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن عشرات آلاف السوريين الذين غادروا تركيا خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، جرى الاحتفاظ ببطاقاتهم الشخصية المستخرجة في تركيا، وأودعت لدى السجلات التركية، فيما يجري استخدامها لتمرير هذه الخلايا بذريعة زيارة ذويهم، فيما تعمل الخلايا هذه على تنفيذ اغتيالات لشخصيات قيادية وسياسية وعسكرية بالإضافة لمحاولة خلق فتنة بين المكونات ضمن منطقة شرق الفرات، وكان المرصد السوري نشر في الـ 30 من تشرين الأول / أكتوبر الفائت من العام الجاري 2018، أن السلطات التركية ومخابراتها، أخفقت في خلق فتنة عشائرية في ريف الرقة، والذي تمثل أحد أشكاله، بمحاولة 8 أشخاص من عشيرة الهنادي، خلق فتنة مع عشيرة البوعساف، عبر اختطاف أحد أفراد العشيرة الأخيرة، وضربه وإهانته، باسم عشيرة الهنادي في منطقة البوز بريف تل أبيض، لتعمد قوات الأمن الداخلي الكردي “الآسايش” لاعتقالهم، والتحقيق معهم، حيث أكدت المصادر الموثوقة أنهم اعترفوا بأنهم مدفوعون من قبل تركيا لخلق فتنة عشائرية، في محاولة لخلق فوضى في المنطقة، بالتزامن مع التحضيرات التركية لعملية عسكرية ضد منطقة شرق الفرات، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وانتشر الشريط المصور الذي يظهر الشبان وهم يعذبون الرجل من عشيرة البوعساف ويكيلون له الشتائم والإهانات، إلا أن تدخل أعيان ووجهاء وقوات الأمن الداخلي الكردي بين العشيرتين، أوضح وجبهات النظر بينهما وقربها، وحال دون اقتتال عشائري كان يهدف عناصر الخلايا النائمة لزرعه بين أبناء العشائر.