منطقة “خفض التصعيد” تشهد تراجعاً ملحوظاً في حدة الخروقات البرية لوقف إطلاق النار في يومه الثاني على التوالي

34

لا يزال الهدوء النسبي والحذر سيد الموقف ضمن منطقة “بوتين – أردوغان” مع مضي 42 ساعة على بدء اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة، حيث لا يزال القصف الجوي متوقف فيما تقتصر الخروقات على قذائف متجددة بشكل متبادل وخاصة من قبل قوات النظام التي تعمد إلى استهداف ريف حماة الشمالي بالقذائف الصاروخية بين الحين والآخر، فيما نشر المرصد السوري منذ قليل أنه رصد استهداف هيئة تحرير الشام بصاروخ موجه دبابة تابعة لقوات النظام في محور الجبين بريف حماة الشمالي الغربي، ما أسفر عن تدميرها، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين تتواصل عمليات سقوط القذائف بشكل متقطع بين الحين والآخر من قبل قوات النظام على بلدات وقرى بريف حماة الشمالي ولا سيما قرية الزكاة، ونشر المرصد السوري أنه استهدفت الفصائل الجهادية بعدة قذائف صاروخية مواقع لقوات النظام في محور تل هواش بسهل الغاب، ومحور القصابية بريف إدلب الجنوبي، فيما جددت قوات النظام قصفها بعدة قذائف مدفعية على كل من الزكاة وكفرزيتا بالريف الشمالي الحموي، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة، كما سقطت قذائف صاروخية أطلقتها فصائل على حي شارع النيل بمدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام، ما أسفر عن سقوط جرحىـ فيما دون ذلك يتواصل الهدوء الحذر في عموم منطقة “بوتين – أردوغان”.

ونشر المرصد السوري منتصف النهار، أنه دخل وقف إطلاق النار منتصف يومه الثاني ضمن منطقة “بوتين – أردوغان” بهدوء حذر يسود عموم القطاعات الأربع يتخللها سقوط قذائف بشكل متقطع بين الحين والآخر من قبل قوات النظام على الزكاة وأطرافها شمال حماة، في حين مضت 36 ساعة عن غياب طائرات الروس والنظام عن أجواء المنطقة لتقترب بذلك من أن تكون المرة الأولى التي يتوقف القصف الجوي لأكبر عدد من الساعات منذ أكثر من 95 يوماً من القتل والتدمير والتهجير، ونشر المرصد السوري منذ قليل، أنه وفي الوقت الذي يتواصل فيه الهدوء الحذر ضمن عموم منطقة “خفض التصعيد” خلال اليوم الثاني من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجديد في المنطقة، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عودة العشرات من العوائل إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم في القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي وجبل شحشبو وسهل الغاب، عملية العودة هذه تأتي للكشف عن منازلهم والدمار التي ألحقته بها طائرات الإجرام التابعة للنظام وحليفه الروسي، حيث أن غالبية العائدين من الشبان واستغلوا الهدوء هذا لرؤية مناطقهم، وأبلغت مصادر المرصد السوري أن القصف الجوي والبري العنيف ألحق دمار كامل في عموم المناطق كخان شيخون وقرى جبل شحشبو وسهل الغاب وبلدات وقرى جنوب إدلب، فضلاً عن دمار جزئي وتصدع للمنشأت، إذ كان المواطنون يأملون بالعودة إلى منازلهم بعد أن أثقلت متطلبات الحياة اليومية وغلاء الأسعار الفاحش عاتقهم، إلا أن السياسة الممنهجة التي اتبعها النظام السوري والروس بتدمير الممتلكات وتهجير أهلها يحول بينهم وبين العودة، فيما الكثير منهم متخوفين من العودة لأنهم لا يثقون باتفاق الروس والأتراك والهدوء الحذر هذا، فراحوا ينقلون مستلزمات من منازلهم، وكانت العمليات العسكرية المتصاعدة على مدار 3 أشهر أجبرت أكثر من نصف مليون نسمة على النزوح من مناطقهم جراء التصعيد الأعنف براً وجواً من قبل “الضامن” الروسي والنظام السوري بمباركة وصمت مخزي “للضامن التركي”.

ونشر المرصد السوري صباح اليوم، أنه يتواصل الهدوء النسبي والحذر ضمن منطقة “بوتين – أردوغان” خلال اليوم الثاني من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجديد، إذ لا تزال الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام والروس غائبة عن أجواء المنطقة منذ قبيل منتصف ليل أمس الأول، إلا أن الهدوء النسبي هذا تكسره قذائف قوات النظام بين الحين والآخر، حيث استهدفت بعدة قذائف صاروخية بعد منتصف ليل الجمعة – السبت أماكن في الزكاة ومحيطها وكفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي، وذلك في تراجع ملحوظ بحدة القصف البري عن سابقه خلال اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار، إذ كان المرصد السوري رصد أكثر من 400 ضربة برية تبادلتها قوات النظام والفصائل الإسلامية والجهادية ضمن المنطقة خلال الـ 24 ساعة الاولى من بدء تنفيذ الاتفاق.

ومع سقوط المزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى (2916) شخص ممن قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة “خفض التصعيد” في الـ 30 من شهر نيسان الفائت، وحتى يوم الجمعة الثاني من شهر آب الجاري، وهم ((865)) مدني بينهم 215 طفل و160 مواطنة ممن قتلتهم طائرات النظام و”الضامن” الروسي بالإضافة للقصف و الاستهدافات البرية، وهم (149) بينهم 31 طفل و35 مواطنة و6 من الدفاع المدني و3 من منظومة الإسعاف في القصف الجوي الروسي على ريفي إدلب وحماة، و(63) بينهم 15مواطنات و10 أطفال استشهدوا في البراميل المتفجرة من قبل الطائرات المروحية، و(473) بينهم 130 طفل و78 مواطنة و4 عناصر من فرق الإنقاذ استشهدوا في استهداف طائرات النظام الحربية، كما استشهد (104) شخص بينهم 19 مواطنة و19 طفل في قصف بري نفذته قوات النظام، و(76) مدني بينهم 25 طفل و13 مواطنات في قصف الفصائل على السقيلبية وقمحانة والرصيف والعزيزية وكرناز وجورين ومخيم النيرب وأحياء بمدينة حلب وريفها الجنوبي، كما قتل في الفترة ذاتها 1069 مقاتل على الأقل جراء ضربات الروس والنظام الجوية والبرية وخلال اشتباكات معها، بينهم 669 من الجهاديين، بالإضافة لمقتل 982عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في استهدافات وقصف وتفجيرات واشتباكات مع المجموعات الجهادية والفصائل.

كما وثق المرصد السوري خلال الفترة الممتدة من 15 شباط / فبراير 2019 تاريخ اجتماع “روحاني – أردوغان – بوتين” وحتى الثاني من شهر آب/ أغسطس الجاري، استشهاد ومصرع ومقتل ((3445)) أشخاص في مناطق الهدنة الروسية – التركية، وهم( 1151) مدني بينهم 297 طفل 224 مواطنة، قضوا في القصف الجوي الروسي والقصف الصاروخي من قبل قوات النظام والفصائل، ومن ضمن حصيلة المدنيين، و102 بينهم 30 طفل و17 مواطنة استشهدوا بسقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام، (1155) مقاتلاً قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين – أردوغان، من ضمنهم 714 مقاتلاً من “الجهاديين”، و(1139) من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

في حين وثق المرصد السوري منذ بدء الإتفاق الروسي – التركي استشهاد ومصرع ومقتل ((3675)) شخصاً في مناطق الهدنة الروسية – التركية خلال تطبيق اتفاق بوتين – أردوغان وثقهم المرصد السوري، وهم (1234) بينهم 326 طفل و 238 مواطنة عدد الشهداء في القصف من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها واستهدافات نارية وقصف من الطائرات الحربية، ومن ضمنهم 103شخصاً بينهم 30 طفل و16 مواطنة استشهدوا وقضوا بسقوط قذائف أطلقتها الفصائل، و(1222) مقاتل قضوا وقتلوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين – أردوغان، من ضمنهم 727 مقاتلاً من الجهاديين، و(1219) من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.