هدوء نسبي في إدلب.. ومقتل 5 أشخاص بـ”مناوشات محدودة”

16

ساد هدوء نسبي الأحد في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا، حيث يأخذ النظام وحليفه الروسي بالحسبان “وقف إطلاق النار من جانب واحد” تجاه الجهاديين والفصائل المقاتلة، على الرغم من حدوث مناوشات محدودة أودت بحياة خمسة مقاتلين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ صباح السبت، بعد أربعة أشهر من القصف الدامي الذي أودى بحياة أكثر من 950 مدنيا وهجوم بري سمح للنظام باستعادة مناطق استراتيجية، بحسب المرصد.

واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “لا يزال الهدوء النسبي سيد الموقف في عموم المنطقة يتخلله عدة قذائف تسقط بين الفينة والأخرى، فيما لا تزال طائرات النظام السوري والضامن الروسي متوقفة عن استهداف منطقة خفض التصعيد منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ”.

وفي ليلة السبت، قُتل ثلاثة مقاتلين موالين للنظام بصاروخ مضاد للدبابات أصاب عربتهم في شمال غرب محافظة حماة المجاورة لإدلب، حسب عبد الرحمن متهما “فصيلا جهاديا” بذلك.

وقتل، فجر الأحد مقاتلان من الفصائل المقاتلة أو الجهادية إثر استهداف قرية في جنوب شرقي إدلب بالصواريخ، وفقا للمصدر ذاته.

وتؤوي إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريبا من النازحين من مناطق شكلت معاقل للفصائل المعارضة قبل أن تسيطر قوات النظام عليها إثر هجمات عسكرية واتفاقات إجلاء، وتعد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) التنظيم الأوسع نفوذا في المنطقة.

والمحافظة ومحيطها مشمولة باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر 2018، ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات الجهادية. إلا إن تنفيذ الاتفاق لم يُستكمل، وتتهم دمشق أنقرة بالتلكؤ في تطبيقه.

وأعلنت هدنة في مطلع شهر أغسطس في منطقة إدلب ذاتها إلا إنها خُرقت بعد بضعة أيام.

وقالت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان في مقابلة لقناة الميادين المقربة من دمشق ومقرها بيروت السبت، إن وقف إطلاق النار “مؤقت”.

واعتبرت إنه “يخدم الاستراتيجية الكبرى لتحرير كل شبر من الأراضي السورية” ويأتي “لمصلحة معركة نخوضها ولا علاقة له بأي تفاهمات”.

ولطالما كرر الأسد عزمه استعادة كامل المناطق الخارجة عن سيطرته، بينها إدلب.

وقصفت الولايات المتحدة السبت موقعا في شمال غرب سوريا مستهدفة قيادات في تنظيم القاعدة، أثناء اجتماعهم قرب مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل أربعين منهم على الأقل، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المرصد أن الضربات استهدفت اجتماعا لقياديين في صفوف فصيلي حراس الدين وأنصار التوحيد ومجموعات متحالفة معهما داخل معسكر تدريب تابع لهم.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

المصدر: الحرة