حلقة جديدة من مسلسل فضائح نظام أردوغان وعلاقته بتنظيم داعش

24

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن حقائق جديدة موثقة حول العلاقة المتينة بين داعش وحكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا، بدءاً من رعاية المُتطرفين واستقطابهم من تونس وليبيا بشكل خاص، وإدخالهم الأراضي السورية بسهولة وأمان وتزويدهم بمختلف أنواع السلاح، لغاية دعمهم مالياً واقتصادياً وشراء ما يسرقه الدواعش من الذهب العراقي والنفط السوري وغيره.

وسبق أن نشرت دورية التحقيقات الصادرة من مركز ستوكهولم للحرية تحقيقاً كشف فيه الصحافي التركي عبد الله بوزكورت، أن “مئات من تسجيلات التنصت السرية التي تم الحصول عليها من مصادر خاصة في العاصمة التركية أنقرة، تكشف كيف أن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان مكّنت – بل وسهّلت – حركة المقاتلين الأجانب والأتراك عبر الحدود التركية إلى سوريا للقتال إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي”.

وتشير الوثائق السرية، التي كشف عنها بوزكورت ونشرتها “كاليفورنيا كورييرThe California Courier “، إلى “وجود اتفاق ضمني بين “داعش” ومسؤولين أمنيين أتراك بموجبه تم السماح للمهربين بالعمل في حرية على جانبي مسافة بلغت 822 كيلومتراً من الحدود التركية-السورية دون أي تداعيات من جانب حكومة أردوغان. كما أتاح الاتفاق لداعش تشغيل خطوط إمداد لوجستية عبر الحدود ونقل المقاتلين الجرحى إلى تركيا لتلقي العلاج الطبي.

وأوضح رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري المُعارض الذي يتخذ من لندن مقرّاً رئيساً له وتحظى تقاريره الموثقة بمصداقية حقوقية ودولية عالية، أنّه ومنذ شهر نوفمبر من العام 2011 كان المتطرف الليبي عبد الحكيم بلحاج يُدخل السلاح تحت ذريعة إدخال المواد الإغاثية بموافقة الحكومة التركية.

وأشار إلى أنّه كشف ذلك لمصطفى عبد الجليل الذي كان يشغل منصب رئيس المجلس الوطني الليبي، والمُقرّب من تركيا، فتنصّل من مسؤوليته وعلاقته بذلك بعد أن واجهه بأنّ عبد الحكيم بلحاج يدخل عبر تركيا جهاديين وسلاح إلى سوريا.

وأكد عبدالرحمن في بيان للمرصد نشره عبر صفحته في الفيسبوك، أنّ هؤلاء المتطرفين وبرعاية تركية أقحموا أنفسهم في ثورة الشعب السوري التي طالبت بالحرية والكرامة والديمقراطية، وحولوها الي حرب ما بين نظام دكتاتوري من جهة ومتطرفين وجهاديين من جهة أخرى.

وكشف أيضاً أنّه عندما زار تركيا في سبتمبر عام 2012 “رأيت بأم عيني كيف يتم إدخال الجهاديين عبر الحدود إلى داخل الأراضي السورية”، لكنّ السلطات الأوروبية لم تستجب عندما قلنا أنّ حكومة أردوغان تساهم بتدمير سوريا وتحويلها إلى بؤرة للمتطرفين حول العالم، عندها أصبحنا ننشر ونوثق بشكل مستمر بأن الحدود التركية باتت مرتعاً لكل المتطرفين في العالم.

شاهد ملك

قام القائد السابق لجهاز مكافحة الإرهاب التركية “أحمد سيت يايلا”، بفضح تورط رئيس بلاده بدعم تنظيم داعش الارهابي أمام الإعلام.

سيت، وفي حديث خص به مؤسسة “ويسل بلور” التابعة الى حلف الناتو، قدّم الأسماء والتفاصيل عن دور اردوغان في دعم وحماية تنظيم داعش الإرهابي، على مدى الأعوام الماضية.

يشار إلى أن الأسماء التي فضحها سيت، تتضمن المدعو “فيدان”، والذي يقود جهاز الاستخبارات السري التابع لاردوغان، حيث يتولى مسؤولية التنسيق مع التنظيم منذ أيام تنظيم القاعدة، والتي تضمنت تقديم المعونات الطبية واللوجستية، وكذلك السلاح، الى عناصر التنظيم عبر مؤسسات “إنسانية”، تركية.

وأضاف سيت، بأن الشخص الثاني في تنظيم داعش والمدعو “فاضل أحمد الحيالي”، قد تلقى العلاج الطبي في تركيا بعد إصابته خلال معارك في العراق، مشيرًا كذلك، الى كون التنظيم يمتلك فرعاً في تركيا، بقيادة شخص يدعى “هاليس باينكوك”، وهو الإبن الأكبر لأحد الشخصيات التركية المعروفة على الصعيد الديني، والتي اسست فصيلاً مسلحاً كردياً سنياً، يعمل تحت إمرة إردوغان.

شهود من الأرض

حدث في أحد المرات بمدينة الريحانية التركية القريبة من الحدود السورية أن أحد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، شاهد بأم عينه كيف نقلت المخابرات التركية متطرفين تونسيين وأدخلتهم إلى سوريا، أي أن هناك رعاية من الحكومة التركية لإدخال المتطرفين.

وعندما تمّ إنشاء ما يُعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية” التي كان لها حدود مع تركيا بنحو 180 كم، حينها لم تتحرك تركيا ولم تتدخل لحماية حدودها مثلما كانت تدعي القضاء على التنظيم الإرهابي.

وأكد المرصد السوري أنّ الذهب المسروق من العراق والنفط السوري وكل ما استولى عليه تنظيم داعش كان يُباع عبر الحدود السورية- التركية. وكشف المرصد مؤخراً عن وصول إحدى زوجات أمراء تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى غازي عنتاب في تركيا وبحوزتها الملايين من الدولارات، ورغم ذلك لم يتم اعتقالها من قبل السلطات التركية.

تقارير صحف

يُذكر أنّ “أحوال تركية” نشرت مطلع إغسطس الماضي تقريرها الموثق بعنوان “الظاهر والمخفي في علاقة حكومة العدالة والتنمية بتنظيم داعش”، وجاء فيه أنّ العام 2012 لوحده شهد تدفق 100 شاحنة محملة بالسلاح بإشراف المخابرات التركية مرسلة إلى التنظيمات الإرهابية في داخل سوريا.

وتنقل الحكومة التركية إمدادات عسكرية إلى داعش عبر وكالة مساعدات إنسانية تابعة لها، فيما يتلقى أعضاء التنظيم الإرهابي العلاج الطبي المجاني في تركيا.

وسبق أن أكدت معلومات موثقة أنّه ما زال في تركيا كثيرون ممن يؤمنون ويبايعون التنظيم الإرهابي على الولاء، ويعيشون هناك، أفراد وجماعات، مع حرصهم على عدم التجوّل بمظاهر مسلحة.

وبعد مزاعم تهديد داعش للرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصياً، أعلنت وزارة الداخلية التركية مؤخراً، ضبط طن من المتفجرات في مركز مدينة الباب شمالي سوريا.

وكانت شبكة “أحوال تركية” الإخبارية، كشفت في مارس الماضي نقلاً عن مهندس مغربي، يُدعى أبو منصور المغربي، انضمّ إلى تنظيم داعش في سوريا عام 2013، أنه كان يعمل سفيراً للمنظمة الإرهابية في تركيا حيث التقى بمسؤولين رفيعي المستوى من الجيش وجميع الأفرع الأمنية للحكومة، وكاد أن يُقابل الرئيس التركي نفسه.

المصدر: thelevantnews