واقع ادلب والشمال السوري في صلب قمة رعاة استانة في أنقرة هل تُردم الهوة التي تباعد مقارباتهم للوضع ام تسقط الهدنةُ من جديد؟

21

فيما أعلنت روسيا السبت وقفاً لإطلاق النار وافق عليه النظام السوري، في إدلب التي تتعرض منذ أربعة أشهر لقصف أدى إلى مقتل 950 مدنياً، تعرضت هذه “الهدنة” لخروق في الساعات الماضية. فقد قصفت قوات النظام السوري ومجموعات من الفصائل المعارضة، قذائف صاروخية عدة على ريف إدلب، ما يعد خرقاً للاتفاق الذي دخل يومه الثالث.

وطالت الصواريخ محاور التمانعة وحيش وحاس وكفرجنة والركايا ومعرة حرمة في القطاع الجنوبي من ريف إدلب.وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتقصف بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية منطقة “خفض التصعيد”. كما استهدف النظام بحسب المرصد، قطاعات ريف إدلب الجنوبي الشرقي والغربي القريبة على محاور ريف اللاذقية التي تعرضت بدورها للقصف المدفعي والصاروخي. كما طال القصف قرى جبل شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي.

لكن وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” هذه الهدنة لا تزال صامدة، أقلّه في الشكل، سيما وان اي طرف لم يعلن سقوطها او انسحابه منها. ووسط هذه الاجواء، سيعقد رؤساء تركيا رجب طيب اردوغان وإيران حسن روحاني وروسيا فلاديمير بوتين، قمة في أنقرة في 16 أيلول الجاري، من ضمن صيغة اجتماعات “أستانة”، وسيحتل ملف ادلب خصوصا والشمال السوري عموما، الحيز الاكبر من المشاورات الثلاثية التي سيجريها الاطراف الثلاثة، خلالها.

وفي السياق، تشدد تركيا على ضرورة تنفيذ “اتفاق سوتشي” “حرفيا”، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسم الرئاسة، ابراهيم قالن، الذي قال إن أردوغان “أبلغ هذه الرسالة” إلى نظيره الروسي، خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، مشدداً على ضرورة “وقف هجمات النظام السوري” في إدلب “بحجة وجود عناصر إرهابيين”، كونها على حدّ قوله “تهدد بانهيار اتفاق إدلب”.

اما الروس والايرانيون، فلا ينظرون الى الوضع في ادلب والى الفصائل الموجودة فيها والى الشمال السوري ككل، من المنظار “التركي” عينه، كما أنهم يرتابون من الاتفاق الاميركي – التركي في شأن شرق الفرات. وفي هذا الاطار، اعتبر وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف من موسكو امس أن “الولايات المتحدة الأميركية تخلق وضعاً جديداً غير مستقر في شرقي الفرات، وكذلك في إدلب (عبر الغارة الأخيرة)”، وأضاف أن “الوجود الأميركي في شرقي الفرات سيؤدي إلى تصاعد الخلافات بين الأطراف المختلفين، ما قد يتسبب في وقوع نزاعات قبلية طويلة الأمد… لهذا السبب نعتبر الوجود الأميركي في سوريا غير شرعي ومدمّراً وينتهك وحدة أراضي سوريا”. ولفت الى أن بلاده “تتفهم قلق أصدقائنا الأتراك بشأن حماية حدودهم وشعبهم، ومع ذلك، نعتقد أن أفضل طريقة للقضاء على هذا القلق هو التعاون مع الحكومة المركزية السورية، والعمل في إطار القانون الدولي، واحترام سيادة سوريا واستقلالها”. بدوره، قال لافروف إن موسكو ستدعم في شمال شرق سوريا “الحلول التي تحترم سيادة سوريا فقط”، وتحدث عن امكانية الحوار بين ضامني “أستانة” و”المجموعة المصغّرة”، بعد اجتماع “اللجنة الدستورية” في جنيف.

فهل ستتمكن المحادثات المرتقبة بين شركاء استانة في تركيا، من ردم الهوة التي تباعد بينهم في مقاربتهم للواقع في شمال سوريا؟ أم تعود آلة الحرب النظامية – الروسية، التي أخذت استراحة اليوم، الى الدوران؟

المصدر: المركزية