في ظل استمرار الصمت الدولي اتجاه المأساة والكارثة الإنسانية في “دويلة الموت”…نحو 410 طفل فارقوا الحياة منذ مطلع العام الجاري في مخيم الهول

38

يواصل الموت بسطت ذراعيه على مخيم الهول حاصداً أرواح المزيد من الأطفال في ظل الأوضاع الكارثية التي تلقي بظلالها على الجانب الطبي ضمن مخيم الهول وتقاعس جميع الجهات الدولية عن تقديم الدعم لإيجاد حل للكارثة الإنسانية في مخيم “موت الأطفال”، حيث وثق المرصد السوري مفارقة 23 طفل جديد الحياة نتيجة سوء الأحوال الصحية والمعيشية، ونقص الأدوية والأغذية، والنقص الحاد في الرعاية الطبية، بفعل تقاعس المنظمات الدولية، وبذلك فإنه يرتفع إلى 409 على الأقل عدد الأطفال دون سن الـ 18 الذين فارقوا الحياة منذ مطلع يناير من العام الجاري وحتى الآن، في استمرار لسلسلة الموت في المخيم الذي يعاني من أوضاع إنسانية صعبة، بعد أن تحول لدويلة صغيرة تضم في غالبيتها أطفال ونساء عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث أن الأطفال الذين فارقوا الحياة هم من جنسيات دول بريطانيا وبرتغال وروسيا وتركيا وأذربيجان وأوكرانيا وبلجيكا والصين والشيشان وتركستان والمغرب وتونس وجزر المالديف وأندونيسيا والصومال والهند وجنسيات أخرى من آسيا وأوربا وافريقيا، في حين كانت أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أنه في حال عدم تعذر معالجة المرضى في مخيم الهول، فإنه يجري نقلهم إلى مشفيي الشعب والحكمة في الحسكة، ومشفى فرمان في القامشلي، كما أكدت المصادر الموثوقة من داخل المخيم للمرصد السوري أن المتواجدين في المخيم يعانون بشكل رئيسي من نقص المواد الطبية والرعاية الصحية، بالإضافة لتناقص المواد الغذائية قلة الحراك من قبل المنظمات الدولية وانعدامه لدى البعض بخصوص ما يجري في مخيم الهول الذي بدأت تتفاقم المشاكل اليومية فيه، ونشر المرصد السوري أمس السبت، أنه لا تزال الأوضاع الإنسانية في مخيم الهول في شمال شرق الحسكة، في تراجع مستمر، فالكم الهائل من أعداد النازحين خلال الأشهر الأخيرة إلى المخيم، حال دون تمكن الجهات الإغاثية والطبية المحلية منها والدولية، في تأمين مستمر لكافة المتطلبات لعشرات آلاف الأشخاص القاطنين في مخيم الهول الذي تحول إلى دويلة بفعل موجة النزوح الكبيرة نحوه.

ونشر المرصد السوري في الثالث من شهر أيلول الجاري، أنه يتواصل الصمت الدولي اتجاه جميع الكوارث التي تحدث في “دويلة الهول” شمال شرق محافظة الحسكة، ولعل الكارثة الأكبر التي تتفاقم يوماً بعد يوم هي عدم تأهيل الأطفال من أبناء عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” المتواجدين في المخيم، حيث بات المخيم أرض خصبة لزرع فكر التطرف و”الجهاد” في عقول هؤلاء الأطفال من قبل نساء التنظيم، اللواتي يعمدن إلى غرس فكر التنظيم في عقول أطفالهم وتلقينهم تعاليم التنظيم الإرهابي، ليغدو المخيم معسكر لتدريب الأطفال على فكر تنظيم “الدولة الإسلامية” في ظل التعامي الدولي الكامل عن تداعيات الكارثة هذه، على صعيد آخر رصد المرصد السوري تراجع أعداد المتواجدين في “دويلة” الهول عقب عمليات الخروج الأخيرة وتسليم الأطفال من الأجانب إلى دولهم، حيث باتت هذه “الدويلة” تضم ما لا يقل عن 68607 شخص، هم 8450 عائلة عراقية ضمن إجمالي 30765 من الجنسية العراقية هناك، و7809 عائلة سورية ضمن 28069 من الجنسية السورية، فيما البقية – أي 9773 شخص- هم من جنسيات أوربية وآسيوية وأفريقية وغيرها ضمن 2824 عائلة.

وكان المرصد السوري نشر في الـ 22 من شهر آب الفائت، أنه رصد مشاجرة جديدة في مخيم الهول شمال شرق الحسكة، بين عوائل من تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوى الأمن الداخلي “الأسايش”، حيث أقدمت نساء عدة من عوائل التنظيم على رمي حجارة على عناصر الأسايش في المخيم بعد مشادة كلامية بين الطرفين، فيما أصيب عنصر من الأسايش بكسر في يده بينما جرى اعتقال 4 نساء من عوائل التنظيم، وذلك في إطار الحوادث المشابهة التي باتت تتكرر بشكل شبه يومي في “دويلة الهول”، وسط صمت دولي متواصل تجاه ما يدور في الوقت الذي بات من الضروري العمل على إعادة تأهيل الأطفال وطرد أفكار التنظيم الذي من الممكن أن تغرس في عقولهم منذ الصغر.