إيكونوميست: انتصار الأسد فارغ وسقوط إدلب لن ينهي الحرب

22

نشرت مجلة”إيكونوميست” ملفا خاصا عن الحرب الأهلية السورية، حيث خصصت صفحة الغلاف لها، ووضعت صورة الأسد على حطام سوريا، تحت عنوان”انتصار الأسد الفارغ”.

ويلفت التقرير إلى أن الجيش التابع لنظام بشار الأسد سيطر على بلدة خان شيخون، التي كانت مركز هجمات بالغاز الكيماوي عام 2017، وهي أكبر البلدات في جنوب المحافظة، ولهذا ستكون قاعدة تقدم للجيش ليتحرك إلى الشمال، ويخوض معركة مع ما تبقى من المعارضة.

وتؤكد المجلة أن”الأسد تحدث عن معركة إدلب ورغب في شنها منذ فترة طويلة، إلا أنه حتى هذا الصيف لم يكن وضعه يسمح بشنها، فجيشه قد نضب من جنوده بسبب حرب استمرت ثماني سنوات، ولم تكن إيران راغبة في المشاركة في هذه المعركة؛ لأنها رأت في إدلب هامشية لمصالحها وغير مهمة، وعلاوة على هذا فإنه كان مقيدا باتفاق وقعته روسيا وتركيا عام 2018، أو ما عرف باتفاق سوتشي، الذي اشترط قيام تركيا بمراقبة منطقة عازلة من 25 كيلومترا، ولا يسمح أيضا لهيئة تحرير الشام بالاحتفاظ فيها بمقاتلين أو أسلحة ثقيلة”.

ويذهب التقرير إلى أنه”طالما لم تبد تركيا رغبة في احتلال إدلب، كما فعلت في أجزاء من حلب عام 2016، فإنها لن تستطيع وقف هجوم النظام عليها، وتتحدث روسيا عن إنشاء منطقة عازلة جديدة على الحدود، وكما أن 3 ملايين شخص في إدلب يمكن حشرهم في مساحة لا تزيد على عدة كيلومترات.”

وتبين المجلة أنه”في مناطق أخرى لا يستطيع النظام إعادة إعمار شيء، فالدخل القومي العام هو ثلث ما كان عليه قبل الحرب، وتبدو فنزويلا بلدا مزدهرا بالمقارنة، وانخفضت قيمة الليرة السورية أمام الدولار إلى أدنى مستوياتها، ولم تعد هناك صناعة مثل النسيج والمواد الاستهلاكية، وصادرات سوريا كلها من الحبوب والمكسرات والتفاح، ويعاني السكان من نقص الخدمات الأساسية، وانقطاع مستمر للتيار الكهربائي”.

ويورد التقرير نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قوله إن ألفي شخص من العائدين اعتقلوا خلال العامين الماضيين، فيما قالت منظمة أخرى إن نسبة 75% من العائدين تعرضوا للتحقيق أو الاعتقال أو أرسلوا إلى الجيش.

وتنوه المجلة إلى أن”هناك مخاوف من ظهور المليشيات وتأثيرها على سلطة الأسد، لدرجة أن وزير الدفاع حاول الحد من قوات النمر التي يقودها سهيل الحسين المقرب من روسيا، ولدى هذه القوات سجل في الوحشية، وارتكبت مجازر ضد المدنيين، وتم دمج القوات في الجيش، ومن غير المعلوم إن كان هذا تغييرا حقيقيا أم تجميليا”.

ويذهب التقرير إلى أن”الحرب في سوريا قامت على أسس خاطئة ومنذ البداية، فقد صور الأسد المعارضة بالإرهاب، فيما ضلل الغرب المعارضة بأنه سيقدم الدعم لها، وتظاهرت تركيا بأنها لا ترى عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب، ولا يزال الوهم مستمرا حتى اليوم، من خلال اتفاقيات روسية وتركية لحماية إدلب، وظن الغرب أن الاستثمار في الإعمار يعني نفوذا على الأسد، ولا يمكن أن يؤدي أي مبلغ مالي لاستخراج إصلاح ديمقراطي من ديكتاتور يداه ملطختان بالدماء، وحرق بلده، واستخدم الغاز ضد شعبه ليظل في السلطة، ولن يقتنع اللاجئون بالعودة إلى سوريا”.

المصدر:headtopics