مخيم باب السلامة شمال حلب…معاناة النازحين بين مطرقة إهمال تركيا و فصائلها وسندان المنظمات الإنسانية

56

لايختلف حال المخيمات تبعاً للسيطرة فجميعها ذات معاناة واحدة، داخل الأراضي السورية التي تملئ الشريط الحدودي مع تركيا، وتزين بخيمها البالية لوحة من معاناة النازحين داخل الأراضي السورية، كما هو الحال في مخيم باب السلامة، الواقع في ريف حلب الشمالي، شمال بلدة سجو على الحدود السورية التركية، ضمن المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا أو ماتعرف بمناطق “غصن الزيتون ” و “درع الفرات” ، ولا يختلف بوضعه وخدماته عن باقي المخيمات التي باتت تفتقر لمعظم أساسيات الحياة، رغم الدعم الذي يقدمه الجانب التركي وتبنيه للمناطق التي تقدم إليها مع الفصائل الموالية له التي وضعت نصب أعينها حماية الأمن القومي التركي ونسيت آلاف المهجرين وسكان المخيمات المشتتة، ويعد المخيم من بين أقدم المخيمات التي تحوي نازحين، حيث تم إنشاء المخيم في العام 2012، ويخضع الآن تحت مسؤولية وقف الديانة التركية، بالإضافة لدعم محدود تقدمه منظمة iHH التركية، يسكن ضمن هذا المخيم الآلاف من النازحين والمهجرين من شتى المحافظات السورية، ويعاني قاطنيه من أوضاع معيشية صعبة من نقص في الغذاء والدواء والمياه ومعظم مقومات الحياة، معظم نازحي المخيم من أهالي بلدات تل رفعت ومنغ ودير جمال، بالإضافة لأهالي بلدة السفيرة وما حولها، يتواجد في هذا المخيم قرابة 2500 عائلة، جميعها تعاني من أوضاع مأساوية من شح المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب، بالإضافة لسوء وتردي الوضع الخدمي بشكل كبير، كما أن معظم خيم المخيم بحاجة لتبديل بشكل سريع قبل دخول فصل الشتاء القادم، بسبب أنها قديمة جدا ومهترئة ولم تعد صالحة للسكن، كما يعاني القاطنين في مخيم باب السلامة وبالأخص القسم الجديد منه والذي تم إقامته منذ قرابة 3 سنوات، من عدم وجود عدد خيم كافية لاستيعاب جميع العائلات المتواجدة فيه، حيث تضطر العديد من العائلات للسكن كل عائلتين في خيمة واحدة، فتقوم العائلة باستقبال عائلة أخرى من اقربائها معها في ذات الخيمة، مما يشكل صعوبة بالغة في الاستقرار، ويعاني مخيم باب السلامة من تردي الأوضاع الخدمية بداخله، من حيث أن أرضية المخيم الترابية لم يتم العمل على إصلاحها قبل بناء المخيم، مما يجعلها تصبح أرض طينية في فصل الشتاء وتشكل صعوبة بالنسبة للمدنيين المتنقلين بين الخيام، أو حتى الراغبين بالخروج منه لقضاء بعض حاجاتهم في فصل الشتاء، وقد مرت العديد من فصول الشتاء على هذا المخيم وفي كل مرة تعاني فيه العائلات القاطنة فيه من غرق خيامها بمياه الأمطار الغزيرة، كما أن المخيم يفتقر لوجود صرف صحي جيد، وقلة عدد دورات المياه مقارنة بعدد العائلات حيث يتواجد دورة مياه واحدة لكل 100 عائلة تقريبا، وهذا ما تسبب بفيض الجور الفنية وانبعاث الروائح الكريهة منهة، بالإضافة لخروج مياهها من داخلها أثناء فصل الشتاء، وتتسبب بالعديد من المشاكل الصحية بين أوساط العائلات النازحة، كما ويشتكي النازحون من تردي الواقع الطبي في المخيم بشكل كبير، حيث يتواجد فيه الكثير من المرضى والمصابين بإصابات دائمة ويحتاجون لرعاية طبية متواصلة، بينما يعاني المخيم و المستوصف الوحيد فيه من نقص حاد بالمستلزمات الطبية،علماً أن الجهات المتبنية لهذا المخيم جميعها تتلقى دعم من تركيا، مثل وقف الديانة التركية ومنظمة iHH التركية، وعدد من المنظمات الأخرى التابعة لتركيا، ومع ذلك فإن الوضع المعيشي في المخيم مخزي للغاية، يعاني سكان المخيم من إهمال المنظمات حيث تقدم للعائلات سلة غذائية كل شهرين أو أكثر من قبل منظمة iHH التركية، ويتخوف قاطني المخيم من تردي الخدمات بشكل أكثر أثناء دخول فصل الشتاء، الذي شارف على الدخول، كما لا يخفى قاطني القسم الجديد في المخيم بشكل خاص تخوفهم من تكرار الغرق مع بداية شتاء هذا العام حيث يطالب الأهالي بضرورة تكثيف الدعم لسكان المخيم وتبديل الخيام كإجراء سريع قبل حلول فصل الشتاء، كما يلاقي الأهالي صعوبة في توفر المواد الغذائية وارتفاع أسعارها بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة وتردي كبير في الخدمات، والوضع المعيشي الذي يواجه النازحين مع تخاذل العالم والجهات الداعمة لهم خلال مايقارب ثمانية سنوات من التشريد والخذلان.