مع بداية العام الدراسي الجديد… نحو ثلث الأطفال في الشمال السوري مهددون بفقدان التعليم من أصل نحو 400 ألف منهم، و8000 معلم ومعلمة يتقاضون رواتب غير مستقرة في كارثة كبرى تهدد مستقبل الأجيال القادمة

34

لا يتوقف حجم المأساة السورية على النزوح والقتل والدمار فحسب، بل يتعدى ذلك إلى حرب أخرى تواجه المجتمع السوري في ظل الحرب وما بعدها والتي تتمثل بتدمير الأجيال نتيجة تردي مستوى التعليم في عموم مناطق السيطرة على الأراضي السوري، ولا سيما ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل وهيئة تحرير الشام، التي تشهد أدنى المستويات فالمدارس مدمرة واللوازم التعليمية مفقودة ويزيد من الطين بله، تعاطي الجهات المسؤولة هناك والمنظمات والجهات الداعمة للشق التعليمي مع حجم الكارثة التي حلت في هذا القطاع، ويعود المشهد ذاته إلى الواجهة مع بداية كل عام دراسي جديد، وتتمثل الصعوبات هذه الذي رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر مصادره الموثوقة بنقص في أساسيات إتمام العمل التعليمي من فقدان للكتب المدرسية، والأثاث مدمر والمعلمين بدون دخل ثابت، وتعاني مدارس الشمال من الفوضى ناجمة عن ضعف الخدمات والامكانيات، ويقدر عدد الطلاب هذا العام أكثر من 400 ألف طالب وطالبة.

مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان أكدت أن الصعوبات أنفة الذكر يقابلها ضعف بالإمكانيات لترميم وإصلاح الأثاث المدرسي والجدران المتضررة والنوافذ والأبواب المخلعة التي ألحق القصف بعشرات منها، فضلاً عن استخدامها ملاجئ مؤقتة أو طويلة الأمد، وتعرضها للسرقة ضمن القرى والبلدات التي تشكل تماساً مع مناطق سيطرة النظام وغياب الأمان والخوف من القصف المفاجئ، في حين تضررت وأخليت 353 مدرسة بسبب القصف من أصل 1193 مدرسة، كما أفضت السيطرة العسكرية على فقدان عشرات المدارس في مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي، الأمر الذي قد يهدد نحو ثلث عدد الطلاب بحرمانهم من حقهم في التعليم للأسباب آنفة الذكر بالإضافة إلى صعوبات النزوح والتعليم ضمن المناطق المستقبلة للنازحين في الشمال، كذلك تشهد المدارس ظاهرة هجرة المعلمين إلى العمل بالأعمال الحرة والتجارة ووظائف المنظمات الأعلى أجراً ليحل مكانهم معلمين جدد ذو كفائة وخبرة أقل تتصدر مشكلة المدارس بعد تخفيض رواتبهم وعدم ثباته بسبب تراجع التمويل من منظمات تعنى بالتعليم وتؤمن احتياجات المدارس

فاليوم قطاع التعليم يتعرض لأكبر كارثة في تاريخه حيث أعلنت الجهات المانحة عن تخفيض الدعم المقدم للمؤسسات التعليمية ضمن مراحل التعليم المختلفة بشمال غرب سورية، وبحسب تقديرات العام الماضي فإن الجهات المانحة تدفع رواتب لـ 4300 معلم ومعلمة يتبعون لمديرية التربية برواتب غير مستقرة وهي بحالة عجز دائم ، و3700 معلم مدفوع الأجر من المنظمات التعليمية برواتب مقبولة ويتمتعون باستقرار نسبي لعام دراسي كامل على الأقل، بينما المعلمون المرتبطين مع حكومة النظام يقدر عددهم حوالي 10000معلم ومعلمة ويشكلون النسبة الأكبر معظمهم من الإناث والذكور فوق سن الاحتياط العسكري وتجري العملية التعليمية في نحو 1193 مدرسة دمرت وخرجت عن الخدمة عشرات المدارس منها..