مع استمرار القتل تحت التعذيب داخل معتقلات النظام…”المرصد السوري” يجدد مطالبه بالكشف عن مصير عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين من ضمنهم خليل معتوق وعبد العزيز الخيِّر وحسين عيسو

46

في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات القتل تحت التعذيب داخل أقبية النظام السوري، ومع تزايد عدد الشهداء الذين يتم توثيق استشهادهم تحت التعذيب في الآونة الأخيرة بعد اعتراف مخابرات النظام بقتل المعتقلين في سجونها وإبلاغ ذويهم بذلك، لا يزال مصير عشرات الآلاف من المفقودين داخل معتقلات النظام مجهولا حتى اللحظة، دون الكشف عن مصيرهم، ومن بينهم المحامي البارز خليل معتوق الذي اعتقل في أكتوبر/تشرين الأول 2012، والدكتور عبدالعزيز الخيِّر الذي جرى اعتقاله في عام 2012 أيضاً، وحسين عيسو الذي اعتقل عام 2011.

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومع استشهاد مزيد من المدنيين المعتقلين والمختفين قسريا داخل سجون قوات النظام ومخابراتها، نطالب بالكشف عن مصير عشرات آلاف المفقودين، وتسليم جثث من جرى قتلهم تحت التعذيب إلى ذويهم. كما نطالب بكشف مصير معتقلي الرأي والضمير الذين اعتقلوا في سجون ومعتقلات النظام، ومن أبرزهم خليل معتوق وعبد العزيز الخيِّر وفاتن رجب وحسين عيسو، وعشرات المثقفين والمدافعين عن حرية الرأي، إضافة إلى عشرات الآلاف الذين يشاركونهم الظروف ذاتها والمصير نفسه.

إن “المرصد السوري” وإذا يطالب بالكشف عن مصير آلاف المعتقلين في سجون النظام، فإنه يدعو المجتمع الدولي والمحاكم الدولية المسؤولة والأطراف الدولية الفاعلة، للعمل بشكل جاد وفوري، لكشف مصير تلك الألوف من المختفين قسريا للرأي العام السوري والإقليمي والدولي، وكذا كشف مصائرهم لعوائلهم التي أدمى غياب ذويهم قلوبهم طوال السنوات الفائتة. كما يدعو المرصد السوري لحقوق الإنسان المحاكم الدولية إلى العمل على تقديم الجناة من منفذي عمليات القتل وقادتهم ومحرضيهم أمام المحاكم المختصة، لينالوا العقاب على ما اقترفته أياديهم الآثمة التي لا تزال مضرجة بدماء السوريين الذين لا ذنب لهم، سوى المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، والخروج على نظام ديكتاتوري حكم البلاد بالقتل والموت وانتهاك حقوق الإنسان طوال عقود خلت.

وكان “المرصد السوري” نشر في 28 سبتمبر/أيلول، أن أقبية النظام السوري لا تزال تحصد المزيد من أرواح أبناء الشعب السوري، نتيجة تعرضهم لأبشع أنواع التعذيب داخلها، حيث وثَّق المرصد استشهاد مواطن تحت التعذيب من أبناء بلدة “بيت سحم” جنوب العاصمة دمشق، داخل الفرع 235 المعروف باسم فرع “فلسطين” بعد اعتقاله على أحد الحواجز الأمنية منذ نحو 6 سنوات. ومع استشهاد الكثيروين يوما بعد يوم، فإن إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان تشير إلى ارتفاع أعداد شهداء تعذيب النظام الموثقين إلى 16124 مدني، هم: 15935 رجلاً وشاباً، و125 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و64 مواطنة فوق سن الـ18، منذ انطلاقة الثورة السورية، من أصل 104 آلاف علم “المرصد السوري” أنهم فارقوا الحياة واستشهدوا في المعتقلات.