نحو 40 ألف مدني عادوا إلى مناطقهم في القطاعين الجنوبي والشرقي من الريف الإدلبي، ومخاوف من استئناف “النظام والروس” لعملياتهم العسكرية في ظل عدم انسحاب الجهاديين من طريقي M4 و M5.

48

تتواصل عملية عودة النازحين بشكل متصاعداً إلى مناطقهم في القطاعات الجنوبية والشرقية والجنوبية والشرقية من الريف الإدلبي، حيث رصد المرصد السوري ارتفاع عدد الذين عادوا إلى مناطقهم إلى أكثر من 39 ألف شخص خلال الأيام القليلة الفائتة، وما تزال العودة مستمرة إلى الآن في ظل الهدوء النسبي الذي يسيطر على عموم منطقة “بوتين – أردوغان”، وفي التفاصيل التي حصل عليها “المرصد السوري”، فإن أكثر من 5300 شخص عادوا إلى بلداتهم وقراهم في ريف معرة النعمان الغربي وريف إدلب الجنوبي، بينما شهدت مدينة معرة النعمان عودة نحو 5500 من سكانها، في الوقت الذي عاد قرابة الـ 21 ألف إلى ريف المعرة الشرقي (معرشورين – تلمنس -معرشمشة – معرشمارين) وبلدات وقرى أخرى في المنطقة، أما منطقة جرجناز والمزارع المحيطة بها فعاد إليها ما لا يقل عن 2100 شخص، بينما عاد قرابة الـ 3200 شخص إلى بلداتهم وقراهم ضمن المنطقة الممتدة من الغدقة وأبو دقنة إلى محيط أبو الظهور شرق إدلب، أيضاً شهدت منطقة التح ومزارعها وأم جلال والرفة والهلبة وغيرها عودة أكثر من 1900 شخص إليها.

مصادر “المرصد السوري” أكدت أن عملية العودة جاءت بعد أن ضاق الحال بالمواطنين في مخيمات النزوح وافتراش الأراضي الزراعية والغلاء الفاحش في شمال إدلب وعند الحدود مع لواء اسكندرون، في ظل شح وانعدام فرص العمل هناك، وبالتالي يعتمد النازحون على ما يُرسل لهم من أقربائهم في دول الخارج، وأضافت المصادر أن هناك حالة تخوف من قبل المدنيين الذين عادوا إلى مناطقهم من اسئناف الروس وقوات النظام لعملياتهم العسكرية وخاصة أن الاتفاق الروسي – التركي حول انسحاب الفصائل الجهادية من اتستراد دمشق – حلب الدولي، واتستراد حلب – اللاذقية الدولي لم يطبق حتى اللحظة فالجهاديين لازالوا منتشرين في تلك المنطقة، كما أن المدنيين لا يثقون الاتفاقيات هذه، التي لطالما كانت إعلامية لا تمت للواقع بصلة.

فيما كان المرصد السوري نشر في الـ 25 من شهر أيلول الفائت من العام الجاري، أن عودة النازحين إلى مناطقهم في القطاعين الجنوبي والجنوبي الشرقي من الريف الإدلبي، تشهد تصاعداً ملحوظاً خلال الساعات والأيام القليلة الفائتة، حيث عادت مئات العائلات التي تضم أكثر من 5000 شخص إلى مناطقهم في مدينة معرة النعمان وريفها الشرقي والفطيرة وسفوهن وحاس وكفروما وبسقلا وبلدات وقرى أخرى بريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، ولا سيما ريف المعرة الشرقي حيث المنطقة التي تعرضت لعمليات قصف جوي وبري مكثف منذ سيطرة النظام على خان شيخون، وما تزال تتعرض إلى الآن بشكل يومي إلى ضربات برية على الرغم من الهدوء النسبي ضمن منطقة “بوتين – أردوغان”، وأبلغت مصادر المرصد السوري أن العودة جاءت بعد أن ضاق الحال بالنازحين في الشمال السوري وعند الحدود مع لواء اسكندرون، حيث غلاء الأسعار وصعوبات العيش من تأمين فرص عمل واستغلال تجار الحرب لهم، بالإضافة لأملهم باستمرار الهدوء النسبي على الرغم من عدم ثقتهم بالاتفاقات الروسية والتركية، إذ أن الكثير منهم ترك مكان يعود إليه كنازح سواء كخيمة أو منزل مازال يستأجره في حال عودة العمليات العسكرية إلى المنطقة.

ونشر المرصد السوري في الـ 18 من شهر آب/أغسطس الفائت، أنه ماتزال تداعيات العمليات العسكرية للنظام السوري وحليفه الروس ضمن منطقة “بوتين – أردوغان” تلقي بظلالها على أوضاع المدني السوري الخاسر الأكبر ضمن الحرب السورية، حيث تتواصل عمليات النزوح من قبل المدنيين في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، بفعل القصف الهستيري الذي يتعمد النظام السوري و”الضامن” الروسي من خلاله لإجبار المواطنين على النزوح، المرصد السوري رصد نزوح عشرات الآلاف من المدنيين منذ انهيار وقف إطلاق النار في الخامس من شهر آب الجاري، وبدء قوات النظام عملية عسكرية واسعة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، ليترفع بدوره إلى نحو 700 ألف تعداد المدنيين الذين أجبروا على النزوح من مدنهم وبلداتهم وقراهم ضمن منطقة “خفض التصعيد” منذ نهاية شهر نيسان الفائت من العام الجاري 2019.

فبعد أن كان ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي حاضنة للنازحين القادمين من الريف الحموي، أصبحوا نازحين يتدفقون بشكل كبير نحو الشمال الإدلبي إلى المناطق الحدودية مع لواء اسكندرون، ليلقوا هناك حرب أخرى عليهم، حيث جشع تجار الحرب وأسعار وصفت بالفلكية لأسعار تأجير المنازل، حيث يواجه المدني السوري صعوبة في استئجار منزل في شمال إدلب نظراً لارتفاع أسعار العقارات مستغلين حاجة النازحين، إذ وصلت أسعار تأجير المنازل إلى 300 و 400 دولار للشهر الواحد بعد أن كانت 100 دولار أمريكي، فضلاً عن عمولة أصحاب المكاتب العقارية، بينما دخل اليد العاملة لا يتجاور الـ 200 دولار، والكثير منهم بات دون عمل بعد أن خسر منزله وعمله وتركها خلفه هرباً من الموت القادم من طائرات النظام والروس، بالإضافة لارتفاع أسعار السلع والتحكم بها من قبل تجار الحرب بالإضافة للمعاملة السيئة للنازحين.