الجيش التركي يتوغل في شمال سوريا وقوات سوريا الديمقراطية تعلن التصدي له

31

بدأ الجيش التركي بعد ظهر الأربعاء هجوما بريا باتجاه مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، بعد ساعات من القصف الجوي، في إطار عملية عسكرية واسعة تستهدف مناطق سيطرة الأكراد شمال سوريا. وأسفر القصف عن مقتل مقتل 24 شخصا، بينهم ثمانية مدنيين، وأدى إلى نزوح آلاف الأشخاص باتجاه مناطق لا يشملها القصف التركي.

أعلنت وزارة الدفاع التركية بعد ظهر الأربعاء بدء الهجوم البري لقواتها والفصائل الموالية لها، فيما أوضح متحدث باسم تلك الفصائل أن الهجوم بدأ باتّجاه مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي.

ونقلت وسائل إعلام تركيّة أن قوات خاصة تركية ومدرعات ومقاتلين سوريين توغلوا في ثلاث نقاط على الأقل. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن توغل القوّات التركيّة في قرى غرب مدينة تل أبيض.

مقتل 24 شخصا في الغارات التركية

وبدأ الهجوم التركي بغارات جوية محدودة استهدفت بلدة رأس العين ومحيطها، قبل أن يطال قصف مدفعي مدناً وقرى عدّة على طول الشريط الحدودي، في المنطقة التي تأمل أنقرة إقامة “منطقة آمنة” فيها تُعيد إليها اللاجئين السوريين لديها.
واستهدف القصف الذي استمر لساعات بعد الظهر “مواقع عسكريّة ومدنيّة”، وفق ما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية.

وأسفر القصف على مناطق عدة، والذي طال ليلا مدينة القامشلي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل ثمانية مدنيّين، بينهم طفلان، و16 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية. كما أصيب العشرات بجروح.

من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار مساء الأربعاء إن العمليات العسكرية “ستستهدف فقط مخابئ الإرهابيين وملاجئهم وأسلحتهم”، لافتاً إلى أنّ “المدنيّين الأبرياء … وكذلك الأصدقاء وعناصر الدول الحليفة في منطقة العمليات لن يتعرّضوا للأذى”.

وشنت تركيا غاراتها رغم إعلان مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية الاثنين أن القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة أغلقت الأجواء أمام الطائرات التركية.

أشتباكات عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية

وأفادت قوات سوريا الديمقراطية عن “اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة” قرب مدينة تل أبيض بعد تمكّنها من منع القوّات التركيّة من دخولها.

وقال المسؤول الإعلامي لتلك القوات مصطفى بالي في تغريدة على تويتر إن “قوات سوريا الديمقراطية في تل أبيض تصدت لهجوم القوات التركية البري”، مضيفا “ليس هناك أي تقدم حتى الآن”. وجاء ذلك بعيد إعلان تركيا بدء هجومها البري بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها ضد المقاتلين الأكراد.

نزوح آلاف المدنيين

وتحدث المرصد عن نزوح آلاف المدنيين باتّجاه مناطق لا يشملها القصف التركي.

وشاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في رأس العين، إثر بدء القصف سحباً من الدخان وعشرات المدنيين من رجال ونساء وأطفال لدى فرارهم عبر سيّارات وشاحنات صغيرة أو سيراً على الأقدام محمّلين بأمتعتهم. كما أفاد ليلاً عن بدء حركة نزوح من القامشلي.

وحذرت منظمة العفو الدولية الأربعاء أطراف النزاع من استهداف المدنيين. وقالت مديرة بحوث الشرق الأوسط لين معلوف إنّ “تركيا ملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي أن تتّخذ كلّ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيّين وضمان وصول المساعدات الإنسانيّة”.

وهذا ثالث هجوم تشنّه تركيا مع فصائل سورية موالية لها في شمال سوريا، بعد هجوم أوّل في العام 2016 سيطرت بموجبه على مدن حدودية عدّة، وثان عام 2018 سيطرت على إثره على منطقة عفرين في شمال سوريا.

وتأمل أنقرة من تلك العملية العسكرية التي أطلقت عليها “نبع السلام” في إقامة “منطقة آمنة” فيها تُعيد إليها اللاجئين السوريين لديها.

المصدر: فرانس 24