48 ساعة من “نبع السلام”: 17 شهيداً مدنياً.. وأكثر من 75 ألف نازح.. 10 قرى في أيدي تركيا والفصائل الموالية لها.. وحصيلة القتلى ترتفع إلى أكثر من 75 من قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية والفصائل الموالية لأنقرة

37

المرصد السوري لحقوق الإنسان،

48 ساعة تماما مرت منذ لحظة إطلاق القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها عملياتها في شمال وشرق سوريا تحت مُسمى عملية “نبع السلام” في الساعة الرابعة بتوقيت العاصمة السورية “دمشق”، شهدت خلالها المنطقة الحدودية اشتباكات عنيفة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب وقوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية التابعة لها من جانب آخر، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، إضافة إلى سيطرة القوات التركية على عدد من القرى، وسط اشتباكات عنيفة بين الجانبين. وعلى مدار الساعات الماضية، تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان ما حدث على كل جبهات المعركة، إضافة إلى ما حدث في الداخل السوري من عمليات نزوح أو سقوط شهداء نتيجة القذائف التركية العشوائية التي طالت المدنيين في مختلف أنحاء الشمال السوري.

 

ضحايا مدنيين وآلاف النازحين.. العملية العسكرية التركية تهدد بكارثة إنسانية جديدة

منذ الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارا من العملية العسكرية التركية على المنطقة. وبحسب إحصاءات “المرصد”، فإن عدد النازحين تجاوز 75 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، على الرغم من الهدوء النسبي والحذر الذي تشهده المنطقة في العموم باستثناء تل أبيض ورأس العين. ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 75 ألف مدني نحو عمق المنطقة، ومنهم من يفترش العراء ومنهم من توجه إلى مدينة الرقة، فضلاً عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المنطقة من انقطاع المياه عن مدينة الحسكة، وخروج محطات تغذية كهرباء عن الخدمة بسبب القصف والاشتباكات. وبحسب ما رصدته مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان على الأرض، فإن مدينتا الدرباسية ورأس العين باتتا شبه خاليتين من السكان تماما، كما خرج مشفى في رأس العين عن الخدمة بسبب استهداف محيطه من قبل القوات التركية بعد منتصف الليل، بالإضافة لخروج مشفى في تل أبيض عن الخدمة تخوفاً من الاستهدافات التركية.
ولا تتوقف تداعيات العملية العسكرية التركية المُسماة بـ”نبع السلام” عند حد دفع المدنيين نحو النزوح، بل أدت كذلك إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين نتيجة القذائف العشوائية التي أطلقتها القوات التركية على مناطق متفرقة. ووفقا لما وثَّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، استشهد 4 مواطنين جراء قصف الطائرات التركية على قرية “علي الباجلية” التابعة لـ”تل أبيض”، فيما استشهد 3 مدنيين جراء عمليات قنص نفذتها قوات تركية على قرى تابعة لمنطقة “تل أبيض”، وبذلك يرتفع عدد الشهداء المدنيين نتيجة العملية العسكرية التركية إلى 17 شهيدا، بعد أن كان “المرصد السوري” وثق استشهاد طفلة نتيجة القذائف التركية، وكذلك استشهاد اثنان من موظفي “الإدارة الذاتية” بالقصف الذي استهدف قرية “مطكلط” بريف منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ورجل ومواطنة من المكون السرياني جراء قصف حي البشيرية بمدينة “القامشلي” من قبل القوات التركية، وطفلة في قصف استهدف ريف القحطانية، ورجل في القصف على محيط تل أبيض استشهد، وآخر في الاستهداف الذي طال محيط وريف منطقة رأس العين بريف الحسكة، ورجل جراء استهدافه بقناص القوات التركية في مدينة الدرباسية. ولا يزال عدد الشهداء مرشحا للزيادة، نظرا لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.

في الوقت ذاته، رصد “المرصد السوري” قصفا جويا تركيا استهدف مدخل مدينة “تل أبيض” من جهة محافظة الرقة، تزامنا مع مرور سيارات الوفود العشائرية والمدنية القادمة من الرقة إلى “تل أبيض” للمشاركة في اعتصام “خيمة الدروع البشرية” لاستنكار العملية العسكرية التركية على المنطقة، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف القافلة. وأكدت مصادر موثوقة، لـ”المرصد السوري”، استهداف القوات التركية ساحة الاعتصام بالقصف، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف المعتصمين. كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد شخص وإصابة ما لا يقل عن 7 آخرين بجراح، نتيجة قصف صاروخي نفذته قوات مجلس “جرابلس” العسكري على مدينة “جرابلس” ومحيطها في ريف حلب الشمالي الشرقي.
10 قرى في أيدي تركيا وقصف جوي وبري واشتباكات.. و”قسد” تستعيد قريتين.. وارتفاع حصيلة القتلى بين الطرفين

على مدار يومين، رصد “المرصد السوري” تقدم القوات التركية والفصائل الموالية لها بغطاء جوي وبري مكثف في 10 قرى من منطقي تل أبيض ورأس العين، حيث بسطت القوات التركية سيطرتها على كل من قرى طبابين والمشرفة وتل فندر وبئر عاشق التي جرت عملية السيطرة عليها عبر مساعدة خلايا نائمة في القرية بحسب ما أكدت مصادر موثوقة، بالإضافة إلى بسط سيطرتها على مزرعة المسيحي وحميدة والمهيدة والدادات في محيط تل أبيض، إضافة إلى قريتي كشتو وأقصاص في محور رأس العين، بحسب ما أكدت مصادر “المرصد السوري”، التي رصدت استعادة قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على قريتي اليابسة وعلوك، فيما نفذت طائرات حربية تركية سلسلة جديدة من الغارات الجوية مستهدفة خلالها مدينة “رأس العين” وقرى تابعة لها عند الشريط الحدودي، بالإضافة لمنطقة “تل أبيض” بريف الرقة، وسط معارك متواصلة بوتيرة عنيفة تشهدها محاور في المنطقتين، فيما تسعى “قسد” لصد الهجمات واستعادة مواقع كانت قد خسرتها يوم أمس. وعلم “المرصد السوري”، من مصادر موثوقة، أن مسلحين محليين موالين لـ”أنقرة” هاجموا بعد عصر أمس الأول مدينة “رأس العين” في ريف الحسكة الشمالي الغربي، حيث جرى الهجوم من 3 محاور انطلاقاً من القرى التي ينتمي إليها المسلحين، وهي: محور تل حلف والصناعة، ومحور الدرباسية، ومحور طريق “الحسكة – رأس العين”، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين داخل أحياء المدينة، وسط قصف مكثف، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية. وبحسب مصادر “المرصد السوري”، فإن “المسلحين المحليين الذين شاركوا إلى جانب القوات التركية، كانوا معتقلين لدى (قسد) بتهمة (التخابر مع تركيا والعمالة لتنظيم الدولة الإسلامية) قبل أن تفرج قوات سوريا الديمقراطية عنهم”.

وفي قرية “أم الخير” الواقعة جنوب رأس العين، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات عنيفة بين قوى الأمن الداخلي (الآسايش) والخلايا المسلحة الموالية لتركيا، حيث استمرت الاشتباكات لساعات جرى خلالها قطع طريق “رأس العين- الحسكة”، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 9 من الخلايا، بالإضافة لاعتقال آخرين، فيما قُتل 3 عناصر من “الآسايش” في الاشتباكات ذاتها. كذلك، قصفت المدفعية التركية أطراف قرية “عين ديوار” في ريف مدينة “المالكية”، وسط تحليق مكثف للطائرات التركية في سماء المنطقة، بينما جرت استهدافات متبادلة متقطعة بين “قسد” والقوات التركية على محور عين ديوار.

في الوقت نفسه، رصد “المرصد السوري” اشتباكات عنيفة على محاور في أطراف مدينة “الدرباسية” بريف الحسكة، نتيجة هجوم نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها في محاولة لاقتحام المدينة، وسط قصف مكثف وعنيف على محاور القتال بالإضافة لاستهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة، فيما قصفت القوات التركية مناطق في محيط قريتي الزهيرية وجم شرف في ريف المالكية، كما تمكنت “قسد” من إسقاط طائرة استطلاع في سماء منطقة “قصر ديب” بريف المالكية. ورصد “المرصد السوري” اشتباكات عنيفة على محاور بريف مدينة منبج شمال شرق حلب، بين الفصائل الموالية لتركيا من جهة ومجلس منبج العسكري من جهة أخرى، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة، وسط معلومات عن خسائر بشرية بين الطرفين.

وارتفع تعداد القتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية وقوى الأمن الداخلي جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ بدء العملية العسكرية التركية عصر أمس الأول إلى 41، فيما ارتفع تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لـ”أنقرة” وقتلى الخلايا الموالية لتركيا خلال استهدافات واشتباكات مع “قسد” خلال الفترة ذاتها إلى 34 من بينهم 13 من خلايا موالية لـ”أنقرة” قتلوا في اشتباكات مع “قسد”، بالإضافة إلى مقتل جندي تركي واحد حتى الآن خلال الاشتباكات في محور “تل أبيض”، إلا أن تعداد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة، بالإضافة إلى وجود معلومات عن قتلى آخرين لم يتمكن “المرصد” من توثيقهم حتى الآن.

وبحسب ما وثقه المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر مصادره المتعددة، فإن 4 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية قُتلت في استهداف للطائرات التركية للواء 93 بمنطقة “عين عيسى”، فيما وثق “المرصد السوري” مقتل وإصابة عدة عناصر من “قسد” جراء غارات جوية نفذتها طائرات تركية على موقع لهم في منطقة الصناعة برأس العين، بينما تمكنت فصائل موالية لـ”أنقرة” من قطع طريق “رأس العين – الدرباسية”، مستغلة الاشتباكات التي دارت في محور الصناعة. ونتيجة للاشتباكات العنيفة، علم “المرصد السوري” أن “مجلس دير الزور العسكري” دفع بتعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية – التركية لصد الهجمات التركية، فيما أعلن “مجلس الهول العسكري” إرسال قوات إلى الحدود لمؤازرة “قسد” وبقية المجالس العسكرية هناك.