96 ساعة من “نبع السلام”: أكثر من 130 ألف نازح ونحو 60 شهيدا مدنيا.. ومدينة “تل أبيض” و40 بلدة وقرية في أيدي تركيا، وما يزيد عن 200 قتيلا من “قسد” والجنود الأتراك والفصائل الموالية لأنقرة

102

المرصد السوري لحقوق الإنسان

على مدار 96 ساعة مضت منذ إطلاق القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها عملياتها في شمال وشرق سوريا تحت مُسمى عملية “نبع السلام” في الساعة الرابعة بتوقيت العاصمة السورية “دمشق”، شهدت منطقة شمال وشرق سوريا تطورات متسارعة في ظل القصف المدفعي والجوي المتواصل على مناطق شمال وشرق سوريا من جانب القوات التركية والفصائل الموالية. وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب وقوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية التابعة لها من جانب آخر، على عدة محاور، ما نتج عنها ارتفاع عدد القتلى في صفوف الطرفين، إضافة إلى ارتفاع حصيلة الشهداء المدنيين وتزايد أعداد النازحين. ومنذ انطلاق المعارك، تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان ما حدث على كل جبهات المعركة، إضافة إلى ما حدث في الداخل السوري من عمليات نزوح أو سقوط شهداء نتيجة القذائف التركية العشوائية التي طالت المدنيين في مختلف أنحاء الشمال السوري.

أعداد النازحين في تزايد مستمر.. وسقوط المزيد من الشهداء المدنيين.. عمليات تركيا تهدد بكارثة إنسانية

منذ الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارا من العملية العسكرية التركية على المنطقة. وبحسب إحصاءات “المرصد”، فإن عدد النازحين تجاوز 130 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 130 ألف مدني نحو عمق المنطقة، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير في أعداد النازحين ووجهتهم بالإضافة إلى انقطاع المياه عن مدينة الحسكة، وخروج محطات تغذية كهرباء عن الخدمة بسبب القصف والاشتباكات. وبحسب ما رصدته مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان على الأرض، فإن مدن وبلدات وقرى عدة باتت خالية من السكان تماما.

ولا تتوقف تداعيات العملية العسكرية التركية المُسماة بـ”نبع السلام” عند حد دفع المدنيين نحو النزوح، بل أدت كذلك إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين نتيجة القذائف العشوائية التي أطلقتها القوات التركية على مناطق متفرقة. ووفقا لما وثَّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفع عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا منذ انطلاق العملية العسكرية التركية إلى 59 شهيدا، هم: 21 بينهم طفل ومسؤولة حزبية ومواطنتان جراء استهدافهم بالرصاص وإعدام ميداني من قبل فصائل موالية لتركيا على الاتستراد جنوب مدينة تل أبيض ومناطق شمال عين عيسى وبلدة سلوك، و9 جراء غارات جوية تركية استهدفت مدينة رأس العين ومحيطها، و7 بينهم اثنان من موظفي الإدارة الذاتية بالقصف البري على محيط تل أبيض، و6 بينهم طفل ومواطنة ورجلان مسنان جراء قصف صاروخي استهدف أحياء البشيرية وقدروبك والزيتونية بمدينة القامشلي، و5 بينهم طفل في القصف على محيط وريف منطقة رأس العين بريف الحسكة، و4 جراء ضربات جوية تركية على قرية الباجية بمنطقة تل أبيض، و3 جراء عمليات قنص على قرى تابعة لتل أبيض، وطفلة في قصف استهدف ريف القحطانية، ورجل جراء استهدافه بقناص القوات التركية في مدينة الدرباسية، ومواطنة برصاص قناص تركي في مدينة القامشلي، ورجل جراء قصف صاروخي تركي على أطراف قرية قصر ديب بريف المالكية.

ولا يزال التوتر قائما في مخيم عين عيسى شمال مدينة الرقة، كما أن عدد كبير من عوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” تمكنوا من الفرار من القسم الذي كانوا يقيمون فيه ضمن مخيم عين عيسى، مستغلين الفوضى القائمة هناك مع اقتراب المعارك من المخيم وانسحاب “الآسايش” وترك حماية المخيم للالتحاق بصفوف القوات لصد الهجمات على المنطقة، حيث فر نحو 800 بين نساء وأطفال من عوائل عناصر التنظيم من جنسيات أجنبية من المخيم نحو جهة مجهولة حتى اللحظة.

41 منطقة في أيدي تركيا بمساحة نحو 220 كلم وقصف جوي وبري واشتباكات.. وارتفاع حصيلة القتلى بين الطرفين

على مدار 4 أيام، رصد “المرصد السوري” تقدم القوات التركية والفصائل الموالية لها بغطاء جوي وبري مكثف في 41 منطقة على الأقل من منطقي تل أبيض ورأس العين، حيث بسطت القوات التركية سيطرتها على كل من مدينة تل أبيض، وبلدة سلوك ومزرعة الحمادي وأبو قبر ومزرعة المسيحي وحميدة والمهيدة والدادات واليابسة والمشرفة وتل فندر وبئر عاشق والتروازية ولزكة وحويران والواسطة والغجير وشوكان والخالدية والعريضة والنبهان وأم الجرن وغزيل والحاوي وطبابين والصواوين وجاموس فليو والزيدي والدروبية في محور تل أبيض، وبلدتي مبروكة وتل حلف وقرى الكنطري ووضحة وتويجل وعلوك وكشتو وأقصاص وتل خنزير والعزيزية والبالوجة وأبو الصون في محور رأس العين. فيما استعادت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على منطقة الصناعية في مدينة “رأس العين”.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان، من مصادر موثوقة، أن التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”، أبلغ قوات سوريا الديمقراطية نيته الانسحاب من قاعدة المطاحن بالقرب من “منبج” ومن قاعدة “خراب عشك” في عين العرب/كوباني، إلا أنه رغم إبلاغ “قسد” نية الانسحاب، فإن مصادر المرصد السوري لم ترصد حتى الآن انسحاب قوات التحالف من القاعدتين، بيد أن التحالف انسحب من نقاطه في بلدة عين عيسى شمال مدينة الرقة.

وارتفع تعداد القتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية وقوى الأمن الداخلي جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ بدء العملية العسكرية التركية عصر الأربعاء إلى 112، فيما ارتفع تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لـ”أنقرة” وقتلى الخلايا الموالية لتركيا خلال استهدافات واشتباكات مع “قسد” خلال الفترة ذاتها إلى 81 من بينهم 13 من خلايا موالية لـ”أنقرة” قتلوا في اشتباكات مع “قسد”، بالإضافة إلى مقتل 8 جنود أتراك حتى الآن خلال الاشتباكات والاستهدافات اعترفت تركيا بمقتل 5 منهم فقط، وسط معلومات عن قتلى أتراك آخرين على الحدود التركية السورية، كما أن تعداد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.

 

رابط الدقة العالية لخريطة توزع القوى والصراع في الشمال السوري