خطوات هامة.. تفاصيل الاتفاق الروسي-التركي حول سوريا

17

اتفقت روسيا وتركيا الثلاثاء على ضمان انسحاب القوات الكردية من مناطق سورية محاذية لتركيا إضافة إلى البدء بتسيير دوريات مشتركة فيها في اتفاق أشاد به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معتبراً إياه ”تاريخياً“.

وبعد مفاوضات ماراثونية في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، أعلن أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوصل إلى هذا الاتفاق قبل ساعات فقط من انتهاء الهدنة التي توصلت إليها واشنطن مع أنقرة لوقف العملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا.

وينص الاتفاق بين بوتين وأردوغان على احتفاظ تركيا بالسيطرة على منطقة بعمق 32 كيلومترا في سوريا استولت عليها خلال عمليتها العسكرية.

وابتداء من الساعة 12 ظهر الأربعاء (09,00 ت غ) ستعمل الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري على ”تسهل إزالة“ المقاتلين الأكراد مع أسلحتهم من منطقة بعمق 30 كيلومترا على طول الحدود التركية السورية.

ووفق نص الاتفاق الذي نشر بعد المحادثات يجب أن تنتهي هذه العملية في خلال 150 ساعة.

دوريات مشتركة

وحينها مباشرة سيتم تسيير دوريات مشتركة روسية-تركية في المنطقة الآمنة.

وقال بوتين إن هذه القرارات في ”غاية الأهمية، إن لم تكن حاسمة، للسماح لنا بايجاد حل للوضع الخطير عند الحدود السورية التركية“.

وفي دمشق نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية ”سانا“ أن بوتين أجرى اتصالاً بالرئيس بشار الأسد تطرق إلى ”الوضع في الشمال السوري“.

وقالت سانا إنّ الأسد أكّد ”على الرفض التام لأي غزو للأراضي السورية تحت أي مسمى أو ذريعة“، معتبراً أن ”أصحاب الأهداف الانفصالية يحملون مسؤولية في ما آلت اليه الأمور في الوقت الراهن“.

وبعد ساعة من انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مناطق التماس بين القوات التركية والكردية في شمال شرق سوريا تشهد هدوءاً.

وانتهت المهلة النهائية لانسحاب الأكراد في الساعة 19,00 ت غ الثلاثاء. وقبيل انتهاء المهلة قال مسؤول كردي إنهم ”امتثلوا بالكامل“ للاتفاق.

لا حاجة لاستئناف الهجوم

وفي أنقرة أعلنت وزارة الدفاع التركية فجر الأربعاء أنّ ”لا حاجة“ لاستئناف العملية العسكرية ضدّ المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا بعد انتهاء الهدنة، مشيرة إلى أنّ الولايات المتّحدة أبلغتها بأنّ انسحاب القوات الكردية من المناطق الحدودية قد ”أنجز“.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان ”في هذه المرحلة، ليست هناك حاجة لتنفيذ عملية جديدة“.

ويدعم الاتفاق بين أردوغان وبوتين دوري روسيا وتركيا باعتبارهما اللاعبين الأجنبيين الرئيسيين في الصراع السوري، خاصة مع تعزيز قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الشهر سحب القوات الأميركية من سوريا لموقف روسيا.

ومهّد هذا الإعلان الطريق أمام تركيا لشن هجومها عبر الحدود في 9 تشرين الاول/أكتوبر ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة ”إرهابية“ ومرتبطة بحزب العمال الكردستاني.

وأثار الهجوم غضباً غربياً واتهامات بالخيانة من قبل الأكراد الذين حاربوا في الخطوط الأمامية لحسم المعركة ضد تنظيم داعش في سوريا.

المصدر: نيوز السودان