اتفاق روسي تركي ومهلة لأمريكا بشأن شمال سوريا

26

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي استمرت لأكثر من ست ساعات، أسفرت عن قرارات مهمة جداً بالنسبة لسوريا.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي في سوتشي بجنوب روسيا مع أردوغان إن وزيري خارجية البلدين سيكشفان عما اتفق عليه الزعيمان في الاجتماع.

ودعا بوتين إلى إجراء حوار بين تركيا وسوريا لحل الصراع الدائر في شمال سوريا. وقال إنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا إلا عند ضمان السلامة الإقليمية للبلاد. وطالب بوتين بانسحاب القوات الأجنبية الموجودة في سوريا دون إذن من الحكومة في دمشق.

وتحدث بوتين بعد أن أبلغ قائد القوات الكردية في شمال شرق سوريا الولايات المتحدة بأنه أوفى بكل التزاماته بموجب هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة.

وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا وتركيا ستسيّران دوريات مشتركة في شمال شرق سوريا.

مشيراً إلى أن موسكو وأنقرة اتفقتا على انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية إلى مسافة 30 كيلومتراً من الحدود السورية، وأنه سيتم نشر الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية على الجانب السوري من الحدود مع تركيا ابتداءً من اليوم (الأربعاء)، خارج منطقة العمليات العسكرية التركية. وأضاف أن الأكراد سينسحبون أيضاً من مدينتي منبج وتل رفعت.

من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن أمام الولايات المتحدة «ساعة ونصف الساعة كي تفي بالتزاماتها بشأن سوريا». وأضاف أن موسكو تعتقد، حسب تقديراتها، أن ما يصل إلى 500 شخص بينهم مقاتلون من تنظيم داعش فرّوا من الأسر في شمال سوريا بعد أن غادر الحراس مواقعهم. وأشار إلى أن إجراءات تتخذ لإعادة اعتقالهم.

ومن جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إنه من المتوقع أن يتم نقل كل القوات الأمريكية التي تنسحب من شمال سوريا إلى العراق.

وأبلغ إسبر صحفيين أنه وفقاً للخطط الحالية سيتم إرسال القوات التي يبلغ عددها نحو 1000 جندي إلى غربي العراق للمساعدة في منع عودة مقاتلي تنظيم داعش. وأوضح الوزير الأمريكي أن عملية الانسحاب ستتم بواسطة طائرات وعبر قوافل برية، موضحاً أن الهدف هو إعادة القوات الأمريكية للديار في نهاية الأمر، حيث سيناقش التفاصيل مع نظيره العراقي اليوم (الأربعاء).

هذا وأفاد الجيش العراقي بأن القوات الأمريكية التي غادرت سوريا ودخلت العراق ليس لديها إذن بالبقاء في البلاد. وذكر بيان الجيش أن القوات الأمريكية التي تنسحب حالياً من سوريا حصلت على تصريح من حكومة إقليم كردستان لدخول العراق لنقلها لاحقاً إلى خارج البلاد.

إلى ذلك، فإن تسيير دوريات مشتركة للجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» تطور لم يكن أشد المتفائلين يتوقع حدوثه حتى ما قبل أسبوعين حين بدأت تركيا عدوانها على الشمال السوري.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد اعتزام الطرفين تسيير دوريات مشتركة على حدود القامشلي ومنطقة الدرباسية بمدينة رأس العين. ونقل عن «مصادر موثوقة» أن قائد مجلس الحسكة العسكري التابع لـ«قسد» اجتمع، الأحد، بعميد من الجيش السوري داخل المربع الأمني في القامشلي لمناقشة «آخر التطورات في المنطقة وكيفية التنسيق» بين الطرفين.

يأتي هذا، فيما واصلت القوات الحكومية السورية انتشارها في شمالي سوريا أمس. وذكرت وكالة الأنباء الحكومية (سانا) أن وحدات من الجيش دخلت قرية الكوزلية غرب تل تمر بالريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة. ولفتت الوكالة إلى أن الانتشار يأتي «في إطار المهام الوطنية للتصدي لقوات العدوان التركي ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية».

وفد روسي

كان المرصد السوري أفاد أمس، بوصول وفد عسكري روسي يضم عدداً من الجنود والمستشارين إلى مطار القامشلي شمال شرق سوريا. ووفقاً لمصادر المرصد، فإن الوفد سيجتمع بقياديين من قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

المصدر: البيان